بلاغ عن اختطاف فتاة قاصر شاع خبر هروبهما بين الجيران والمعارف، وماكاد الأب يستوعب ما وقع حتى أسرع إلى إبلاغ الجهات الأمنية بمدينة خريبكة، باختفاء ابنته، والأرجح اختطافها، موجها التهمة لأحمد الذي اختفى هو الأخر في ظروف غامضة. بعد تردد واضح قرر احمد ومنى الرجوع إلى مدينة خريبكة لمواجهة الواقع الجديد بكل ما يحمله من مفاجآت غير سارة بالطبع. الحكاية كما رواها أحمد تقدم لخطبتها أربع مرات، ولما يئس من موافقة والدها، قررا الهرب معا إلى مدينة الدارالبيضاء في رحلة بحث عن ذاتهما وعن اشراقة نور حبهما الذي حاول والد الفتاة وأده بكل الطرق والوسائل. وعند عودتهما من رحلة فاشلة، وجد الخطيب المزعوم نفسه متهما باختطاف قاصر والتغرير بها، ليتابع بالمنسوب له. أحبها احمد بكل جوارحه، منذ كان شابا يافعا، وقرر أن تكون من نصيبه إلى الأبد . لكنه فشل في دراسته رغم كل المحاولات التي قام بها والده من اجل أن يصبح شخصية بارزة ومهمة في الحياة ، لكي لا يكرر أخطاءه التي جعلت منه عاملا تافها في المكتب الشريف للفوسفاط ، ليتقاعد بعد عمر قضاه في التعب والكد من أجل لقمة عيش عصية..لكن الابن فشل في متابعة دراسته الثانوية، واختار لنفسه التجارة في الملابس المستعملة المستوردة من ايطاليا. تعرف احمد على منى، فتاة في السادسة عشرة من عمرها، تتابع دراستها بالمرحلة الإعدادية. كانت كثيرة التردد على " الجوطية " التي يبيع فيها الملابس النسائية بالخصوص. فراودها عن نفسها وتتبع خطواتها شهورا بلا ملل من أجل الظفر بقلبها. ومع توالي الأيام أصبحت تتردد عليه وتبادله الكلام، وتخرج معه بين الفينة والأخرى رغم الحصار الذي كان يفرضه عليها والدها وإخوتها، سيما أنها في سن المراهقة وينتظرها عمل كثير للنجاح في دراستها الإعدادية. الأمر الذي دفع بها إلى أخذ الحيطة والحذر.. الشيء نفسه كان يفكر فيه احمد، فكان يكتفي بلقاءات خفيفة دون أن يثير اهتمام أحد. لكن عيون الفضوليين كانت لهم بالمرصاد، ليصل الخبر إلى والدها الذي انتظر الفرصة للتأكد من الخبر، ليحبسها في المنزل مضحيا بدراستها ومستقبلها.
توارى احمد عن الأنظار حتى تهدأ العاصفة ليعود بعد ذلك إلى سابق عهده. ضاق الحبيبان بهذه المضايقات فراحا يفكران في طريقة يحققان من خلالها أحلامهما في لقاءأبدي دون قيود الأهل وفي مأمن من عيون الفضوليين. كان الحل في نظرهما، أن يتقدم احمد لخطبة منى، بوساطة بعض الأقارب والمعارف..لكن كل المحاولات باءت بالفشل وأصر الأب على حبس ابنته بشكل نهائي وإرغامها على البقاء في المنزل تفاديا لأي لقاء مع أحمد. تحطمت أحلام احمد في الزواج من منى رغم محاولة إقناع والدها بالخطبة فقط إلى أن يجد عملا قارا يشفع له بالزواج من حبيبته. هروب الحبيبين بعد فشل كل الوساطات انتظر احمد سنة تقريبا على أمل أن يرق قلب الأب للحبيب في الاقتران بابنته، فتقدم للمرة الثالثة دون أن يحقق شيئا يذكر، بل طرده ناعتا إياه بأقبح النعوت محذرا إياه من معاودة المحاولة ، متجاهلا توسلات المتدخلين. قرر أحمد وحبيبته، في أول فرصة التقيا فيها، الهروب معا بعيدا عن غطرسة الأب ومضايقات الإخوة والأقارب .. واستغلت فرصة تواجدها بمفردها في البيت، فجمعت كل مايلزمها في رحلتها المجهولة، وفرت صحبة العشيق دون التفكير في العواقب ليستقرا في الدارالبيضاء عند أحد أقارب احمد. محاكمة العاشق بتهمة التغرير بقاصر أصر الأب على قراره ضد إرادة ابنته وعاشقها في الزواج، رغم كل المحاولات التي قام بها هذا الأخير، حيث تقدم لخطبتها أربع مرات باءت كلها بالفشل ، ليقررا الهرب معا إلى مدينة الدارالبيضاء بحثا عن حب مفقود.. لكن بعد عودتهما فوجئ" الخطيب " بدعوة رفعها أب الفتاة يتابعه فيها قضائيا بتهمة التغرير بابنته القاصر.. رغم محاولات أخرى للصلح قام بها بعض الأقارب لإقناع أب الفتاة بالتنازل عن الدعوة، إلا أن هذا الأخير أصر على متابعة احمد انتقاما لكرامته التي مرغها في الوحل بعد أن شاع الخبر في كل أرجاء المدينة. وتم اعتقال احمد ومتابعته بالمنسوب له، ليسدل الستار عن قصة حب لم يكتب لها الولادة.