أجلت الغرفة الجنائية الاستئنافية بأكادير مؤخرا النظر في قضية الأستاذ الجامعي قاتل الطالبة الجامعية بكلية العلوم التابعة لجامعة ابن زهر باكادير، إلى السادس من شهر دجنبر المقبل، مما جعل اغرب جريمة تقاع في الحرم الجامعي تعود الى واجهة الاحداث بمدينة اكادير. وجاء قرار التأجيل بناء على الطلب الذي تقدمت به هيئة دفاع المتهم من أجل إعداد الدفاع. في الوقت الذي سبق لغرفة الجنايات الابتدائية بمحكمة الاستئناف بأكادير، ان قضت بالسجن 10 سنوات نافذة في سادس جلسات محاكمة الأستاذ الجامعي سعيد بنحيسون، المتهم بقتل طالبته سناء هدي، داخل كلية العلوم التابعة لجامعة ابن زهر بأكادير، الحكم الذي خلف الكثير من ردود الفعل والعديد من الأسئلة، لان عدد من المتتبعين اعتبروه غير منصفا. تفاصيل مقتل سناء من المعلوم ان جثة الطالبة سناء حدي وجدت مرمية بإحدى قاعات كلية العلوم صباح يوم السبت 26 شتنبر من العام 2009، بعد مصرعها مساء ذات اليوم من طرف استاذها،بعد أن سدد لها ضربة وخنقها على مستوى العنق فماتت اختناقا من جراء انكسار عظمة العنق، داخل مكتبه قبل أن يجرها إلى القاعة محاولا محو معالم جريمته. مباشرة بعد اكتشاف الجثة استدعى المحققون الأستاذ الجامعي سعيد وخيروه بين الحضور لديهم في مكتبهم بولاية أمن أكادير أو الاتيان عنده قصد ملاقاتهم بالكلية. وكذلك اتجه نظر الأستاذ إلى الطرح الثاني عبر ملاقاتهم في الكلية لمباشرة رجال الشرطة القضائية التحقيق وتعميق البحث في النازلة. وهكذا باشر المحققون الثلاثة سؤال الأستاذ عن زمان رؤية الطالبة سناء ومكان اللقاء بها في الكلية وطبيعة المهمة التي أنجتها وغير ذلك من التفاصيل والبيانات. بعدها استدعى المحققون بمكتب العميد في كلية العلوم حارسي الكلية ليجري الاستماع إلى إفادة كل واحد على انفراد. الحارس الأول يدعى "الفقيه" يقطن بالمنزل الوظيفي للكلية، أفاد للمحققين أن الأستاذ إلتقاه مساء يوم الجمعة، وطلب منه أن لا يغلق الباب الخارجي للمؤسسة الجامعية "كلية العلوم"، بدعوى أن لديه خرجة دراسية مع طلاب فوجه صباح يوم السبت، أما الحارس الثاني الذي يشتغل ليلا والذي طال التحقيق معه خلافا لزميله الأول، ذكر للمحققين أن الأستاذ دخل المؤسسة الجامعية وخرج، وكان كثير التردد على إحدى القاعات الدراسية، وبدا مرتبكا، في الوقت الذي كانت الجثة في قاعته بالمختبر ، ليضطر إلى التخلص منها وتحويل مكانها نحو القاعة. تم أيضا الاستماع إلى إفادات أساتذة وأكدوا للمحققين أنهم رأوا الطالبة سناء حوالي السادسة مساء يوم الجمعة قبل مغادرتهم للكلية، وأكدت الأستاذات أنهن رأين الطالبة بمعية أستاذها صعدت الدرج متجهة الى مكتب مؤطرها الجامعي. وذكرت المصادرانداك أن المتهم هو من طالب لقاء الضحية مساء يوم الجمعة عبر الهاتف وهي ببيت أسرتها، وأضافت المصادر أن أخوها هو من أوصلها إلى باب كلية العلوم ، وهناك التقت بزملائها واشتغلت معهم في مختبر الكلية لحظات ثم غادرت المكان دون أن تصحب معها الوثائق والحاسوب الذي كانت تشتغل عليهم ، ولم يظهر لها أي أثار إلى أن وجدت جثة ميتة بإحدى أقسام الكلية. وأقر المتهم، خلال التحقيق معه، أن الضحية أفقدته صوابه عشية ذاك اليوم، عندما اجتمع بها على انفراد، في مكتبه الخاص بكلية العلوم، ما جعله يسدد لها لكمة قوية ومفاجئة، جعلت أنفها ينزف دما، قبل أن تسقط أرضا.