أمر وكيل الملك الضابط القضائية بإجراء تحريات في موضوع اختطاف فتاة من دوار إد حيروش إسك بجماعة تيوغزة بدائرة سيدي إيفني، وقد نقلت المعنية عدة مرات إلى مقر الدرك وتم الاستماع إليها وتم تصويرها في البيوت والأماكن التي كانت محتجزة فيها في تمحروشت وبيجاوان. كما ينتظر أن تكون الأسرة قد حررت ملتمس مؤازرة ووجهته إلى الجمعيات الحقوقية من أجل متابعة قضية الفتاة المختطفة. التجديد التقت بعض أفراد أسرة الفتاة المختطفة وأعدت الروبوطاج التالي: عائشة ح من مواليد 1986, بدوار إد حيروش إسك، جماعة تيوغزة دائرة سيدي إفني إقليمتيزنيت، يقول أخوها حميد إن أخته عائشة، التي لم يسبق لها حسب قوله أن غادرت الدوار لأي مكان آخر طول عمرها الذي بلغ 19 ربيعا، تعرضت يوم 07 شتنبر 2005 لعملية اختطاف وتعذيب وتخدير واغتصاب من لدن عصابة حبستها بعد الاختطاف لمدة 8 أيام بتامحروشت بضاحية سيدي إفني ولمدة 6 أيام أخرى بمنطقة بيجاوان بين أيت باعمران وسيدي إفني، قبل أن تتمكن من الفرار من منزل تم نقلها إليه بمدينة تيزنيت يوم 25 شتنبر 2005. يوم الخروج للاحتطاب دون رجعة يوم 07 09 2005, وبعد قيامها بالأشغال المسائية في البيت، خرجت عائشة حوالي الساعة الرابعة مساء إلى غابة تيَكيليزت المجاورة للدوار على بعد حوالي 500 متر وذلك للاحتطاب. إلا أنها تأخرت عن موعد رجوعها، وعند اقتراب حلول الظلام، ومع أذان صلاة المغرب، بدأ قلق الأسرة يتنامى، لتبتدئ عملية البحث الأولية عن عائشة لدى الجيران وكل الدوار، ويبتدئ معها انتشار خبر اختفائها، فانخرط جميع أهل الدوار في البحث الذي امتد إلى الغابة والدواوير المجاورة وآبارها، أما بيت الأسرة فقد عج بنساء الدوار اللواتي تفرغن للأم التي نزل عليها الحدث نزول الصاعقة وتعرضت لتوقفات متتالية لنبضات القلب، حسب ما صرح به أفراء العائلة. واستمرت عملية البحث إلى أن تم العثور بموقع بغابة تيَكيليزت على كومة حطب وبجانبها أداة الاحتطاب (تالكّاوسوت) تم التعرف على أنها لعائشة المختفية، واستمر البحث في كل الاتجاهات إلى وقت متقدم من صباح اليوم الموالي، حتى يئس الجميع من العثور على عائشة فسلموا أمرهم لله. تبليغ السلطات وتوسيع نطاق البحث صبيحة يوم 08 09 2005 توجه الأب، للتبليغ لدى السلطات المحلية بتيوغزة، حيث حرر له محضر تبليغ باختفاء البنت من قبل السيد الخليفة، كما توجه الأب كذلك إلى مركز الدرك الملكي بمدينة سيدي إفني لتسجيل البلاغ نفسه حول اختفاء عائشة، وحرر له محضر بذلك، واستمر بحث أفراد العائلة والأصدقاء والجيران عن أي أثر لعائشة المختفية في كل مكان يتبادر إلى الأذهان أنها قد تلتجئ إليه، فامتد البحث إلى مدن أكادير ومراكش والدار البيضاء وسيدي إيفني وكلميم، لكن دون جدوى، وبقي مع ذلك الانتظار لعل البلاغ لدى السلطات الأمنية والإدارية يسفر عن نتيجة، لكن دون جدوى ولا حتى مؤشرات إجراء بحث ولو أولي. وكلما مرت الأيام زاد ضعف الأمل في إيجاد عائشة وزادت مع ذلك الحالة الصحية لأمها تدهورا وأوضاع الأسرة