في هذا الزمن العربي الصعب وكذا تواطئ الطليعة المثقفة في وطننا الحبيب، لايسع الإنسان إلا أن يردد مع محمود درويش: "مديح الظل العالي": بحر لأيلول الجديد خريفنا يدنو من الأبواب بحرٌ للنشيد المر لمنتصف النهار بحرٌ لرايات الحمام لظلنا ، لسلاحنا الفرديّ بحرٌ للزمان المستعار ليديكَ ، كم من موجةٍ سرقت يديك من الإشارة وانتظاري ضع شكلنا للبحر ضع كيس العواصف عند أول صخرةٍ واحمل فراغكَ ... وانكساري بحرٌ جاهزٌ من أجلنا دع جسمك الدامي يصفق لخريف المر أجراساً ستتسع الصحاري عما قليل حين ينقض الفضاء على خطاك كنا نقطة التكوين ، كنا وردة السور الطويل وما تبقى من جدار ماذا تبقى منك غير قصيدة الروح المحلّق في دخان القيامة وقيامة بعد القيامة خذ نُثاري وانتصر في ما يمزق قلبك العاري ويجعلك انتشارا ً للبذار قوساً يلّم الأرض من أطرافها جرساً لما ينساه سكان القيامة من معانيك انتصرْ إن الصليب مجالك الحيويُّ مسراك الوحيد من الحصار إلى الحصار بحرٌ لأيلول الجديد . وأنت إيقاع الحديد تدقُّني سحباً على الصحراء فلتمطر لأسحب هذه الأرض الصغيرة من إساري لا شئ يكسرنا ، وتنكسر البلاد على أصابعنا كفخارٍ وينكسر المسدس من تلهفكَ انتصرْ ، هذا الصباح ، ووحد الرايات والامم الحزينة والفصول كلِّ ما أوتيت من شبق الحياة بطلقة الطلقات ....... باللاشئ وحدنا بمعجزة فلسطينيةٍ نم يا حبيبي ، ساعةً لنمر من أحلامك الأولى إلى عطش البحار ... إلى البحارِ نم يا حبيبي ساعة ً حتى تتوب المجدلية مرة أخرى ، ويتضح انتحاري نم ، يا حبيبي ، ساعة ً حتى يعود الروم ، حتى نطرد الحراس عن أسوار قلعتنا وتنكسر الصواري كي نصفق لاغتصاب نسائنا في شارع الشرف التجاري نم يا حبيبي ساعة ً حتى نموت هي ساعة للانهيار هي ساعة لوضوحنا هي ساعة لغموض ميلاد النهار كم كنت وحدك ، يا ابن أمّي يا ابن أكثر من أب ٍ كم كنت وحدكْ القمح مرٌّ في حقول الآخرين والماء مالح ، والغيم فولاذ ٌ وهذا النجم جارح وعليك أن تحيا وأن تحيا وأن تعطي مقابل حبّة الزيتون جلدك كم كنت وحدك لاشيء يكسرنا ، فلا تغرق تماما في ما تبقى من دم ٍ فينا لنذهب داخل الروح المحاصر بالتشابه و اليتامى يا ابن الهواء الصلبِ ، يا ابن اللفظة الأولى على الجزر القديمة يا ابن السيدة البحيرات البعيدة يا ابن من يحمي القدامى .... من خطيئتهم ويطبع فوق وجه الصخر برقا ً أو حماما لحمي على الحيطان لحمك ، يا ابن أمي جسد ٌ لأضراب الظلال وعليك أن تمشي بلا طر ُق ٍ وراء ٌ ، أو أماما ً ، أو جنوبا ً أو شمال وتحرّك الخطوات بالميزان حين يشاء من وهبوك قيدك ليزينوك ويأخذوك إلى المعارض كي يرى الزوار مجدك كم كنت وحدك ! كم كنت وحدك ! هي هجرة أخرى فلا تكتب وصيتك الأخيرة والسلاما سقط السقوطُ ، وأنت تعلو فكرة ً ويدا ً و ... شاما ! لا بر ّ إلا ساعداك لا بحر إلا الغامض الكحلي ّ فيك فتقمص الأشياء كي تتقمص الأشياء خطوتك الحراما واسحب ظلالك من بلاط الحاكم العربي ّ حتى لا يعلقها وساما واكسر ظلالك كلها كيلا يمدوها بساطا ً أو ظلاما كسروكَ ، كم كسروك كي يقفوا على ساقيك عرشا وتقاسموك وأنكروك وخبّأوك وأنشأوا ليديك جيشا حطّوك في حجر ٍ .. وقالوا : لا تسلّم ورموك في بئر ٍ .. وقالوا : لا تسلّم وأطلت حربك َ ، يا ابن أمي ألف عام ٍ ألف عام ٍ ألف عام ٍ في النهار فأنكروك لأنهم لا يعرفون سوى الخطابة ِ والفرار ِ هم يسرقون الآن جلدك فاحذر ملامحهم ..... وغمدك كم كنت وحدك ِ ، يا ابن أمي يا ابن اكثر من أبٍ كم كنت وحدك ! والآن ، والأشياء سيدة ٌ ، وهذا الصمت عال ٍ كالذبابه هل ندرك المجهول فينا ؟ هل نغني مثلما كنا نغني ؟ سقطت قلاع قبل هذا اليوم ، لكن الهواء الآن حامض وحدي أدافع عن هواء ٍ ليس لي وحدي أدافع عن هواء ٍ ليس لي وحدي على سطح المدينة واقف ٌ أيوب مات ، وماتت ِ العنقاء ُ ‘ وانصرف َ الصحابة وحدي . أراود نفسي َ الثكلى فتأبى أن تساعدني على نفسي ووحدي .... كنت وحدي عندما قاومت وحدي ... وحدة الروح الأخيرة لا تذكر الموتى ، فقد ماتوا فرادى أو .. عواصم سأراك في قلبي غدا ً ، سأراك في قلبي وأجهش يا ابن أمي باللغة لغة ٍ تفتش عن بنيها ، عن أراضيها وراويها تموت ككل من فيها ، وترمى في المعاجم هي آخر النخل الهزيل وساعة ُ الصحراء ِ آخر ما يدل على البقايا كانوا ! ولكن كنت وحدك كم كنت وحدك تنتمي لقصيدتي ، وتمد ّ زندك كي تحوّلها سلالم ، أو بلادا ً ، أو خواتم كم كنت وحدك يا ابن أمي يا ابن أكثر من أبٍ كم كنت وحدك ! والآن ، والأشياء سيّدة ٌ ، وهذا الصمت يأتينا سهاما ً هل ندرك المجهول فينا . هل نغني مثلما كنا نغني ؟ آه ، يا دمنا الفضيحة ، هل ستأتيهم غماما هذه أمم تمر ُّ وتطبخ الأزهار في دمنا .... وتزداد انقساما هذه أمم تفتّش عن إجازاتها من الجَمَل المزخرف ِ هذه الصحراء تكبر من حولنا صحراء من كل الجهات صحراء تأتينا لتلتهم القصيدة والحساما هل نختفي فيما يفسّرُنا ويشبهنا وهل .. هل نستطيع الموت في ميلادنا الكحلي ّ أم: نحتل مئذنة ونعلن في القبائل أن يثرب أجرت قرآنها ليهود خيبر ؟ الله أكبر هذه آياتنا ، فأقرأ باسم الفدائي الذي خلقا من جزمة أُفُقا باسم الفدائي الذي يرحل من وقتكم .. نداه الأول الأول .. الأول سندمر الهيكل .... سندمر الهيكل أشلاؤنا أسماؤنا . لا ... لا مفر ُّ سقط القناع عن القناع عن القناع سقط القناع لا إخوة ٌ لك يا أخي ، لا أصدقاء ُ يا صديقي ، لاقلاع لا الماء عندك َ ، لا الدواء ولا السماء ولا الدماء ُ ولا الشراع ولا الأمام ولا الوراء حاصر حصارك َ ..... لا مفر ُّ سقطت ذراعك فالتقطها واضرب عدوك .. لا مفر ُّ وسقطت قربك ، فالتقطني واضرب عدوك بي .. فأنت الآن حر ُّ حر ٌّ ...... وحر ُّ قتلاك أو جرحاك فيك ذخيرة ٌ فاضرب بها . اضرب عدوك .. لا مفرُّ أشلاؤنا أسماؤنا حاصر حصارك بالجنون ِ .... وبالجنون ِ ..... وبالجنون ْ ذهب الذين تحبهم ذهبوا فإما أن تكون أو لا تكون سقط القناع عن القناع عن القناع سقط القناع ولا أحد ْ إلاك في هذا المدى المفتوح للأعداء والنسيان فاجعل كل ّ متراس ٍ بلد لا ......... لا أحد ْ سقط القناع : عرب ٌ أطاعوا رومهم عربٌ وباعوا روحهم عرب ٌ.... وضاعوا والله غمّس باسمك البحري أسبوع الولادة واستراح إلى الأبد كُن أنت َ. كن حتى يكون ! لا ......... لا أحد ْ هل أنا ألف ٌ ، وباء ٌ للكتابة أم لتفجير الهياكل ؟ كم سنه كنا معا ً طوق النجاة لقارة محمولة ٍ فوق السراب ودفتر الإعراب ؟ كم عرب ٌ أتوك ليصبحوا غربا ً وكم غربٌ أتاكِ ليدخل الإسلام من باب الصلاة على النبي ِّ وسنِّة النفط المقدّس ؟ كم سنة وأنا أصدِّق أن لي أمما ً ستتبعني وأنكِ تكذبين على الطبيعة والمسدَّس. كم سنة ، ! من تزوجني ضفائرنا لأشنق رغبتي وأموت كالأمم القديمة كم سنه أغريتني بالمشي نحو بلادي الأولى وبالطيران تحت سمائي الأولى وباسمك كنت أرفع خيمتي للهاربين من التجارة والدعارة والحضارة كم سنة كنا نرش على ضحايانا كلام البرق : بعد هنيهة ٍ سنكون ما كنا وما سنكون إما أن نكون نهارك العالي .... وإما أن نعود إلى البحيرات القديمة كم سنة لم تسمعيني جيدا ً . لم تردعيني جيدا ً لم تحرميني من فواكهك الجميلة لم تقولي: حين يبتسم المخيم تعبس المدن الكبيرة !! كم سنه قلنا معا ً: أنا لا أشاء ، ولا تشائين . اتفقنا . كلنّا في البحر ماء كم سنه كانت تنظّمنا يد ُ الفوضى تعبنا من نظام الغاز من مطر الأنابيب الرتيب ومن صعود الكهرباء إلى الغرف حريتي فوضاي . إني أعترف وسأعترف بجميع أخطائي ، وما أترف الفؤاد من الأماني ليس من حق العصافير الغناء على سرير النائمين والإيديولوجيا مهنة البوليس في الدول القوية من نظام الرق ّ في روما إلى منع الكحول وآفة الأحزاب في ليبيا الحديثة كم سنه نحن البداية والبداية والبداية .