وزاد المتهم معترفا، أنه وجد نفسه، لاشعوريا، يحكم قبضته حول عنق الضحية، إلى أن توقفت أنفاسها، قبل أن يجرها من قفاها إلى قاعة فارغة قرب مكتبه، ويغلق الأبواب، ويغادر الكلية في اتجاه منزله. وبعد انهاء التحقيق الاولي أبلغت الشرطة العميد أن ملف مقتل الطالبة قد أغلق، وبأنه تم التعرف على الجاني الذي هو الأستاذ المؤطر والمشرف على رسالة دكتوراة الطالبة سناء. لتطلب الشرطة من المسؤول بالجامعة الحضور إلى مقر ولاية الأمن قصد إبلاغه رسميا بنتائج التحقيق،بعد ذلك أعطي الأمر بدفن جثة الضحية سناء. من هي سناء حدي؟ سناء حدي"المزدادة بورزازات سنة1982 كانت تهيّئُ بحثها لنيل شهادة الدكتوراه الوطنية في "علوم البحار"،بكلية العلوم باكادير. أوشكت سناء حدي على الانتهاء من أطروحتها الجامعية التي كانت من المقرر أن تناقشها في أواخر سنة 2009 ،بعد أن قطعت فيها أشواطا كبيرة منذ ثلاث سنوات من البحث والدراسة حول موضوعها في"علوم البحار"،طالبة متخلقة مشهود لها بالمواظبة والاجتهاد والأخلاق الحسنة منذ أن ولجت الكلية في السنة الجامعية 2000/2001 ،كانت في صحة جيدة لا تشكو من أي مرض،ولم يظهر عليها أي أثر للقلق والاكتئاب حين غادرت منزلها زوال يوم الجمعة 25 شتنبر 2009 لآخر مرة . كانت سناء معروفة باجتهادها في الدراسة في كل مراحلها التعليمية بدءا بالتعليم الابتدائي بالمدرسة التطبيقية ثم بإعدادية يعقوب المنصور ثم بثانوية محمد السادس بورزازات،وانتهاء بالتعليم الجامعي سواء بكلية العلوم بأكَادير لنيل الإجازة،أو بكلية العلوم بعين الشق بالدار البيضاء بشعبة الماستر،أو أثناء تحضيرها لأطروحتها الجامعية لنيل شهادة الدكتوراه الوطنية . تقيم عائلة سناء ، المنحدرة من أيت باعمران، بإقامة تيكيدة بحي الهدى بأكَادير وتتكون من أب متقاعد (67سنة) من سلك الشرطة، كان يزاول عمله بمدينة ورزازات قبل أن يتقاعد ويستقر بأكَادير،ومن أم ربة بيت،ومن أربعة أبناء هم حميد،مصطفى،خالد، محسن،وبنتين أمينة وسناء الأصغر سنا في العائلة والتي تشكل مع أخيها محسن توأما. الهالكة كانت تتميز لدى الجميع بأخلاق عالية وطيبوبة نادرة وسمعة حسنة داخل الكلية وخارجها، وأنها مثال حي للطالبة الجامعية المجدة والمتفانية في دراستها وبحثها. ومن هو سعيد بن حيسون: المتهم الدكتور سعيد بن حيسون من مواليد1966 بمدينة تيفلت ومتزوج له ابنان، وحاصل على شهادة الباكلوريا بتيفلت والإجازة بكلية العلوم بالقنيطرة.ثم تابع دراسته بالسلك الثالث بالرباط حيث حصل على شهادة دكتوراه السلك الثالث في البيولوجيا بالرباط،وهي التي مكنته من الاشتغال بكلية العلوم بجامعة ابن زهربأكَادير،بداية من الموسم الجامعي 1997/1996. وواصل سعيد بن حيسون دراسته وبحثه العلمي ليحصل سنة2002على دكتوراه الدولة في البيولوجيا، تخصص «علوم البحار»، ومنذ ذلك الحين أصبح أستاذ التعليم العالي،وأصبح يزاوج بين التدريس وتأطير الطلبة الذين يحضرون للدكتوراه الوطنية في البيولوجيا،تخصص علوم البحار.