استطاع فريق الرجاء الرياضي المغربي الدخول الى التاريخ الرياضي المغربي والعالمي من بابه الواسع من خلال وصوله الى نصف نهاية منافسات كأس العالم للأندية التي تقام بأكادير ومراكش ، ممثل المغرب في هذه التظاهرة العالمية والذي كان مدعما بجمهور تجازو 34 ألف متفرج بملعب أدرار بأكادير فاز يوم أمس في لقاء مشوق على فريق ف س مونتيري المكسيكي بهدفين مقابل واحد . الانجاز التاريخي للرجاء يتحقق بعد مشاركة أولى في أول نسخة من هذه التظاهرة بالبرازيل عاد منها آنذاك بثلاثة هزائم ، في الوقت الذي أفلح اليوم في تحقيق فوزين على أوكلاند سيدتي النيوزلندي ومونتيري المكسيكي ،وهو الانجاز الذي تحقق بمسقط رأس صانع الرجاء وطريقة لعب الرجاء المرحوم محمد بلحسن العفاني " الأب جيكو " إبن منطقة إسافن التي كانت آنذاك تابعة ترابيا لإقليم تارودانت وهي حاليا من الجماعات القروية التابعة لإقليم طاطا . حكاية الرجاء بسوس وارتباط رجالات سوس بالدار البيضاء بالرجاء البيضاوي انطلقت منذ قدوم الأب جيكو لتدريب وتسيير الرجاء بعد انفصاله مع الوداد بداية خمسينيات القرن الماضي حيث وجد المرحوم محمد بلحسن الدعم والمساندة من أبناء " تامزيرت " السوسيين لتقديم بعض من الدعم المادي حسب إمكانياتهم والتي كانت قليلة بحكم بداياتهم في مجال تجارة التقسيط بالدار البيضاء ، وهو الدعم الذي تعاظم وتكاثر بعد نمو مشاريعهم التجارية والصناعية مع توالي السنوات وإزدباد ارتباطهم بفريق الرجاء مقابل ارتباط منافسيهم في المجال التجاري من أهل فاس بفريق الوداد البيضاوي . التواجد والدعم السوسي لفريق الرجاء ازدادا وتأكد في مرحلة احتضان الأندية من قبل المؤسسات الاقتصادية حيث احتضن الرجاء آنذاك من طرف بنك "bmao"والذي كان في ملكية عدد من السوسيين ، ليتم بعد ذلك الاستشهار من قبل مؤسسة للصباغة في ملكية سوسي آخر يستثمر بمكناس والدار البيضاء ، وذلك مع فتح المجال أمام المسيرين السوسيين لتدبير أمر الفريق كمحمد أوزال ، عبد الله غلام ، عبد الله الصويري ، سعيد الضور وغيرهم من الأسماء التي ارتبطت بمسيرة الرجاء ليظل التواجد السوسي قويا وحاضرا بالرجاء التي ارتبطت أيضا بمنطقة سوس أثناء كل استحقاق رياضي كبير حيث تقيم التجمعات التدريبية وتلقى الدعم والمساندة من أندية أكادير الكبير والتي تضع ملاعبها رهن إشارة الفريق كاتحاد فتح إنزكان ، أولمبيك الدشيرة ، إتحاد ايت ملول وحسنية أكادير . كما يظل عدد من الجمهور السوسي الواسع وفيا لروح المؤسس الأب جيكو في حب وتشجيع طريقة لعب الرجاء المعتمد على الفرجة ودأب على دعمها وتشجيعها بأعداد كبيرة أثناء مشاركاتها لتمثيل الكرة المغربية داخل وخارج الوطن . روح المرحوم الأب جيكو كانت حاضرة يوم أمس بملعب أدرار وأصر الجميع على إهداء الفوز والانتصار لصانع الرجاء على تراب الأرض والمنطقة التي أنجبت صاحب الرجاء وعدد من مدعمي ومسيري الرجاء . حظ سعيد للرجاء بأرض البهجة " أمور ن واكش " ( أرض الله ) بالأمازيعية التي ستنتقل إليها بعثة الرجاء يومه الأحد لمواجهة فريق مينيرو البرازيلي يوم الأربعاء المقبل برسم نصف نهاية كأس العالم للأندية .