نظم تلاميذ بثانوية القدس يوم الاثنين الماضي على الساعة الثانية بعد الزوال وقفة احتجاجية لمدة ساعتين بباحة المؤسسة ، وذلك لتردي الأوضاع بالقسم الداخلي ،إذ عرفت حضورا مكثفا للتلاميذ (تلاميذ القسم الداخلي والخارجي) و لم تمنع غزارة الإمطار التلاميذ من التنديد بما يعيشه نزلاء القسم الداخلي من تهميش ، هذا وكان تلاميذ المؤسسة قد قاطعوا الدروس وخرجوا إلى وسط المؤسسة رافعين شعارات كان أهمها :حقوقي حقوقي دم في عروقي لن أنساها ولو أعدموني ، وكان معظم نزلاء القسم الداخلي قد عبروا عن امتعاضهم من الظروف المزرية التي أصبحوا يتخبطون فيها ، وقال أحد النزلاء " لأسفي اليوم " إن بعض النزلاء لم يتناول وجبة الغداء والإفطار محملين الجهات المعنية المسؤولية عن سياسة التجويع الممارسة في حقهم ، وأضاف أن وجبة اليوم حضرها مدير المؤسسة والمقتصد والحارس العام على نفقتهم الخاصة ، وأضاف آخر آن الوجبات التي أصبحت تقدم للنزلاء هي وجبات رديئة ووحيدة لا تراعى فيها شروط النظافة ، بعدما كان يعرف المطبخ تنوعا في الوجبات التي أصبحت تستعمل فيها مادة الصودا والخل بشكل يؤثر على صحة التلاميذ، إذ يتعرض جل النزلاء إلى أمراض كثيرة منها تورمات وطفوحات على مستوى الجلد، إضافة إلى تعرض النزلاء للإسهال في أكثر من مرة. وأٌضاف المصدر نفسه أن التغطية الصحية منعدمة ، أما الأغطية فهي غير نظيفة وأسرة تفوح منها رائحة كريهة (الغمل) مما تتسبب للتلاميذ في الحساسية،علاوة على الأسرة الصدئة والتي سار بعضها غير صالح للاستعمال ، نزيل أخر أردف مضيفا إن الروائح الكريهة التي تنبعث من المطرح البلدي وأنابيب الصرف الصحي القريبة من القسم الداخلي تتسبب للعديد من النزلاء في أمراض متنوعة، وتفتقر المراحيض إلى النظافة وبعضها مقفل، زاد من تلوثها نذرة صنابير المياه بنفس القسم.وبخصوص الأنشطة الثقافية قال النزلاء إن الأنشطة تكاد تنعدم اللهم بعض الأنشطة التي كان يسهر المدير على تنظيمها . ويعاني مطبخ القسم من عدة مشاكل، فالأواني المستعملة هي أواني قديمة جلها لم يعد صالحا ، أما نوافذ الغرف فبعضها مكسرة مما يعرض النزلاء إلى الإصابة بالزكام والى البرد الشديد ،وقد طالب التلاميذ الجهات المعنية بإيفاد لجنة لرصد معاناتهم والتدخل الفوري لحل مشاكلهم الاجتماعية داخل المؤسسة ، وسطروا ملفا مطلبيا يضم مطالبهم المشروعة ،حسب تعبيرهم، كضرورة تحسن الوجبات وتنويعها، وإصلاح بعض مرافق القسم الداخلي، وإعادة ترميم بعض الغرف ، وتوفير الأمن للنزيلات والنزلاء ،الذين يتعرضون للسرقة بالإحياء المجاورة للمؤسسة ،وتنظيف مرافق القسم، وإصلاح الصنابير المعطلة، وتوفير تلفاز من حجم كبير، وإعفائهم من نصف منحة التي يؤدونها بداية الموسم الدراسي ، وتغير أواني المطبخ بما فيها الصحون، التي يضطرون إلى اقتنائها على نفقتهم الخاصة كما طالبوا بحقهم في الاستفادة من الاستحمام المجاني بحمامات البلدة، اذ توقفت خدمة منحهم لتذاكر الاستحمام مجانا ، و طالبوا أيضا بضرورة إصلاح النوافذ المكسرة واستفادتهم من المياه الساخنة، وتوفير وسائل النقل، اذ يعاني النزلاء الأمرين في فترة العطل والمناسبات الدينية والوطنية، فالحصول على مقعد بالحافلات أمر صعب يضيف احد النزلاء .وكان تلاميذ القسم الداخلي قد غادروا المؤسسة قبل انتهاء الدورة الخريفية، بعد استنفاذ أموال ميزانية القسم ،وطالب نفس التلاميذ النائب الإقليمي بضرورة الحضور والوقوف على معاناة التلاميذ. من جهة أخرى فقد علمت أسفي اليوم من بعض المصادر، أن أباء وأولياء تلاميذ القسم الداخلي سيلتحقون بأبنائهم لخوض أشكال نضالية تصعيدية في حالة ما إن تماطلت الجهات المعنية في غض الطرف عن معاناة النزلاء ، احتجاجات يوم أمس أعادت إلى ذهن التلاميذ أحداث 2004 حين تعرضت بعض النزيلات لمحاولة الاغتصاب على يد بعض العصابات الإجرامية، والتي فجرت احتجاجات واسعة في صفوف التلاميذ والجمعيات الحقوقية بالمدينة ، ومن الملفت للنظر موقع ثانوية القدس الهامشي ، إذ توجد الثانوية في أقصى شرق المدينة مما يجعل تلاميذها عرضة للاستفزاز من طرف بعض العناصر الإجرامية المرابطة بالإحياء المجاورة والتي تجعل من ثانوية القدس فضاء لاستعراض عضلاتها ،أسئلة كثيرة تلك التي تطرحها الأوضاع المزرية للتلاميذ والأطر التربوية بالمؤسسة .