شكلت الدورة العادية لمجلس جهة سوس ماسة درعة، المنعقدة يوم الجمعة 29 يناير بمقر عمالة إقليمتيزنيت، دورة الصراع السياسي بامتياز بين أقلية يمثلها بعض مستشاري أحزاب العدالة والتنمية والحزب العمالي ضد أغلبية يتزعمها رئيس الجهة إبراهيم الحافدي الباحث في علوم الزراعة البيطرية، الذي أظهرت الدورة قصوره السياسي في مجال تدبير الصراع وصد الهجوم الكاسح الذي تزعمه عبد الجبار القسطلاني من العدالة والتنمية وحسن نشيط من الحزب العمالي. وكانت نقطة نظام حول عدم إدراج أسئلة متعلقة بالنقل الحضري والفيضانات قد أفاضت الكأس، حين لم يستطع رئيس الجهة ضبط ردود فعل القسطلاني حول المادتين 73 و74 من القانون الداخلي للمجلس اللتان تخولان لأعضاء المجلس مناقشة الأسئلة الشفوية التي يطرحها أعضاء المجلس على الرئيس الذي يحيلها على الوالي للإجابة عنها، وذلك قبل بداية أشغال الدورة. كما أن الارتباك الذي سقط فيه رئيس الجهة أثناء تدبيره لنقطتي برمجة الفائض المحقق من السنة المالية 2009 والمصادق عليه، وكذا التصويت على مشروع الحساب الإداري لنفس السنة، أعادت أجواء التوتر والمشادات الكلامية بين مستشاري المعارضة بقيادة حسن نشيط والأغلبية بزعامة محمد أومولود "عمدة" إنزكان ورئيس الجهة إبراهيم الحافدي. ولاحظ المتتبعون لأشغال الدورة أن باقي أعضاء الأغلبية من المستشارين، خاصة من حزب الأحرار، لم يحركوا ساكنا للدفاع عن رئيسهم إبراهيم الحافدي، إذ برز رشيد الفيلالي والي الجهة مستميتا في الدفاع عن رئيس الجهة، مخرجا الدورة من النقاشات وردود الفعل بين الأطراف المتصارعة. وقبل إنهاء النقاش حول النقطتين أعلن ثلاثة مستشارين، بزعامة ممثل الحزب العمالي، انسحابهم من أشغال الدورة، كما غادر والي الجهة أشغالها قبل انتهاء مناقشة جدول أعمالها. هذا، وقد أنهى أعضاء مجلس جهة سوس ماسة درعة أشغال الدورة العادية بالمصادقة بالأغلبية على مشروعي الحساب الإداري لسنة 2009 وبرمجة الفائض المحقق من نفس السنة المالية. وقد تضمن جدول أعمال الدورة سبعة نقط تتعلق بالدراسة والتصويت على مشروعي اتفاقيتين مع كل من كتابة الدولة المكلفة بالماء، وأخرى مع وزارة السكنى والتعمير والتنمية، وكذا المصادقة على تقارير اللجان الدائمة للمجلس والتحضير للاحتفال بيوم الأرض. يذكر أن رشيد الفيلالي والي جهة سوس ماسة درعة، افتتح الدورة بكلمة ركز من خلالها على استعراض الحصيلة المالية للمجلس حيث بلغت مصاريف ميزانية التسيير برسم السنة المالية 2009 ما قدره 39.043.050 درهم ومصاريف ميزانية التجهيز بلغت 42.050.000 درهم. وأكد الفيلالي أن المجلس حقق فائضا قياسيا وصل إلى 20.130.350.31 درهم، وأضاف في معرض كلمته أن المغرب سيخلد هذا العام الذكرى الأربعين ليوم الأرض من 17 إلى 27 أبريل المقبل للتأكيد على الالتزام الرسمي للمغرب بالبيئة عبر التوقيع على الميثاق الوطني للبيئة وإطلاق العديد من المبادرات للتحسيس حول أهمية المحافظة عليها. ودعا المتحدث مجلس الجهة للإعداد والانخراط في هذه التظاهرة البيئية التي سيتم الاحتفال بها على الصعيد الوطني بجميع عمالات وأقاليم المملكة. وأجاب في نهاية كلمته على التساؤلات المتعلقة بالنقل الحضري والفيضانات، التي رفعها إليه المستشارون البرلمانيون.