بمستودع الأموات بالمركز الاستشفائي الإقليمي بالجديدة، ترقد منذ السبت 28 نونبر الماضي، جثة شاب مجهول الهوية، عثر عليها ملقاة في بركة مائية بدوار القرية بسيدي بنور، داخل منطقة النفوذ الترابي الخاضعة للدرك الملكي.المركز الاستشفائي الإقليمي بالجديدة وعلمت "المغربية" أن رجال الدرك انتقلوا، في حدود العاشرة من صباح السبت المذكور، الذي صادف عيد الأضحى، إلى البركة الخاضعة لقيادة بوحمام، بدائرة سيدي بنور. وباشرت الضابطة القضائية لدى المركز القضائي بسيدي بنور، المعاينة والتحريات الميدانية، وانتشلت جثة الهالك، الذي كان مرميا على وجهه في المستنقع، وجرى غسل ثيابه ووجهه وجسمه من الوحل، الذي كان يغطيه بشكل كلي، مما مكن من بروز معالمه الشخصية، التي كان من بينها آثار اعتداء إرادي جد قديمة، كانت بادية على ذراعيه، على غرار الاعتداءات، التي يقدم عليها في حق أنفسهم بعض المدمنين على استهلاك الأقراص المهلوسة (القرقوبي)، والمخدرات. وعمد المحققون الذين كانوا مؤازرين بعناصر دركية، حلت من القيادة الجهوية للدرك الملكي بالجديدة، (عمدوا) إلى التقاط صور فوتوغرافية للضحية، قبل أن يجري انتداب سيارة نقل الأموات، التي نقلت الجثة إلى مستودع الأموات بمستشفى محمد الخامس بمدينة الجديدة، إذ خضعت بتعليمات صادرة عن الوكيل العام لدى محكمة الاستئناف في الجديدة، للتشريح الطبي. في السياق نفسه، لم يتوصل المركز القضائي إلى تحديد ظروف وملابسات الوفاة، وكذا هوية الهالك، إذ أدرجت الضابطة القضائية في المحضر، الذي أنجزته تحت رقم 917، بتاريخ 28 نونبر الماضي، أن الهالك من جنس ذكر، وهويته (إكس بن إكس)، يبلغ من العمر حوالي 26 سنة. وعلمت "المغربية" أن جثة الهالك لم تتعرض للتحلل أو التعفن، لحظة العثور عليها من قبل بعض المواطنين، ما يفيد أن الوفاة، التي تجهل أسبابها وملابساتها، وما إذا كانت إرادية (انتحار)، أو عرضية، أو بفعل فاعل، رغم أن الضحية في الفرضية الأخيرة لم يكن يحمل أية آثار ضرب أو تعنيف جديدة، (ما يفيد أنها) قد تكون حصلت، في ساعة متأخرة من ليلة الجمعة–السبت 27 – 28 نونبر الماضي، سيما أن المستنقع الذي اكتشفت فيه الجثة، يوجد بمحاذاة دوار القرية، البالغ تعداد سكانه زهاء 15 ألف نسمة، ويتردد عليه (المستنقع) باستمرار الأطفال والنساء. وفي ظل تعذر الوصول إلى خيط رفيع، يقود إلى فك رمز النازلة الغامضة، أخذت المسطرة القضائية، التي أنجزها المركز القضائي مكانها في رفوف أرشيف مصلحة الدرك الملكي بسيدي بنور حتى إشعار آخر. ومازالت جثة الضحية مجهول الهوية في مستودع الأموات، في انتظار أن يصدر الوكيل العام لدى محكمة الدرجة الثانية بالجديدة، الذي كان توصل بتقرير في الموضوع، (يصدر) تعليماته القاضية بدفنها بمقبرة الرحمة بالجديدة، إذ أن إكرام الميت دفنه.