شاءت الأقدار أن ترزق عائلة الحنجري التي تقطن بزنقة غشت الرقم 49 اجنان كولون بآسفي بأربعة أبناء مكفوفين من بينهم فتاتان حيث أصبحت العائلة جراء هذه الإعاقة تعيش البؤس والفقر في غياب من يعيلها . كانت ولادة الأبناء الأربعة " عبدالرزاق ، محمد ، خديجة و حكيمة " في المرحلة الأولى من النمو تتميز بضعف كبير في البصر ليدأ هذا الضعف يشتد مع مرور الأيام ، وقد باءت كل محاولات الأطباء معهم من أجل إعادة النظر إليهم بالفشل حيث أكد هؤلاء الأطباء حسب تصريحات عبدالجليل الحنجري أحد هؤلاء المكفوفين نيابة عن إخوته ل "آسفي اليوم "استحالة استرجاع النظر إليهم لكون جميع عروق شبكة العين اصبحت معطلة.وأمام هذه الوضعية التي يعيشونها تحت سقف منزل واحد ، ارتأى عبدالجليل إلى البحث عن من يمد المساعدة إليهم بعدما توفي والدهم ليبقوا تحت رحمة والدتهم التي تتحمل مسؤوليتهم في الوقت الراهن .بقيت الأم بجانب أبناءها الذين لم يتمكنوا يوما من الأيام من رؤية أوصافها كما أنها هي الأخرى استسلمت لقدر الله الذي رزقها بأربعة أبناء مكفوفين تراهم كل يوم بأم عينيها وهم يصولو ن ويجولون بين بيوت المنزل يتلمسون الجدران من أجل الولوج أو الخروج من أحد البيوت.بدأ عبدالجليل مشواره في البحث عن مورد مالي يساعد إخوته على العيش بطرقه لأبواب العديد من المسؤولين بالمدينة، فكانت البداية مع والي جهة دكالة عبدة من خلال توجيه طلب له باسمه ونيابة عن باقي إخوته المكفوفين حول موضوع الحصول على رخصة استغلال سيارة الأجرة تحت رقم 9449 بتاريخ 13/12/1994 حيث سبق لإحدى اللجن أن زارته ووقفت على الحالة التي يعيش فيها رفقة إخوته وقيامها بتحرير تقرير في الموضوع لكن دون جدوى. وإلى جانب هذا الطلب ، تقدم عبدالجليل بطلبات أخرى مماثلة إلى جهات مركزية حيث سبق وأن راسل جلالة الملك محمد السادس عندما كان وليا للعهد والأميرة الجليلة للا مريم.نفذ صبر عبدالجليل وإخوته الثلاثة من انتظار أجوبة على مختلف المراسلات التي سبق وأن بعثوها تشفي غليلهم وتساعدهم على نسيان عاهتهم هاته التي يصعب معها ايجاد فرصة شغل يستطيعون بها كسب المال .ويعاني الكفيف عبدالجليل صعوبة في معرفة الإدارات حيث تراه دائما رفقة شخص آخر يساعده في التنقل فمرة يتواجدان بين ردهات عمالة آسفي ومرة بمقر الجماعة الحضرية لآسفي ومرة بمقر ولاية جهة دكالة عبدة .حاول عبدالجليل جاهدا مقابلة والي الجهة لطرح مشكلته عليه ومشكلة إخوته الثلاثة عله ينتزع عطفه وعله يتفهم حالته الصعبة التي تزداد حدتها يوما بعد يوم من خلال تردده على مكتبه ، لكن وحسب تصريحاته ل "آسفي اليوم" التي زارته بمنزله فإن المسؤولين على تنظيم مقابلات يصرحون له بأن مقابلة الوالي مستحيلة وما عليه سوى الانتظار بجانب العمالة للقاءه غير مبالين بأن المعني بالأمر كفيف ويصعب عليه رؤية الوالي.ويطالب هؤلاء المكفوفون الذين نفذ صبرهم والذين يركنون بشكل دائم بمنزلهم من الجهات المسؤولة مركزيا ومحليا تفهم حالتهم ووضعيتهم الصعبة وذلك بايجاد مورد مالي يساعدهم على تلبية متطلبات وحاجيات الحياة اليومية .