أكثر مأساوية واضطرابا، ومئات التساؤلات عن أسباب اختفاء عائشة تتناسل وتفتح الباب على مصراعيه أمام كل الاحتمالات والتخمينات، إلا أن ما يجمع بين كل ما يذكر في هذا الباب هو شبه الإجماع على أن عائشة لا يمكن أن تغادر الدوار من تلقاء ذاتها، أو لأي سبب من الأسباب التي يمكن تفسيرها بالخلاف مع الأسرة أو سوء الخلق والرغبة في الجنوح، فهي الفتاة التي يشهد لها سائر أهل دوارها بأنها لم تغادر قط حدود الدوار إلى أي بلدة أو مدينة أخرى طوال التسعة عشر سنة التي مرت من حياتها، كما أن المعلوم عنها هو الاستقامة وحسن الخلق وأداؤها شعائرها التعبدية، ويشهد الجميع بحسن علاقتها مع والديها وإخوتها. فهذا ما زاد من استغراب السكان لحدث اختفائها وقوّى لديهم احتمال تدخل طرف آخر وراء ما حدث لعائشة. مكالمة هاتفية من عائشة تقود الأسرة إليها مع طلوع شمس يوم الأحد 25 09 2005, وعلى الساعة التاسعة والنصف صباحا، تلقت الأسرة مكالمة هاتفية من عائشة ذاتها تخبرهم فيها أنها بمحطة الحافلات بمدينة تيزنيت حيث ساعدتها امرأة بمنحها هاتفها المحمول للاتصال بهم بعدما رقت لحالها وبكائها، ومع هذا الاتصال عاودت الأحداث داخل الأسرة بالتسارع، فالأم سقطت مغشيا عليها لمدة ساعات، والأب توجه إلى تيزنيت على بعد 55 كيلومترا ليصل إلى محطة الحافلات هناك ويجد ابنته مع المرأة التي ساعدتها على الاتصال به هاتفيا وجمهور غفير من المسافرين الذين كانوا في عين المكان، فما كان من الأب إلا أن اتصل مباشرة بالشرطة، التي هرع رجالها إلى المكان لمعاينة الحالة وتسجيل معلومات السيدة التي ساعدت عائشة على الاتصال بأهلها كما سجلوا الحالة التي وجدوا عليها عائشة، لينتقل الجميع إلى مفوضية الشرطة بتيزنيت لاستكمال الإجراءات القانونية في هذا الباب وإخبار الدرك الملكي بسيدي إفني، الذي بُلّغ لديه بحادثة اختفاء عائشة، ثم بعد ذلك، وعلى الساعة الثانية بعد الزوال من اليوم نفسه توجهت عائشة صحبة والدها إلى مستشفى سيدي إفني، حيث أجريت لها فحوصات طبية بواسطة الدكتور (ع ب) سلمت لها على إثرها شهادة طبية تثبت آثار اعتداءات جنسية وحالة صحية ونفسية منهكة، منحت لها بموجب ذلك شهادة تثبت عجزا مؤقتا قدره الطبيب ذاته بثلاثين يوما، كما دعا أسرة الضحية لعرض ابنتهم على طبيب نفساني لمعالجة الأعراض السلبية التي تم تشخيصها ومنحهم لذلك وثيقة تثبت الحاجة إلى العلاج النفسي. وهو الأمر الذي امتثل له أفراد الأسرة يوم 10 10 2005 بعرض عائشة على الطبيب النفساني بقسم الأمراض النفسية بمستشفى إنزكَان الدكتور (ع أ) الذي منح المعنية شهادة طبية تثبت سوء حالتها النفسية من جراء ما تعرضت له من اعتداءات. التبليغ .. لكن هذه المرة ضد معلوم بعد رجوع عائشة إلى المنزل بدأت ألغاز حدث اختفائها تحل واحدا تلو الآخر، وتتبين فصول قصتها فصلا فصلا، فهي تروي أنها كانت ضحية عملية اختطاف مدبرة من قبل عصابة، ابتدأت يوم 07 09 2005 حين ذهبت صحبة المسميتين (ص كَ) و(عك كَ) من بنات دوارها إلى الغابة قصد