كيف تُنْسى وَظِلُها في حياتي تطبعُ الودَّ في صدى ذكرياتي تسهر الليل كله لتراعي وتباري صغارها واللواتي تحمل الهمّ عن صغار تغني ودلالاً بحكمةٍ وأناةِ لمسةُ الحبِ في يديها شفاءٌ وحنانٌ من كثرةِ الدعواتِ هي أُمي فخرٌ لبيتٍ وديعٍ ودعاءٌ وصادقُ الصلواتِ لم تعْنَفْ طفولةً كنت فيها ولا يزال الدلال باللمساتِ وحليبٌ تدرهُ في حنان ليس يسري إلا على المكرماتِ وكبرنا وحان وقت قطاف لم يزلْ حبها دليلاٌ لذاتي شملتنا شمائلاً أدبَتْنا فغُبِطْنا تأدباً بالصفاتِ ذلك السوق عشته بزقاقِ وبيوتِ أحبةً وتقاتِ وترى العونَ بينهم لايبارى يجمع الشمل بالهنا والمماتِ وأراها يُحبها كل جارٍ فهي أُمٌ تذوبَ في الأمهاتِ كنت طفلاً أراقب الجُهدَ منها بين ملئ الجرارِ والأكلاتِ تقبل العيشَ من فُتاتِ طعامٍ أعجبتني قناعةً مِن فُتاتِ من يديها نذوق أزكى طعام لذة العيش بَيِّن في حياتي هي فتوى نصائح للعذارى وهي إنسٌ لنسوةٍ ثيباتِ تمتطي صهّوة الخلود بقلبي قدوة تنضوي بها نبضاتي سُنّة الموتِ موعدٌ للبرايا كُلُّ حيِّ مصيرهُ للمماتِ في خشوعٍ مَسَحتُ من شفَتَيها وسمعتُ الدعاءَ في تمتمات بينَ موتٍ ونظرةٍ في فراقِ تَسْتدرُ الدموعَ في الوجناتِ يارحيماً وخالق الموت فينا كُنْ رحيماً لوالديَّ وآتِ رحمةً منك في ظلال جنانٍ وسقاءٍ من كوثرٍ وفراتِ