بويزكارن: صالح الفرياضي اشتدت حرارة الصيف واشتدت معها حرارة السوق ، غلاء في غلاء ، سنوات عجاف ،ساكنة تحت عتبة الفقر كافحت عامين متتابعين ضد الجفاف ،استطاعت تحصين وجودها واستمرارها في الحياة وتحصين بعضا من ماشيتها التي سلمت من بطش أوبئة 2007 والتي بالمناسبة تعد موردا لمعيشة هذه الساكنة ،مسئولون غير مبالون لوضع المنطقة عصوا أوامر صاحب الجلالة الذي أكد أكثر ما من مرة على ضرورة الاهتمام بالساكنة القروية إذ جعل من أهداف المبادرة التي أعلن عنها ( المبادرة الوطنية للتنمية البشرية) ضرورة الاهتمام بالعالم القروي وفك العزلة عنه ومحاربة كل أشكال الإقصاء والتهميش والفقر بالبوادي المغربية .... هذا جزء من مشهد وواقع تعيش في ويلاته العديد من الدواوير التابعة للنطاق الترابي لدائرة بويزكارن،انه في الحقيقة هذه الدواوير (تيمسورت,اماون, ايت بوفلن...)تعيش حالة اجتماعية يبكي لها الجبين ، وحالتها تستدعي اهتماما كبيرا نظرا للوضعية الاجتماعية الصعبة التي تعيش فيها غالبية الأسر القاطنة بهذه البوادي، إلا انه بالرغم من تلك الحالة المزرية لهذه الساكنة نجد المسئولين بالمنطقة لم يحركوا ساكنا من اجل مساعدة هذه الساكنة. والخطير في الأمر هو ما تعاني منه هذه الساكنة في مثل هذا الوقت من السنة من نقص حاد في المياه الصالحة للشرب إذ أصبحت مهددة بالموت عطشا أن استمرت الأوضاع بنفس الشكل التي هي عليها الآن، إن ما استغربنا له هو ارتفاع ثمن صهريج واحد للمياه إذ يصل إلى أثمان قياسية يصعب على الساكنة توفيرها نظرا للوضعية الاجتماعية و الاقتصادية لها.فحينما كان على المسئولين المعنيين توفير عدد كاف من الشاحنات لنقل المياه وتخفيض تسعيرتها أو توزيعها بالمجان للحد من الهجرة القروية أصبحوا عكس ذلك(...) فالآن لا تدري هذه الساكنة ماذا ستفعل: هل شراء أعلاف لماشية ؟ أم الدقيق ...؟ أم الماء؟ فإذا كانت هناك قلوب رءوفة وحنونة ولها الغيرة على تنمية المنطقة وغير عاصية لأوامر صاحب الجلالة الذي أعلن عن "مغرب التنمية" ، فان هذه الساكنة المسكينة في أمس الحاجة إليها لمساعدتها في محنتها خاصة في مثل هذا الوقت من السنة ، أما إن لم تكن هناك إلا قلوب كالحجارة لا تعرف إلا مصلحتها الشخصية واكل الميزانيات بالباطل ، فان هذه الساكنة لن يبقى لها إلا أن تطلب من الله أن يرحمها في العاجل القريب حتى تنجو بروحها في هذا الفصل الحار، وكذا من لسعات أصحاب صهاريج بيع الماء.