دعا العراق كبير مفتشي الأممالمتحدة عن الأسلحة لإجراء محادثات فنية في بغداد كخطوة نحو استئناف عمليات التفتيش عن الأسلحة. فقد جاء في رسالة بعث بها وزير الخارجية العراقي ناجي صبري إلى الأمين العام للأمم المتحدة كوفي أنان أن العراق يرحب بكبير مفتشي الأممالمتحدة عن الأسلحة هانز بليكس وخبرائه لمناقشة مسائل نزع السلاح المعلقة "لإرساء أساس قوي للمرحلة القادمة من أنشطة المراقبة والتتفتيش والسير قدما إلى تلك المرحلة". ولم يتسن على الفور الاتصال ببليكس للحصول منه على تعقيب.وكان نائب الرئيس العراقي طه ياسين رمضان اتهم أول أمس الولاياتالمتحدة بإعاقة الحوار بين بلاده والأممالمتحدة.ففي حوار بثته "قناة العراق الفضائية" قال رمضان إن "إدارة الشر الأميركية تعمل وبشتى الوسائل إلى إعاقة مواصلة الحوار مع الأمانة العامة للأمم المتحدة انطلاقا من سياستها الإرهابية ومواقفها العدائية تجاه العراق وسعيها المحموم للتدخل في شؤونه الداخلية".وأضاف "نحن لحد الآن لا نعتبر أن الحوار من الناحية العملية متوقف نحن نؤمن أن الحوار المبني على جوهر وروح قرارات مجلس الأمن ذات الصلة يبقى هو الحل السليم للوصول إلى حل عادل". وأوضح "إننا ندعو في حوارنا مع الأمين العام للأمم المتحدة إلى الاحتكام إلى قرارات مجلس الأمن ذات الصلة رغم جورها وظلمها" مشيرا إلى أن "العراق مؤمن أن الحوار المبني على روح وجوهر قرارات مجلس الأمن هو الحل السليم لضمان التنفيذ الأمثل بشكل كامل لهذه القرارات".وأكد أن "العراق مايزال يدعو إلى إزالة أسلحة الدمار الشامل في العالم وهو موقف ثابت ولم يتغير". وقال رمضان إن "فقرة ما يسمى بالمفتشين والتي هي إحدى الفقرات وليس كل قرارات مجلس الأمن العراق لم يرفض وجودها في جدول الأعمال ولم يرفض الحوار حولها وإيجاد حل مناسب وسلمي وبما ينطبق مع ذات قرارات مجلس الأمن".يذكر أن الأمين العام للأمم المتحدة كان قد أعلن أنه لا ينوي استئناف الحوار مع العراق إذا لم يعرب عن استعداده للسماح بعودة مفتشي نزع الأسلحة التابعين للأمم المتحدة. كما قال أنان في مقابلة صحفية إن ضربة أميركية ضد العراق ستكون خطوة "غير حكيمة". واستبعد في الوقت ذاته فكرة زيارة بغداد للتوصل إلى اتفاق مع القادة العراقيين بشأن استنئاف عمليات التفتيش لنزع الأسلحة التي قد تجنب العراق ضربة أميركية مثلما حدث في فبراير 1998. وفي واشنطن أكد الرئيس الأميركي جورج بوش أنه لايزال يعتقد بضرورة تغيير النظام العراقي إلا أنه ينوي درس "جميع الخيارات" والتحلي "بالصبر"، وذلك لدى استقباله العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني أول أمس الخميس في البيت الأبيض.وكان العاهل الأردني قد قال قبل اجتماعه بالرئيس الأميركي إن زعماء العالم يشعرون بقلق عميق من خطط واشنطن لشن حرب ضد العراق، مؤكدا أن الولاياتالمتحدة سترتكب "خطأ فادحا" إذا تجاهلت تحذيرات حلفائها. وقال إن بعض حلفاء واشنطن قد يحجمون عن التعبير علانية عن رأيهم لأن كثيرين يعتقدون أن الحرب ليست وشيكة. وفي سياق ذي صلة أصدرت السلطات العراقية أمرا "صارما" يمنع العراقيين من الاحتفال بذكرى احتلال الكويت في الثاني من غشت الذي يصادف أمس الجمعة. كما صدرت تعليمات إلى الصحف ووسائل الإعلام المرئية والمسموعة بعدم التطرق إلى هذا الحدث.وقد دعت الصحف العراقية الصادرة أول أمس الخميس الدول العربية والأجنبية التي صدرت عنها تصريحات وبيانات ترفض العدوان والتهديد به بأن تترجم مواقفها هذه إلى إجراءات عملية توقف "الحماقة الأميركية البريطانية الصهيونية وتضع حدا للاستهتار بالأرواح والدول وبالسلام العالمي".وفي هذا السياق ذكرت وكالة الأنباء العراقية أن المجلس الوطني العراقي (البرلمان) تلقى موافقات من رئيس مجلس الشورى القطري ورئيس مجلس النواب اليمني, عبرا فيها عن تأييدهما لعقد جلسة طارئة لاتحاد البرلمانات العربية لبحث "السبل الكفيلة لمواجهة التهديدات الأميركية" ضد العراق.