يمكن أن يظل مصير مدينة جرادة مرتبطا بالنسيان ومعلقا بالتسويف والانتظار ، رغم كل الغبار الذي تطاير بالمدينة من جراء الوقفات الاحتجاجية وكل المداد الذي سال حول الوضع الصحي بالمدينة بسبب التراجع الذي حصل على مستوى الخدمات المرتبط بقلة الأطر الطبية . ورغم كل التباشير التي أتى بها وزير الصحة خلال زيارته الأخيرة للجهة من إخراج إقليمجرادة من حالة الخصاص والتردي في الخدمات بموجب وعود محددة زمانا ( 02/06/2013) إلا أن لا شيء تجدد ولا يزال الحال على ما هو عليه ، وسيستمر الانتظار عنوانا بارزا تعلق عليه ساكنة إقليمجرادة أملا ربما هو انتظار " كودو " الذي يأتي ولن يأتي ...
يحق لسكان إقليمجرادة أن ينتابهم القلق أمام وضع صحي غير مرضي وعرض من الخدمات تتحمل فيه الدولة المسؤولية لا يستجيب لحاجيات السكان الذين كثيرا ما حلموا بان يجدوا ما يخفف من آلامهم المرضية المتعددة خصوصا بعد فتح المستشفى الإقليمي كمولود سيعطي دفعة حقيقية وسيعيد الحنان إلى كل الأجساد الجريحة ، إلا أن ما كان حلما أصبح سرابا تبددت معه طموحات عرض صحي في المستوى ، كل هذا لم يزد إلا من الإحباط والاحتقان وهو ما كان دافعا لخروج الساكنة إلى الفضاء الخارجي معبرة عن احتجاجها وسخطها ... حيث ترامت الرسائل إلى المسؤولين من اجل فك حصار التهميش الذي يستنشقه السكان في كل شيء حتى من تلك اللمسة الحنونة التي قد تقدمها المؤسسات الاستشفائية ... وضع كهذا قد يعيد الرسائل إلى نفس الحلبة ، خصوصا بعد انتظار جعله المسؤولون مرهونا إلى زمن هم قرروه للاستجابة لجزء من المطالب الملحة التي كانت موضوع مطلب الشرائح الاجتماعية لساكنة الإقليم من نساء وأطفال وشيوخ ومرضى السيليكوز ...
سيظل الوضع الصحي عنوان لتهميش لن يخرج منه إقليمجرادة ، أما الوعود التي تعطى كمسكنات لن تقوى على إسكات أنواع الآلام ، فقد اعتاد عليها السكان كما اعتادوا على الإصغاء إلى صوت الآلام . لهذا يحضر الطب البديل بالأعشاب الذي انتقده وزير الصحة وحذر منه . وحتى نجنب المواطنين التعاطي إلى الطب البديل يجب أن تكون المؤسسات الاستشفائية في المستوى الخدماتي ووفرة الأطر الطبية وهذا ما يحتاجه إقليمجرادة ...