بقلم:عبدالرحيم اكريطي "رئيس منتدى الصحافة الجهوية دكالة عبدة" هي جريمة شنعاء اهتزت لها ساكنة مدينة آسفي مؤخرا عندما لبى أحد الأشخاص نداء ربه متأثرا بالجروح البليغة التي تعرض لها على مستوى رأسه وشفتيه وبعض من أنحاء جسده جراء الاعتداء الذي تعرض له من طرف شخص ثان في جلسة خمرية كادت أن تنتهي بممارسة الجنس بينهما،إلا أن الجاني لم يرقه ما صدر في حقه من طرف الضحية بعدما طلب منه هذا الأخير ممارسة الجنس،لتنتهي الواقعة بنقل الضحية إلى المقبرة والجاني إلى السجن المحلي لآسفي في انتظار أن تصدر المحكمة حكمها في هاته القضية. كانت البداية عندما التقى الضحية عبدالقادر بصديق له داخل ميناء آسفي،ليضرب الاثنان موعدا مساء اليوم نفسه بمدار اجريفات قصد قضاء بعض الوقت في احتساء الخمر والسمر والسهر . التقى الاثنان في الموعد والمكان المحددين،ومن هناك انطلقا صوب متجر لبيع الخمور بمنطقة المدينةالجديدة من أجل اقتناء قنينات من الجعة ومسكر الماحيا قصد قضاء بعض الوقت بعيدا عن أعين الناس. قرر الاثنان التوجه صوب الدرج الذي يتواجد خلف مقاطعة للاهنية الحمرية بآسفي لكون هذا المكان يكون في غالب الأحيان مكتظا بالمتشردين والمتسكعين والسكارى،وهناك سيحتسيان الخمر فيه دون أن يدرك الضحية عبدالقادر على أن اليوم الموالي من هذه الجلسة سيكون آخر يوم في حياته عندما سيتعرض للضرب والجرح البليغين المؤديين للقتل. جلس الاثنان في المكان المعلوم وشرعا في احتساء الخمر والاستمتاع ببعض المقاطع الموسيقية التي ستزيد من إيقاع السمر والنشاط كون المكان يعرف قلة في مرور المارة منه،إضافة إلى كونه يعرف قلة في مرور الدوريات الأمينة كونه محط فقط السكارى والمتسكعين والمتشردين. انهمك الاثنان في شرب الخمر والاستماع إلى المقاطع الموسيقية،وفجأة جلس بالقرب منهما الجاني الذي لا زال في مقتبل العمر حضر هو الآخر إلى هذا المكان من أجل شرب الخمر والاستماع إلى مقاطع موسيقية كانت مسجلة بهاتفه النقال دون أن يدرك على أن نهاية حياة أحد الشخصين الجالس بجانبه ستكون على يديه وأنه سيزج به في غياهب السجون لمدة طويلة ارتباطا بنوع الجريمة التي سيقترفها. جلس الجاني مصطفى وحيدا في مكان غير بعيد عن الضحية عبدالقادر وصديقه،ثم شرع في احتساء الخمر والاستماع إلى المقاطع الموسيقية،هاته الأخيرة استرعت انتباه الضحية عبدالقادر الذي بقي وحيدا هناك بعدما توجه صديقه لاحضار الجعة عندما سلمه ورقة مالية من فئة 100 درهم. ظل الضحية يستمتع بنبرات المقاطع الموسيقية الصادرة عن هاتف الجاني،ليطلب من هذا الأخير إسماعه مقاطع موسيقية لمجموعة ناس الغيوان،وهو الطلب الذي قبله الجاني دون تردد. بدأ الضحية عبدالقادر يستمع إلى المقاطع الموسيقية الخاصة بمجموعة ناس الغيوان الصادرة عن الهاتف النقال الذي يتواجد في ملكية الجاني مصطفى وفي نفس الوقت دخل الاثنان في النقاش والحديث،بحيث شرع الضحية في مغازلة الجاني بنعته بأنه شاب وسيم وجميل،وهي الأوصاف التي لم ترق الجاني،بحيث وصلت الأمور بينهما حد مطالبة الضحية من الجاني ممارسة الجنس بينهما بعدما أكدت المعلومات والتصريحات المتضمنة في محضر الضابطة القضائية على أن الضحية كان يمارس الجنس على القاصرين وأنه شاذ جنسيا. اتفق الجاني مع الضحية على ممارسة الجنس شريطة أن يستمرا في السمر والسهر والنشاط من خلال مواصلة اقتناء قنينات الخمر،ليتوجه بعدها الاثنان صوب محل لبيع الخمور في المدينةالجديدة قصد اقتناء الجعة ،إلا أنهما وجدا المحل مغلقا. عاد الاثنان بخفي حنين،وفي طريقهما،قررا الدخول إلى حديقة صغيرة تعرف قلة في حركة مرور المواطنين والمواطنات منها،وبها يمكن لهما ممارسة الجنس بحرية تامة دون أن يتمكن أي أحد من ضبطهما أو الاكتراث بهما. استرخى الضحية على بطنه بعدما نزع سرواله وثبانه،منتظرا شروع الجاني في ممارسة الجنس عليه دون أن يدرك على أن الجاني يكن له حقدا دفينا من