مع اقتراب حلول شهر رمضان الكريم، عرفت أثمنة الخضر ارتفاعا ملحوظا خلال الأسابيع الأخيرة، مما أثار تخوف المواطنين من استفحال هذا الارتفاع، ومن أجل التقرب أكثر من أسعار الخضر، تلك المواد التموينية الضرورية في حياة كل أسرة، غنية كانت أم فقيرة، والتي أصبحت بقدرة قادر من المواد الكمالية، حيث أصبح سعرها فوق قدرات الطبقة الكادحة، التي تعيش تحت خط الفقر. قمنا بجولة سريعة في سوق الخضر في الدارالبيضاء، للوقوف على مدى غلاء بعض المواد، لاحظنا وجود سيدات اعتدن شراء حاجياتهن من هذه المواد كل يوم، كعادتهن متجمعات حول عربات بيع الخضر، لكن غلاء أثمنة بعضها يثير حسرتهن وغضبهن، فإرتفاع الأسعار المتزايد آصبح كابوسا يطارد المواطن المغربي وجعل العديد من الأسر المغربية لم تعد تستطيع تغطية حاجياتها من الخضر، تقول أم يوسف«:أصبح سعر الطماطم يفوق قدرتنا، فثمنها يتراوح بين 6و7 دراهم للكيلوغرام الواحد، وجودتها متدنية. ومع اقتراب شهر رمضان يكثر الإقبال على هذه الأخيرة من أجل إعداد "الحريرة"والتي يلزم لإعدادها أكثر من كيلوغرام واحد وإذا بقيت الأسعار على هذا الإرتفاع الذي يزداد كل يوم فلا يمكن لنا إعداد هذه الوجبة التي يعرف بها شهر رمضان في المغرب" ليست أم يوسف هي الوحيدة المستاءة من الإرتفاع الذي بدأ يخيم علي أسواق الخضر فالكثير من الناس إذا سألتهم يقولون«غالية ونشتري باليوم على أمل أن نجدها في اليوم الموالي أرخص» ويعزي الفلاحون إرتفاع أسعار المنتوج الفلاحي من الطماطم إلى الإتلاف الذي تعرض له هذا الأخير بسبب الموجة الحرارية التي عرفها المغرب هذا الصيف وذلك في مجموعة من المناطق التي تعتبر المزود الرئيسي للأسواق بالطماطم، كمنطقة سوس، والتي تعرض المحصول بها إلى هجوم دودة تدعي «توتاأبسولوتا» وفي تصريح لمحمد السبكي مدير سوق الجملة بالدارالبيضاء للإتحاد الإشتراكي أكد على أن الخضر متوفرة بسوق الجملة، وأن الدولة اتخذت جميع التدابير اللازمة لتوفير كميات مهمة من الخضروات خلال شهر رمضان، مؤكدا علي توفر عنصر الجودة في جميع المنتوجات الموجهة إلي الأسواق المحلية، وأن «العرض ولله الحمد أكثر من الطلب». سوق سباتة، ضجيج منظم، أسعار متباينة، مستهلكون يبحثون عن الجودة. تجار يبحثون في المقابل عن الربح الوفير، ضاربين بالأسعار المعمول بها عرض الحائط، آثمان ربما يعتبرها البعض غير منطقية ، بداية من الطماطم التي تصل في غالب الآحيان إلى 7 دراهم ، البطاطس 5 دراهم ، بالإضافة إلى الكرافص درهمان(2) ، أما باقي الأسعار فعرفت استقرارا في الثمن، إذا قورنت بأسعار في آحياء راقية، حيث ترقى بها الآسعار، مما يفسر تحكم الاختلاف الطبقي في منطق الأسعار. و بكلمات ساخطة، تكلم تجار الخضر «ليست لنا أي فائدة من ارتفاع الأسعار، فعزوف المستهلك عن التسوق يهدد بمقربة الكساد، وإتلاف البضاعة، والمتضرر الأول و الأخير هم الباعة. يقول«صالح.م» صاحب دكان لبيع الخضر: «أغلب الخضروات القادمة من سوق الجملة مغشوشة». هذا التضارب في التصريحات حول وفرة و جودة الخضر في الأسواق المغربية يضع المواطن المغربي في حيرة من أمره، مسؤولون لازمتهم الوحيدة «العام زين». تجار مستاؤون من مافيات المضاربين المتحكمة في أسعار السوق، الضحية يبقى المواطن البسيط الذي لا حول له ولا قوة .