بشمال مدينة أسفي وعلى بعد 30 كم، توجد منطقة تسمى بالغنيميين بها مشيختان ل 14 دوارا بتراب جماعة احد احرارة ، يقام بهذه المنطقة محج سنوي يسمى موسم الغنيميين، ينعقد كل شهر غشت من كل سنة يزوره كثير من الناس من مختلف مدن المغرب، ومنخارجه عبر الجالية المغربية المقيمة بالخارج، ورغبة من الجريدة الإلكترونية " safitoday " للتعريف بهذا الموسم السنوي وطقوسه، كان لطاقمها زيارة خاصة للمسؤولين عن الضريح، الذين أحسنوا الاستقبال والضيافة وأجابوا عن أسئلتنا بصدر رحب وبكل تلقائية. من هم الغنيميون؟ أوضح شيوخ الغنميين لجريدة " safitoday " أن أصل هذا الموسم " يعود إلى الولي الصالح لحسن بنرحو المزداد بالساقية الحمراء، رحل عنها متجها نحو الشمال ليحط الرحال بهذه المنطقة، وذلك نزولا عند رغبة ناقته التي أشارت عليه المكوث بالمكان ولأنها ناقة مباركة، توقفت عن المسير فكانت بالنسبة له نهاية الرحلة والاستقرار، تلبية للقدر الذي وجهه ليقول كلمته الشهيرة ما فتئ يرددها أبناء المنطقة وبخاصة شيوخها :" هنا لما ولعواد رزق لجواد"، ليرزق بعدد من الأبناء يرحلون إلى بلدان أخرى بعد تسلم "لامانة" أي سر البركة "، وأضافوا أن اسم الغنيميين وصل صداه إلى كل من الشاوية وبرشيد و فضالة وحتى تونس، وأكد كبيرهم بالضريح أن هذا الولي كان مناهضا للبرتغال، الأمر الذي اضطره أن ينزح من الصحراء ليحط الرحال بهذه المنطقة شمال أسفي ويدفن بها، مبرزين أن الغنيميين أو الغليمين كما هو شائع، يعود أصلهم إلى مولاي ادريس ومعنى الغليمي الرجل الذي يغنم في الأرض والشجر . ثلاث قبب لسبعة أولياء.. توجد بضريح الغنيميين أو الزاوية ثلاث قبب واحدة كبيرة مدفون بها جدهم الأكبر لحسن بنرحو، والثانيتان بقبتين أصغر حجما، دفن بهما سبعة أولياء، وهم عبد العزيز الشيخ مول الكرمة، أحمد الغنيمي، أحمد مول السلسلة، المامون، الفلاح، ومول الحيمر وأحمد بن عباد. يسهر على نظافة هذه الأضرحة أشخاص يدعون بالمقدمين، يقومون بصيانة المكان وترميمه معتمدين في ذلك على الدخل الذي يتوصلون به من طرف الزوار. الشمع والسكر من مداخيل الضريح أكد المكلفون بالضريح أنهم لا يتلقون الدعم من أية جهة، سوى بعضا من المال والشمع والسكر يضعه رواد الضريح في صندوق، بغاية قضاء حوائجهم، فتجد من ترغب في الزواج فتأتي لهذه الزاوية عساها تفك "العكس" الذي يطاردها وكذلك لنفس الغرض، يأتي بعض الذكور ولكن بنسب أقل من الإناث، وتسمى هذه العملية بالزيارة، كما أن هناك من تجده يتمسح بالضريح في كامل الخشوع ويتمتم بكلمات لا يسمع منها إلا الهمس يطلب حاجته بالشفاء من المرض أو علة ما، بالتبرك بالغليميين الذين يقرؤون عليه الفاتحة لترفع الضرر عنه عضويا كان أو نفسيا، كذلك يعتمدون في دخلهم على كراء بعض الغرف( بيوتات صغيرة) بمبلغ 50 إلى 100 درهم يستقلها بعض الزوار لقضاء الليلة بداخلها . طقوس موسم الغليميين وفي اليوم التالي، تذبح بهيمة وتبدأ الجدبة أو الحضرة، وهي عبارة عن شطحات على غرار الزوايا، لتظهر حالات من فقدان الشعور والغيبوبة ليستفيق قاصد الزاوية وقد تخلص من جميع ما كان يعكر صفو حياته من علات نفسية وجسدية، حسب تصريح أحد المقدمين قائلا في شبه زجل :" سعدي بالشرفا اللي جاوني كضفة، جيت نزوركم ألغليميين، قضيوا حاجتي، أو ردوني فلحين، بويا لحسن راني مسنسل طلق سراحي، جينا فرايس أو رجعنا عرايس" . لينتهي هذا الجمع بقراءة الفاتحة، ويذهب كل إلى حال سبيله في انتظار السنة المقبلة، بعدما تبضع آخرون من سوق على مساحة واسعة قرب الضريح، وهو عبارة عن مجموعة من الخيام تعرض فيها الألبسة و الأواني و لعب للأطفال والحلوى بالإضافة للجزارين و الخضارين، كما أن هناك أماكن للعب الأطفال وأخرى للفرجة كحائط الموت، والألعاب السحرية و الحلقة وخيام للشواء وشرب الشاي.. دعوة الغليميين واعرة بزاف كان هناك سؤال عريض طرحناه على مسنين بالغليميين، وهو لماذا سمحت السلطات المحلية بأن ينعقد موسم الغليميين في وقته المحدد، في وقت تمنع فيه موسم سيدي امحمد السباعي، الذي كان منتظرا أن ينعقد 16 غشت2007 بجماعة اثنين الغيات ؟ اكتفى أحد المقدمين بالضريح بالقول " إن السلطات لا تستطيع فعل ذلك لأن دعوة الغليميين واعرة بزاف" .