هل سافر الشاعر ياصاحبي أم رحل ؟ لم يبق في الحي عطر بعده و القبل . من يزرع في ثناياروحنا زهرات الياسمين و اشجار القرنفل و حبات الأمل ؟ من يزرع الورد في احشائنا ؟ من يداوي جرحنا الغائر بالعشق و النسمات ويدرف الدمع فوق رؤوسنا حين نموت ؟ كي نستفيق من الكهف الدي حولنا من أناس الى أقنان الى رفاة. من ينحت أ عين فتياتنا كلمات ؟ من يسلخ جلدنا كي يصنع منه يختا للوطن أو رداء للفراشات و رمل الصحاري ؟ سافر كالندى فجرا بدون وداع لم يلتفت نحونا لم يلتقط همسنا لم يبتسم .. لم يلوح من بعيد لنا بيديه كالسندباد لم يستشرنا قبيل الفجر عند الرحيل لما مضى هائما في الموت مثل النخيل حين ارتمى يرقد في حلمنا كالنسيم على جراح الجليل. يا سيدي , يا حفيد الأنبياء حناجر خيلناادمتها حرقة الصهيل بحت على حائط المبكى من الشوق .. من العشق.. من العويل. فاكتب وصاياك مثل الانبياء و علقها حليا على أصواتنا و نعوشا فوق اهذابنا كي نستريح من الماضي الذي يسكن فينا و نستنشق عطر القرنفل في الفجر الندي على أعتاب هذا الظلام . من يمتطي بعدك يا سيدي خيلنا ؟ من بعدك يطعم سرب الحمام؟ لا تقل اني تعبت لان النخيل يموت عند الانحناء . نم قليلا و استفق صامدا مثل الفرات و أطفال الشتات , واقوام الغجر . نم ساعة و استفق . لا تنحن فجأة في منتصف الطريق واعبر بنا البحر و امواج المضيق لم يبق في الليل الا لحظة أو بريق فانهض ايا سيدي ..انهض وهيأ شراعا من هياكلنا و اسبح كما الحلم في أحزاننا كي يموت الليل في غمده حتى يمر السحاب الماطر في مسامات الحريق . ازهر اللوز الكئيب ..فقم قم.. ان اوليس فينا يمخر الليل و يبني قلاعا من الاحلام في يأسنا كالبرتقال و يسري في دمانا سؤالا حارقا يجرفنا نحو شط من الآمال و المنتهى . هل سافر الشاعر خلسة أم رحل ؟ الليل يبكي و عين الفجر و فؤاذ القمر . من يمشي على جرحنا ؟ من يسقط الفاسد من ثمرنا باكرا في حيينا كالرياح ؟ من يشرق في خوفنا كالشمس في الصباح ؟ كل المتاريس في اوجاعنا قد هوت و النياشين التي كنا بها نحتمي اصبحت سرابا . ننام الليل و الليل فينا يرقد شامخا يروي احزاننا و اساطير القدامى و تاريخ العبيد و سر الانبياء . يا آخر ما تبق(ى في اليد من حجر الليل يبكي و عين الله و الأشجار و الزهر في الحول لا يزهر اللوز سوى مرة فهل يزهر لوزنا بعد الرحيل غدا في الدجى ؟ هل ترجع للالوان الفراشات بعد ان تخلت عن الوانها الالوان ؟ و العنادل هل تستيقظ الالحان في حناجرها و القمح مر و ماء العين حر ومافي أفقنا نجمة او زهرة او مكان للعتاب . من يفرش الأرض للاطفال كي يمرحوا كالمهور الجامحة ؟ من ينثر في جرحنا ملحه كي ندرك أننا في جحرنا نرقدمنذ آلاف السنين سكارى في العيون الجارجة لا نركع الا من جبننا للعاصفة؟ من يزرع في ثنايا حلمنا ورده كي نصحو من دياجير المكان الذي لا ينتمي للحياة في نبضنا؟ كل الأماني التي كانت لنا انتجت بعدك يا شاعري صخرة تجثو على صدرنا كي نذكر اننا كنا هنا . انهض ايا شاعري .. قم ...قم فانت المنارة . كن نخلة باسقة تمنحنا الثمارا لا تعاتبنا لما رميناك ,حمقى , بالحجارة انا كنا كما تدري دوما صغارا ... صغارا ...صغارا ..را ...را را..