آسفي اليوم: عبدالرحيم اكريطي عاشت الأحياء الشعبية بالمنطقة الجنوبية لآسفي"دار بوعودة،لقليعة، كاوكي..." طيلة يوم الاثنين على إيقاع حوادث خطيرة شبيهة بحرب العصابات بين محموعة من الشباب العاطلين الذين يطالبون بالتشغيل وعناصر الشرطة،حيث تحولت الدروب والأزقة إلى حلبات للعراك والمواجهة بين الطرفين من خلال الرشق بين الطرفين بالحجارة الكبيرة ما خلف خسائر مادية فادحة تمثلت في التخريب الذي طال أبواب ونوافذ العديد من الدور والمنازل. الحادث هذا الفريد من نوعه لم يسبق لساكنة آسفي أن عاشته منذ اشتعال فتيل الحركات الاحتجاجية بهذه المنطقة،بعدما وجدت الساكنة نفسها أمام مشاهد غريبة تشبه الأفلام الهوليودية، وتشبه الحروب من خلال خطورة الواقعة التي استنكرتها الساكنة برمتها والتي كان أبطالها بعض الشباب العاطلين الذين لم يجدوا وسيلة للتعبير عن معاناتهم ومطالبهم سوى إقدامهم على التخريب الذي انطلقت مجرياته في الساعة الواحدة والنصف من بعد زوال يوم الاثنين عندما كان مجموعة من الشباب معتصمين على خط السكة الحديدية مانعين مرور القطارات إلى حين تلبية مطالبهم المتعلقة بالاستفادة بمناصب شغل على غرار الكوطا التي منحت لبعض التنسيقيات والجمعيات،وهو ما ارتأى بعناصر الأمن إلى التدخل لثنيهم عن ذلك،لكن كل محاولاتهم باءت بالفشل،لتتم تلاوة الإنذار قبل التدخل الأمني الذي استعملت فيه العصي والهراوات،وهو ما أدى إلى اعتقال ستة شبان،كما أصيب عدد كبير من رجال الأمن بجروح وكسور متفاوتة الخطورة من بينهم رئيس الدائرة الأمنية الثانية نقلوا على إثرها إلى قسم المستعجلات بمستشفى محمد الخامس بآسفي لتلقي العلاجات الضرورية،لكن وبالرغم من هذه الإصابات والاعتقالات فقد واصل الشبان الذين كان أغلبهم أطفال صغار وعناصر الشرطة الرشق بالحجارة فيما بينهم أدت إلى الزيادة في عدد الجرحى والمصابين في صفوف عناصرالشرطة والقوات المساعدة والذي وصل عددهم إلى حوالي 50 مصابا. ولم تقف الأمور على المواجهات بين الطرفين بالرشق بالحجارة التي دامت ساعات طوال بل تعدتها إلى إقدام هؤلاء الشباب على التوجه صوب مقر الملحقة الإدارية العاشرة المجاورة لمكان اندلاع الأحداث وهناك قاموا باقتحامها وإضرام النار فيها بعدما بعثروا جميع الأوراق الرسمية وكسروا الحواسيب والمكاتب والكراسي التي استعملوها حطبا في إضرام النار،وكسروا الأبواب والنوافذ،حيث ظلت نسخا من عقود الازياد ورسوم الولادة ورسوم الزواج وشواهد السكنى وأوراق أخرى مبعثرة هنا وهناك تجري بها الرياح وسط الأزقة والدروب وفي متناول الأطفال الصغار،نفس التخريب شمل أيضا مقر الدائرة الأمنية الخامسة التي تعرضت هي الأخرى للتكسير الذي شمل أنابيب المياه والنوافذ والأبواب والمكاتب والكراسي والحواسيب التي استعملت هي الأخرى إلى جانب دراجة نارية في إضرام النار عند الباب الرئيسي لمقر الدائرة،الأمر الذي جعل عناصر الشرطة تكثف من مطارداتها لمجموعة من الشباب تمخض عنها اعتقال عشرة شبان ليصل عدد معتقلي هذا الحادث 16 شخصا وإصابة حوالي خمسين رجل أمن بجروح وكسور متفاوتة الخطورة.