الاحتطاب حوالي الساعة الرابعة مساء، وبعد الانتهاء من عملية الاحتطاب حوالي الساعة السادسة مساء فوجئت ب (ع الله كَ) وباتفاق مع أختيه المذكورتين سلفا بأن وضع سكينا على عنقها مهددا إياها بالقتل إذا صرخت أو استغاثت، فقادها إلى منطقة تدعى بيجاوان، حيث وجدا المسمى (ع الله كَ) والمسمى (ب كَ)، فأخذوها إلى منزل المسمى (ح ب) حيث حبست لمدة 8 أيام يمارسون عليها أشكالا من التعذيب والتخدير وأشكالا وحشية من الجنس. وبعد ذلك قاموا بنقلها إلى منزل المسماة (م كَ) بدوار تامحروشت بضواحي سيدي إفني، حيث قضت في الظروف سالفة الذكر 6 أيام أخرى، وفي يوم 23 09 2005 تم نقلها ليلا إلى أحد البيوت بمدينة تيزنيت، حيث ناولوها المخدرات من جديد وبالإكراه، ومورس عليها الجنس والتعذيب، وبقيت على تلك الحال إلى أن تمكنت من الفرار يوم 25 09 2005 إلى الشارع لينتهي بها المطاف إلى محطة الحافلات حيث اتصلت بأهلها على النحو الذي سلف ذكره. وبناء على ما أخبرت به عائشة عائلتها مما وقع لها، تحركت الأسرة فسجلت شكايتها ضد الذين اتهمتهم لدى كل من الدرك الملكي بسيدي إفني ولدى وكيل الملك بابتدائية تيزنيت معززة بالشهادتين الطبيتين المسلمتين للضحية. وقد شددت الشكاية على تسمية المشتكى بهم بالعصابة الخطيرة، وعلى أنهم قاموا بتدبير فعلتهم بعائشة وفق خطة منظمة ومصممة على اختطاف الضحية وتعذيبها وهتك عرضها. مما يتطلب الأمر معه اتخاذ تدابير استعجالية قصوى لإلقاء القبض على جميع المشتكى بهم واتخاذ ما يلزم وفق القانون. الحسرة التي أذهبت الفرحة بعودة عائشة ن المؤكد أن الأسرة فرحت لعودة عائشة، لكن فرحتها لم تطل كثيرا، خاصة مع مرور الأيام منذ يوم تسجيل الشكاية ضد المشتكى بهم ومرور أزيد من شهر عليها دون أن يروا أي أثر لها من إلقاء للقبض على المشتكى بهم أو أية متابعة في حقهم، رغم شناعة الأعمال المنسوبة إليهم واختفاء المشتكى به الأول (ع كَ) منذ يوم تسجيل الشكاية ضده. كما أن أب الضحية ما فتئ منذ تسجيل الشكاية صار يتعرض لمضايقات من لدن بعض المشتكى بهم وبعض المقربين منهم، وذلك حيثما حل بالأسواق والطرقات، إذ تشهر في وجهه الأسلحة البيضاء، كما أن أغرابا يأتون في أوقات متأخرة من الليل ويحومون حول بيت أسرة الضحية ويرمون سطحها وبابها بالحجارة. كما أن أفراد الأسرة، ومع مرور الأيام دون أن تحمل أي جديد حول تحريك ملف قضية ابنتهم، تساورهم شكوك حول مدى صحة ما يروج من حديث عن تدخلات لصالح المشتكى بهم تريد التشويش على العدالة وتزوير الحقائق، الشيء الذي دفع بالأسرة إلى الالتجاء إلى جمعيات المجتمع المدني والجرائد الوطنية لإخراج الملف إلى الرأي العام، فتمت إحاطة علم كل من الفرع الإقليمي للجمعية المغربية لحقوق الإنسان وإحدى الجمعيات النسائية المحلية بما تعرضت له عائشة وبحيثيات ملف القضية، كما يفكر أفراد من أسرة الضحية في إمكانية طرح قضية عائشة على أنظار الإعلام المرئي والتظاهر والاحتجاج بالوسائل القانونية إذا لم تأخذ قضية ابنتهم مجراها الطبيعي.