أثار انتباه ساكنة آسفي وبالأخص منها المعتادة على ارتياد المقاهي بالمدينةالجديدة ظاهرة ارتفاع عدد المختلين عقليا والمتشردين الغرباء عن المدينة في الآونة الأخيرة الذين يتوافدون من المدن المجاورة التي تكون على موعد مع زيارات ملكية أو مؤتمرات أو تظاهرات كمراكش والصويرة والجديدة،حيث يظلون يتسكعون وسط الشوارع الراقية،منهم من يرتدي ملابس بالية،ومنهم من يكون عاريا،والذين يقلقون راحة زبناء هذه المقاهي التي يظل نادلوها في عراك دائم مع هؤلاء الذين يصعب إقناعهم عن الابتعاد،كون أغلبهم يضطر إلى حمل أكواب الماء أو القهوة أو الشاي بالقوة من الموائد وفي غفلة عن الزبناء.وإلى جانب هؤلاء المختلين والمتسكعين،هناك أيضا مجموعة من الأطفال الصغار في سن الزهور يركنون بالقرب من المركز الرئيسي للبريد بالمدينةالجديدة حيث يتقابلون مع المتاجر والمقاهي لممارسة "السعاية"،وهم في وضعيات شاذة،واضعين أكياس بلاستيكية على أفواههم ينفخون فيها وهو يتمايلون وعيونهم محمرة جراء التخدير الذي يستعملونه والمتعلق أساسا بشمهم لمادة" السيليسيون". ويرى العديد من المواطنين في تصريحاتهم لموقع"آسفي اليوم"على أن المدينة تعاني من مشكل توافد المتسكعين والمختلين عقليا عليها بشكل كبير،بحيث يتضح على أن أغلب هؤلاء غرباء عن المدينة،مبرزين على أنه من أسباب استفحال هذه الظاهرة سماح السلطات المسؤولة بتوافد هؤلاء الذين يتم إنزالهم في أوقات متأخرة من الليل من شاحنات وحافلات أعدت لهذا الغرض عند مداخل المدينة وبالضبط عندما تكون المدن المجاورة لمدينة آسفي على موعد مع زيارات ملكية أو تظاهرات رسمية أو مؤتمرات دولية.ومعلوم أن هؤلاء المختلين بالرغم من الاعتداءات التي يقومون بها في حق المارة والتي تصل إلى حد الطعنات بواسطة السكاكين،والتي قد تصل أيضا إلى القتل،وبالرغم أيضا من النداءات والمقالات الصحفية الصادرة في هذا الشأن،فإن كل ذلك لم يشفع في شيء،إذ لازال الوضع كما كان عليه،حيث يظل هؤلاء يجوبون شوارع المدينة صباح مساء وفي أوقات متأخرة من الليل بشكل عادي ودون أدنى تدخل. وتتضارب الآراء بين ساكنة مدينة آسفي حول الجهة المسؤولة عن استفحال هذه الظاهرة،كون البعض يرى على أن المسؤولية مرماة على عاتق الجماعة الحضرية التي لم تكلف نفسها عناء بناء مراكز الإيواء لهؤلاء المختلين عقليا والمتسكعين،إذ نجد مركزين اثنين فقط بالمدينة"مركز المسنين،ومركز المختلين عقليا"،لكن كل واحد منهما لا يتسع إلا لأقل من خمسين فردا،والبعض الآخر يرى أن السلطات المحلية مسؤولة عن تنامي هذه الظاهرة من خلال سماحها بتوافد هؤلاء على المدينة دون التفكير في بناء مراكز لإيوائهم،ومن الساكنة من ترى على أن الأمر يعود أيضا إلى غياب مراكز صحية تتواجد بها مختلف الأدوية والأقراص المهدئة للأمراض العقلية،بحيث تقوم فقط مصلحة الأمراض العقلية بمستشفى محمد الخامس بآسفي بهذه المهمة والتي يصعب عليها تلبية جميع الطلبات نظرا لعددهم الهائل،كون منهم من يحضر من المناطق المجاورة للمدينة كاليوسفية والشماعية،مع العلم أن هذه المصلحة بها طبيب واحد وتعرف نقصا ملحوظا في الموارد البشرية والأسرة،إضافة إلى المشكل الذي يصادفه بعض من هؤلاء المختلين الذين يكونون مجبرين على تناول الأقراص المهدئة بشكل مستمر من خلال انعدام هذه الأقراص في أغلب الأحيان ببعض المستوصفات الصحية،ما يزيد من هيجانهم.