سبق لجريدة الشرق المغربية أن نشرت خبر " الطلاق بين الأب جوزيف و منتدى رحاب " و قد عرضنا في أوانه أهم الدوافع التي ساهمت في هدا الطلاق من وجهة نظر بعض المثقفين و الناشطين الجمعويين القريبين من حلقة الصراع و وجهة نظر الأب جوزيف نفسه و قد أجمع المتدخلونعلى أن القطيعة حدثت بسبب الصراع الداخلي بين أجنحة المنتدى ، جناح السيد بوكيرو و جناح السيد سامح درويش و لا شك أن فقدان المرحوم أعراج عجل إعلان الطلاق بين المنتدى و الكنيسة ، وفي إطار تتبعنا للملف ننشر وجهة نظر المنتدى حيث قرر أعضاء المكتب أن يخرجوا عن صمتهم و إطلاع الرأي العام عن موقفهم مما حدث و نشير إلى أن هناك اتفاقية بين الكنيسة و المنتدى من أجل استغلال فضاء يتكلف مكتب المنتدى بترميمه و تجهيزه ، و تعطي الاتفاقية الحق لطرف واحد لفسخ عقد الاتفاقية وتعود تفاصيل الاتفاقية إلى شهر ماي 2001،و توصلت جمعية " منتدى رحاب للثقافة والتضامن والتنمية" في أكتوبر 2009 بشكل مفاجئ بمراسلة من مطرانية الرباط تفيد بفسخ العقدة بين الجمعية مع أجهزة كنيسة " سان لوي" بوجدةوالرباط من جانب واحد،و يتحدث أعضاء المنتدى عن الطلاق المفاجئ من خلال تغير مواقف الأب جوزيف بانخراطه الكلّي في بداية الاتفاقية بالمنتدى، وتثمينه المستمر داخل أجهزة المنتدى للمجهوات والتضحيات التي تبذل من أجل إتمام الأشغال، وكذا الزيارات المتكررة للمنتدى من طرف "فانسان لاندل" مطران الكنيسة بالرباط ، وإشادته المستمرة بإنجازات المنتدى، وجهوده المتواصلة من أجل توفير قاعة للأنشطة الثقافية والفنية بمدينة وجدة. وكانت الأمور في بدايتها وخلال الأشغال الترميمية جدّ عادية، لكن الأمور بدأت تتغير حين بدأ المنتدى في استغلال الفضاء لتنظيم بعض أنشطته، إذ بمجرد انتهاء الأشغال تغيرت تصرفات قس الكنيسة، واستولى بشكل غير قانوني على مفاتيح قاعة الأنشطة، وأوقف برنامج المنتدى الثقافي والفني بقاعة الأنشطة، وشرع في استغلالها وكرائها للمعهد الفرنسي للشرق، ولجمعية الطلبة الأفارقة، وعدد من الجهات الأجنبية التي تربطه بها علاقات خاصة، دون مراعاة للمسؤولية القانونية التي يتحملها منتدى رحاب باعتباره مكتريا للقاعة ومرافقها الملحقة. إن حقيقة الأمور في هذه الواقعة تكشف عن نية المسؤولين عن الكنيسة بوجدة والذين لم يرقهم استغلال القاعة التي صرف عليها 140 مليون سنتيم وبدأت تستقطب مثقفي المدينة والجهة الشرقية ومن المغرب وفنانيها من مسرحيين وموسيقيين وطلبة وتلاميذ يتشبعون بالقيم المغربية، كما أن بعض المواقف التي تم اتخاذها عن قناعات من طرف أعضاء المنتدى بحكم هويتهم ودينهم والتي لم تكن تساير أهداف المسؤول الكنيسي، جعله يناور وينجح في فسخ العقد من جهة واحدة مستندا إلى تبريرات واهية دون مراعاة المقتضيات القانونية والجوانب الأخلاقية... وذكر أحد المسؤولين بالمنتدى بالوازع الأخلاقي الذي يربط جمعية منتدى رحاب للثقافة والتضامن والتنمية بوجدة بأجهزة الكنيسة، انطلاقا من اقتناع المنتدى بأهمية حوار الثقافات وجدوى تواصل الحضارات، وبأن تصرف الكنيسة المذكور يعد استغلالا لمجهود المجتمع المدني، ذلك أن المنتدى لا يطلب من الكنيسة بعد موقفها هذا التراجع عن قرارها، بل يضع على عاتقها كل تلك المجهودات التي بذلت خلال حوالي ثمان سنوات من أجل إنهاء الأشغال بهذا الفضاء الثقافي، والتي تعتبر مجهودات للمجتمع المدني لمدينة وجدة الألفية برمتها ولنسيجها الجمعوي، ومن ثمة لا يليق بالكنيسة إلا أن تضع هذا الفضاء رهن إشارة ساكنة مدينة وجدة ومجتمعها المدني، تتويجا لقناعة المنتدى الذي كان دائما يعتبر هذا الفضاء ملكا لمدينة وجدة ولفعالياتها الثقافية والفنية، وليس فضاء خاصا.