ميليشيات "إعلامية" تمارس التضليل الإعلامي والتلاعب بالعقول

ما إن وضعت الحرب الإعلامية أوزارها بعد الأحداث المؤلمة التي عرفتها مدينة تازة وما تلاها من فبركات لوقائع وأحداث جعلت منها حمص وغزة بصيغة ريف المغرب مقاسا على ريف درعه ، حتى بدأت بوادر حرب إشاعات تلوح في الأفق أبطالها أيادي خفية وأعواد ثقاب لإشعال نار فتنة ستأتي على الأخضر واليابس نتيجة تملص الجهات المسؤولة عن ردع مليشيات إعلامية تبت ضلوعها في النفخ في هذه الأحداث بغية جعل المنطقة بؤرة توتر لاندلاع ثورة أحلام يقضه يقودها ثوار ريف تازة كما يحلو لهم تسمية أنفسهم.
اليوم أطلت علينا إحدى الجرائد الوطنية بمقال أقل ما يقال عنه يفتقد للمصداقية والى التحري من الخبر قبل نقله ، وكتبت على صفحتها الأولى بالبند العريض "ميليشيات أخلاق تتطاول على اختصاصات الدولة" ، واختلقت وقوع أحداث في عدة مدن مما ساهم في خلق جو هستيري وتخويف المواطنين من خطر قادم شر مما تتخبط فيه مجتمعاتنا جراء تمادي حكومات تعاقبت على المغرب في غض النظر عن تصرفات غير قانونية،والمواطن اليوم خرج ليقول اللهم إنا هذا منكر لإحساسه بخطر يحدق بأبنائه جراء انتشار فادح لأوكار الدعارة وحانات الخمر والرذيلة.
"الانفلات المقلق" كما وصفته ذات الجريدة هو تطوع جمعيات المجتمع المدني مطالبة بحقوقها المشروعة في إطار قانوني متمثل في المطالبة بإبعاد الخمور وأوكار الدعارة التي انتشرت بشكل مهول في مدينة أقا بعد عجز الجهات المسؤولة في اتخاذ إجراءات ملموسة للحد من هذا الانتشار المقلق للرذيلة وسط الإحياء الشعبية مما يقض مضجع السكان.
الجريدة المذكورة ذكرت عدة مدن كتمارة وسدي قاسم ، أمر نفاه احد ساكنة تمارة في اتصال له اليوم براديو أصوات وقال بان الأمر منفوخ فيه لغرض في نفس يعقوب وان الجريدة معروفة بخطها التحريري الغني عن كل تعريف واستغرب آخرون إقحام اسم "ميليشيات" في الحادث واعتبار دالك استنساخا للنموذج الإيراني من طرف ذات الجريدة.
الداخلية وفي قصاصة لوكالة المغرب العربي للأنباء نفت الخبر جملة وتفصيلا، واعتبرت دالك تضخيما لمبادرات شخصية تم إخراجها عن سياقها من قبل منابر إعلامية وشددت على أن "المغرب دولة الحق والقانون. ولن يسمح لأي تطاول على اختصاصات مؤسساته الأمنية". وعلى أن "السلطات المختصة لن تتوانى في التصدي بكل حزم وصرامة لكل من سولت نفسه محاولة القيام بالدور الموكول للأجهزة الأمنية في الحفاظ على امن وسلامة المواطنين وأهابت بهذه المنابر الإعلامية بان تتحرى في مصدر هذه الإشاعات وتتأكد من مصداقيتها قبل نشرها دون المساهمة في بت الإشاعات والأخبار الزائفة التي من شانها المس بالمسار الديمقراطي الذي تسعى بلادنا بكل مكوناتها لترسيخه تطبيقا لمقتضيات الدستور الجديد يضيف ذات البلاغ.
ويبدون أنه إزاء هذه الهزيمة المدمرة التي مني بها العلمانيون اشتدت الحرب الإعلامية ضد إرادة الشعب المغربي الذي اختار الطريق الصحيح لتدبير شؤونه بعد أن مل من شطحات ذات الأشخاص مند عقود من الزمن.؟ والسؤال المطروح هل ستتحرك الحكومة لردع ميلشيات تحالفت مع الشيطان لمحاربة ميليشيات أخلاق من مخيلتها ؟ إلى دالك وريثما تستيقظ هذه الميليشيات من حلمها من كابوس ميليشيات أخلاق أفسدت عليها سباتها ؟ يبقى المواطن تائها في دوامة الحرب والحرب المضادة...مبارك السمان