العولمة ظاهرة حديثة ظهرت مند بداية النصف الثاني من القرن العشرين، ولقد ظهرت مع ظهور التطور التكنولوجي. ومغزى العولمة حسب التعريف البسيط هو أن العالم أصبح قرية صغيرة لدى كل فرد في هدا الكون و أن كل سلوك بشري لن يظل حبيس منطقة جغرافية محددة، بل سيصبح عالميا لأن التكنولوجيا خلقت قنوات اتصالات ووسائل الأنترنيت التي بواسطتها يسهل نشر كل سلوك أي على العالم أن يعيش كما يعيش الغرب سواء كان ذلك السلوك ايجابيا أو سلبيا ، ولهذا الغرب طاقم بشري وأموال طائلة تستعمل لإنجاح هذه العولمة بالشكل الذي يريد. وفي هدا الإطار ،كل تيار وكل جهة توظف هذه العولمة لمصالحها الخاصة ،وحسب أيديولوجيتها ولهدا علينا أن نواكب هده العولمة كيف ما كانت جارفة وأننا لا نستطيع ايقافها الآن لكن علينا التعامل معها بالقالب الذي نريد نحن ،وكما هم يستغلونها للتفسخ الأخلاقي وقتل الضمير الانساني ،علينا أن نستغلها لنشر التعاليم و المبادئ الإسلامية الحنيفة والسمحاء. نواكب هده العولمة في كأس إسلامي خلقي ولايمكن لنا الرجوع. ولو كان محمد صلى الله عليه وسلم وأصحابه الكرام في هدا العصر لحثونا على مواكبة العولمة متشبثين بتقاليدنا الدينية السمحاء ومحافظين على تراثنا النبيل. ادا العولمة قطار سريع لايعود إلى الوراء ،فلنواكبه ولكن بحذر شديد ،وأن نتأقلم بسرعة البديهة مسلحين بأخلاق عالية ورفيعة دون أن نترك أية فجوة تستغل ضدنا.