كم سنة كنا هناك . ومن هنا ستهاجر العرب ُ لعقيدة ٍ أخرى وتغترب ُ قصب هياكلنا وعروشنا قصب ُ في كل مئذنة ٍ حاو ٍ ، ومغتصب ُ يدعو لأندلس إن حوصرت حلب ُ بيروت ... فجرا ً يطلق البحر الرصاص على النوافذ يفتح العصفور أغنية ً مبكرة ً يطيّر ُ جارنا رف ّض الحمام إلى الدخان يموت من لا يستطيع الركض في الطرقات قلبي قطعة من برتقال يابس أهدي إلى جاري الجريدة كي يفتش عن أقاربه ....... أعزيه غدا ً أمشي لأبحث عن كنوز الماء في قبو البناية يدخل الطيران أفكاري ويقصفها فيقتل تسع عشرة طفلة يتوقف العصفور عن إنشاده والموت يأتينا بكل سلاحه الجوي ّ والبري ّ والبحري ّ ألف قذيفة أخرى .... ولا يتقدم الأعداء شبراً واحدا ً ما زلت حيا ً – ألف شكر ٍ للمصادفة السعيدة يبذل الرؤساء جهدا ً عند أمريكا لتفرج عن مياه الشرب كيف سنغسل الموتى ؟ ويسأل صاحبي : وإذا استجابت للضغوط فهل سيسفر موتنا عن دولة ٍ ...... أم خيمة ٍ ؟ قلت : انتظر ! لا فرق بين الرايتين قلت : انتظر حتى تصب الطائرات جحيمها ! بيروت ..... ظهرا ً يستمر الفجر ُ منذ الفجر تنكسر السماء على رغيف الخبز ينكسر الهواء ُ على روؤس الناس ِ من عبء الدخان ولا جديد لدى العروبة !! بعد شهر يلتقي كل ُّ الملوك بكل أنواع الملوك من العقيد إلى الشهيد ، ليبحثوا خطر اليهود على وجود الله أما الآن فالأحوال هادئة تماما ً مثلما كانت والموت يأتينا بكل سلاحه الجوي والبري والبحري مليون انفجار في المدينة هيروشيما هيروشيما وحدنا نصغي إلى رعد الحجارة وحدنا نصغي لما في الروح من عبث ٍ ومن جدوى وأمريكا على الأسوار تهدي كل طفل لعبة للموت عنقودية يا هيروشيما العاشق العربي أمريكا هي الطاعون ، والطاعون أمريكا نعسنا . أيقظتنا الطائرات وصوت أمريكا وأمريكا لأمريكا وهذا الأفق اسمنت ٌ لوحش ِ الجو نفتح ُ علبة َ السردين ، تقصفها المدافع ُ نحتمي بستارة الشباك ، تهتز البناية تقفز الأبواب أمريكا وراء الباب أمريكا بيروت ...... ليلا ً يخرج الشهداء من أشجارهم ، يتفقدون صغارهم يتجولون على السواحل ، يرصدون الحلم والرؤيا يغطون السماء بفائض الألوان ، يفترشون موقعهم يسمّون الجزيرة ، يغسلون الماء ، ثم يطرزون حصارنا قططا ً .... ونخلا وحدنا ، والله فينا وحدنا الله فينا قد تجلى ! ....أمس ِ – الآن َ – بعد َ غد ٍ نشيد ٌ للخريف صور لما بعد النهار وظلال امرأة ٍ غريبة وطني حقيبه وحقيبتي وطني ولكن .... لا رصيف ولا جدار لا أرض تحتي كي أموت كما أشاء ولا سماء حولي لأثقبها وأدخل في خيام الأنبياء ظهري إلى الحائط الحائط / الساقط ! وطني حقيبه وحقيبتي وطن الغجر شعب ٌ يخيّم ُ في الأغاني والدخان شعبٌ يفتش ُعن مكان بين الشظايا والمطر وجهي على الزهرة الزهرة / الجمرة وطني حقيبه في الليل أفرشها سريرا ً وأنام فيها أخدع الفتيات فيها أدفن الأحباب فيها أرتضيها لي مصيرا ً وأموت فيها كفِّي على النجمة النجمة / الخيمه وطني حقيبه من جلد أحبابي وأندلس القريبة وطني على كتفي بقايا الأرض في جسد العروبة