خلال إقدامه على توجيه ضربات قوية للضحية على مستوى رأسه عندما كان مسترخيا على ظهره. كانت المفاجئة قوية بالنسبة للضحية الذي وجد نفسه أمام اعتداء شنيع من طرف الجاني الذي اقترف جريمته بواسطة حجر كبير وجه به ضربتين قويتين على مستوى رأس الضحية وضربة أخرى على مستوى شفتيه واللتين كانتا سببا في عدم قدرة الضحية على الوقوف بتاتا بعدما شلت حركته. لم يقف الأمر عند حد الضرب والجرح فقط بل تعداه إلى إقدام الجاني على تجريد الضحية من جميع ثيابه وسلبه هاتفه النقال وبعض النقود ومذكرة تتضمن أرقام هواتف الأصدقاء والأقارب،تاركا إياه مضرجا في دمائه،ليفر هاربا دون أن يلتفت إليه،إلا أنه وفي طريقه وجد عنصرين اثنين من القوات المساعدة مرابطين بالقرب من مقاطعة للا هنية الحمرية،وأخبرهما بأن شخصا قد تعرض للاعتداء هناك. فر الجاني هاربا تاركا الضحية في مسرح الجريمة دون أن يدرك على أن المعني بالأمر سيسلم الروح إلى باريها في اليوم الموالي متأثرا بالجروح البليغة التي تعرض لها. سذاجة الجاني جعلته يشرع في مهاتفة بعض أصحاب الأرقام التي كانت مدونة في المذكرة التي سلبها من الضحية،ليتصل في أول وهلة من هاتفه النقال برقم ابنة أخت الضحية السعدية التي كانت وقتها متواجدة بمدينة أكادير للعمل هناك،مستفسرا إياها عن الحالة الصحية لخالها بعدما أخبرته على أنها تبقى ابنة أخت الضحية،مؤكدا لها على أن نزاعا وقع بينه وبين خالها ويريد فقط الإطمئنان على حالته الصحية بعدما أخبرها بكل ما وقع بينهما. كان جواب السعدية ولضعا وهو أنها لا تتواجد في الوقت الراهن بمدينة آسفي وإنما تتواجد بمدينة أكادير،لتقطع الهاتف في وجهه دون أن تصدق ما صرح به الجاني مصطفى لها بعدما بقيت محتفظة برقم هاتفه الشخصي. بقي الجاني حائرا من أمر السعدية التي قطعت الهاتف في وجهه والتي لم تطمئنه على الحالة الصحية لخالها،وهو ما جعله يغير الوجهة وهذه المرة باتصاله برقم هاتفي ثان،إلا أنه اكتشف أنه يعود لسيدة متزوجة بمبرر أن هاته الأخيرة كانت تتكلم معه وهي مرتبكة ليقطع مكالمته معها. ظل الجاني ينتظر الذي يأتي والذي قد لا يأتي،وبعد وقت وجيز توصل بمكالمة هاتفية على رقمه الهاتفي،بحيث كان المتصل السعدية ابنة أخت الضحية التي كانت متواجدة بأكادير،مخبرة إياه بأنها ترغب في ملاقاته في طريق أحد احرارة بآسفي قرب محطة سيارات الأجرة الكبيرة"القامرة"،لكنه رفض ذلك بمبرر أنه يتواجد بمقر إقامته بمنطة سيدي بوزيد،لتطلب منه مرة أخرى الحضور إلى حدود مقر إقامتها،لكن الجاني رفض ذلك مرة أخرى بمبرر أنه يتواجد رفقة شخصين اثنين بمنطقة برج الناظور هناك يحتسون الخمر. بدأت الشكوك تراود الجاني خصوصا عندما شرعت السعدية في الإلحاح على ملاقاته،ليتصل بها مرة ثانية ويستفسرها عن الحالة الصحية لخالها،لكنها طمأنته بأن خالها في تحسن خصوصا عندما ناولت هاتفها النقال أثناء المكالمة لشخص كان بجانبها إدعى أنه خالها المتوفى،ويطلب من الجاني الاعتناء به فقط بتتبع علاجه واقتناء ما يلزمه من الأدوية حتى يعود إلى حالته الصحية العادية. لم يكن ذلك سوى خطة حبكتها السعدية حتى يكون الجاني سهلا في وقوعه في قبضة العدالة بعدما اطمأن قلبه،بحيث طلب منها ضرورة ملاقاته بإحدى المقاهي بمنطقة سيدي بوزيد حتى تتعرف عليه أكثر ومن أجل التحدث أكثر في هاته الواقعة،طالبا منها الاتصال به فور وصولها إلى المكان المعلوم لكونه سيبقى بمنطقة برج الناظور يحتسي الخمر هناك رفقة صديقيه إلى حين وصولها إلى المقهى. لمدة قاربت الساعة والنصف ساعة ظل الجاني مصطفى ينتظر بشغف كبير مكالمة السعدية وهو في مكانه المعلوم،لكن ظنه قد خاب،فبعد وقت وجيز وقف عليه عدد من عناصر الشرطة القضائية بآسفي التي طلبت منه تسليمها بطاقة تعريفه الوطنية للتحقق من هويته،لتقف آنذاك على حقيقة الأمور عندما اكتشفت على أن المعني بالأمر هو الجاني،ويعترف وقتها بعد اعتقاله بكل المنسوب إليه.