أعلن المدير العام لاتحاد إذاعات الدول العربية صلاح الدين معاوي رفضه لمشروع القانون الأميركي الذي يدعو لمعاقبة فضائيات عربية يعتبرها "تروج للعنف والكراهية ضد الولاياتالمتحدة". وقال معاوي الخميس بمؤتمر صحفي بالعاصمة التونسية إن هذا التوجه الأميركي نحو التضييق على الفضائيات العربية "توجه خطير" مؤكدا أن ذلك من شأنه أن يمس بالعلاقات الأميركية العربية. معتبرا مشروع القانون الأميركي –الذي صادق عليه مجلس النواب وينتظر إجازته بمجلس الشيوخ وتوقيع الرئيس باراك أوباما عليه- هو "تدخل في الشؤون العربية". ويطالب مشروع القانون مالكي الأقمار الصناعية بإيقاف بث القنوات التي "تروج للكراهية والعنف ضد الولاياتالمتحدة" ويدعو إلى معاقبتهم واعتبارهم "داعمين للإرهاب" إذا رفضوا إيقاف بث القنوات غير المرغوب فيها. وقد عقد وزراء الإعلام العرب الأحد الماضي بالعاصمة المصرية القاهرة اجتماعا بحثوا فيه سبل التصدي لمشروع القانون الأميركي. وقال معاوي إن وزراء الإعلام اتفقوا على تكليف وزراء الخارجية والسفراء العرب لدى الولاياتالمتحدة ومكتب الجامعة في واشنطن، بالتدخل لمنع صدور مشروع القانون الأميركي. التنديد بفضائيات الطائفية والشعوذة
الى ذلك أكد مدير عام اتحاد إذاعات الدول العربية تنديد الاتحاد المستمر بالقنوات الفضائية ذات التوجهات الطائفية أو تلك التي تروج للشعوذة باعتبارها تمثل خطورة على الفكر العربي. وأعرب معاوي عن أسفه إلى ما أدى إليه انفتاح الفضاء السمعي البصري في الوطن العربي أمام القطاع الخاص وما قدمه من تسهيلات للرأس المال العربي من طفرة في قنوات ذات توجه ربحي على غرار قنوات المنوعات والموسيقى. وأكد أن توجه الاتحاد لسنة 2010 يتركز على دعم بث القنوات الثقافية والاجتماعية المروجة للقيم الإنسانية النبيلة والإعلام الاقتصادي بما يكفل مزيدا من الارتقاء بالرسالة النبيلة للإعلام. ويقدم التقرير قراءة إحصائية لجداول معلومات حول القنوات وتصنيفها تبين نظام بثها ومداه الجغرافي واللغات التي تستعملها كما يقدم قراءة نقدية لمدى مواكبة البث الفضائي العربي للتطور العالمي، فضلا عن تقديم الباقة العربية الموحدة التي انطلقت من2004 في أطار العمل العربي المشترك بهدف تغطية مناطق العالم. 696 فضائية عربية وعرض المدير لاتحاد الإذاعات العربية تقريرا يفيد بأن عدد الفضائيات العربية ارتفع خلال عام 2009 إلى نحو 696 فضائية متنوعة بين الرياضة والأخبار والمنوعات والدين والاقتصاد. وأشار التقرير إلى أن العالم العربي شهد "طفرة غير مسبوقة" بعدد الفضائيات بسبب التسهيلات التي يلقاها المستثمرون بهذا المجال، وعدم وجود تشريعات دقيقة منظمة للقطاع ،على عكس ما هو معمول به في أنحاء أخرى من العالم وبين لدى تقديمه واقع مشهد البث الفضائي العربي خلال2009، أن هذا المشهد ينمو خلال الأعوام الأخيرة بوتيرة متسارعة ليبلغ إجمالي القنوات التي تبثها أو تعيد بثها هيئات الشبكات العربية695 قناة 599 منها للقطاع الخاص و97 للقطاع الرسمي. وأوضح أن القنوات الشاملة تأتي في مقدمة الترتيب ب210 قنوات161منها خاصة تليها قنوات الموسيقى والمنوعات ب115 قناة منها112 قناة خاصة، ثم السينما والرياضة والاقتصاد، لتحتل القنوات الإخبارية المرتبة الخامسة، أما القنوات التربوية والوثائقية والحوارية فتحتل على التوالي المراتب الثامنة والتاسعة والعاشرة. من جهة أخرى أشار مدير عام اتحاد إذاعات الدول العربية إلى تنامي القنوات الأجنبية الناطقة بالعربية والموجهة للعالم العربي، لافتا إلى أن ذلك يبين الأهمية الإستراتيجية للوطن العربي بالرغم من أن رسائل هذه القنوات وأهدافها تبقى غير عربية.