اتهم هانز بليكس، كبير مفتشي الأسلحة الدوليين التابعين للأمم المتحدة، الحكومة البريطانية باللجوء إلى التلفيق في ملفها المثير للجدل بشأن أسلحة الدمار الشامل العراقية. وانتقد بليكس، في مقابلة مع بي بي سي، ما وصفه بثقافة التلفيق والمبالغة معربا عن أمله في أن تتوخى الحكومات الحذر في المستقبل لدى استخدامها أجهزة الاستخبارات. وقال إنه يعتقد أن الحكومة البريطانية وضعت تفسيرا خاصا بها في ملف برامج التسلح العراقية لتبرير الحرب على العراق. وقال بليكس إن مزاعم الحكومة البريطانية بأن العراق قادر على استخدام أسلحة دمار شامل في غضون 45 دقيقة أعطى انطباعا جعل الناس يتوصلون إلى نتائج لم تكن موجودة أصلا في نص الملف. وأَضاف بليكس أن كل من بريطانيا والولايات المتحدةالامريكية بالغتا في تفسير الأدلة المتوفرة لديهما بشأن العراق قبل الاستعداد للحرب عليه. وقارن بليكس اليقين الذي أبدته واشنطن ولندن إزاء حيازة العراق لأسلحة دمار شامل باقتناع الناس في العصور الوسطى بوجود الساحرات. وأشار إلى أنه كان بوسع التحالف الانتظار والاستمرار في عمليات التفتيش لعدة أشهر أخرى، ولكن لم يكن لديهم صبر على ذلك. وأردف قائلا: إن المفتشين الأمريكيين والبريطانيين يتجولون الآن في كل مكان في العراق، وهم الذين يطالبون الآن بالصبر الذي أنكروه على المفتشين الدوليين. وكان بليكس قد أعرب عن اعتقاده الأربعاء أن العراق دمر أغلب أسلحة الدمار الشامل المتوفرة لديه إن لم يكن كلها قبل عشرة أعوام. وانتقد رئيس الوزراء البريطاني توني بلير قائلا إنه ارتكب خطأ جسيما بزعم أن الرئيس العراقي المخلوع صدام حسين يمكن أن ينشر أسلحة الدمار الشامل التي بحوزته خلال 45 دقيقة. وردا على تصريحات بليكس، قال متحدث باسم وزارة الخارجية البريطانية: إن مسألة حيازة صدام حسين لأسلحة دمار شامل حقيقة واقعة. وأضاف أن القرارات الدولية المتتالية أكدت على حيازة صدام لأسلحة الدمار الشامل التي استخدمها ضد شعبه. وفي تقرير بليكس وتحديدا صفحة 173 حديث مسهب عن تاريخ صدام في عرقلة عمل المفتشين الدوليين. وقال المتحدث إن عملية البحث عن أسلحة الدمار الشامل العراقية ستتواصل رغم الصعوبات الأمنية حاليا في العراق. وأشار المتحدث إلى أن لجنة الاستخبارات والأمن في البرلمان انتهت إلى وجود تقارير استخباراتية مقنعة بأن العراق كانت لديه برامج تسلح كيماوي وبيولوجي ونووي نشطة، وكانت لديه القدرة على إنتاج أسلحة كيماوية وبيولوجية، فضلا عن استمراره في تطوير أسلحة باليستية.