تدفقت مجموعة من التلاميذ والتلميذات أول أمس الأربعاء على منزل التلميذ الضحية الذي قتله (ج.أ) زميل له في الدارسة أمام باب الثانوية التأهيلية شكيب أرسلان بالجماعة القروية بني يخلف التابعة لعمالة المحمدية، واكتظت جنبات الدوار الصفيحي عين بوحشاد المتواجد بمنطقة بني مغيث بالأطفال الذين لم يصدقوا كيف خطف الموت زميلا لهم في لحظات غضب كان بالإمكان تفاديها لو توفر الأمن بمحيط المؤسسة. وصرحوا بفصول معاناتهم اليومية مع الانفلات الأمني الذي أضحى شبحا يهدد مستقبلهم الدراسي. وكان التلاميذ أضربوا عن الدراسة طيلة يوم الثلاثاء المنصرم، ونظموا وقفة احتجاجية ابتداء من الساعة العاشرة صباحا أمام باب المؤسسة وعلى مقربة من موقع الحادث الأليم الذي راح ضحيته التلميذ (جواد.ر.د.) ابن الثامنة عشر ربيعا. وأكدوا في تصريحات متفرقة أن جواد يعتبر الضحية الثالثة لعمليات الغدر والانحراف التي تحيط بجوانب المؤسسة المنعزلة عن باقي أحياء الجماعة. حيث سبق لجنبات المؤسسة أن كانت مسرحا لعمليتي قتل تلميذين من طرف غرباء، كما عرفت تعرض تلميذة لضربة بحجر من مجهول كلفتها ضياع عينها اليسرى، وتعرض العديد من الأساتذة والإداريين والتلاميذ وخصوصا العنصر النسوي لاعتداءات طالت ممتلكاتهم وأجسادهم. تحدث بعض التلاميذ عن الانفلات الأمني الذي يهدد مستقبلهم الدراسي، وأكدوا أن المنطقة تعرف غزوا كبيرا لعصابات السطو والمنحرفين بينهم تلاميذ يشاركونهم الفصول الدراسية، تلاميذ وغرباء مسلحون بسكاكين وسيوف يهددون التلاميذ ويبتزونهم في كل فترات الدراسة، ومن الضحايا من فضل مغادرة المؤسسة والبحث عن مسار جديد لمستقبله. قال عثمان، ابن عم الضحية، إن جواد خرج في العاشرة صباحا يوم الاثنين المنصرم من الثانوية بعد حصة الرياضة البدنية، وفي نيته الاتجاه إلى منزله ببني مغيث التي تبعد بحوالي 7 كلم. وعلى بعد مترين من باب المؤسسة اعترضه زميل له يتابع دراسته بمستوى الثالثة إعدادي، دخل معه في شجار اختلفت أسبابه بين أسرة الفقيد وتصريحات التلاميذ وتصريح الجاني. فبينما يؤكد بعض تلاميذ المؤسسة أن الشجار كان بسبب تلميذة زميلة لهما، أكد أب وأقارب الفقيد أن الجاني هو من شتم ابنهم، وأنه لما دخل معه في مشادة كلامية، تدخل تلميذ آخر وناول الجاني سكينا فعمد الجاني إلى طعن الضحية طعنات كانت إحداها قاتلة، بعد أن أصابته في القلب. وكان عثمان قد دخل المؤسسة في العاشرة صباحا ليلتحق بقسمه، حين جاءه بعض التلاميذ يخبرونه أن ابن عمه طعن بسكين وهو يحتضر. فهرع إلى نجدة ابن عمه الذي وجده غارقا في دمائه، وأكد أن زميلة له هي من نادت على أفراد الوقاية المدنية الذين تأخروا لأزيد من ساعة قبل الوصول، بينما أكد مدير المؤسسة أن الإدارة هي من هاتفت الوقاية المدنية وأن سيارة الإسعاف حضرت بسرعة. مدير ثانوية شكيب أرسلان الذي أكد أن لا دخل له بما يقع خارج أسوار المؤسسة، لم يخف معاناة الإدارة مع العدد الكبير للتلاميذ (حوالي 2000 تلميذ وتلميذة) ضمنهم 142 داخلي، وأشار إلى النقص الكبير في الإداريين، والأعوان، حيث أكد أن القسم الخارجي لا يتوفر إلا على عون واحد وعون يشغل مهمة حارس ليلي، كما أن باب المؤسسة الخاص بالأطر الإدارية والتربوية تحرسه سيدة تتقاضى راتبها من مجموع الأطر العاملة بالمؤسسة، ونفى أن تكون هناك مشاكل داخل المؤسسة، وعن الضحية قال المدير إنه كان يتابع دراسته بالثانية إعدادي للسنة الثانية على التوالي وأن معدل الدورة الأولى لم يكن جيدا.