أعلن الأمين العام للأمم المتحدة كوفي عنان الثلاثاء الأخير أن بالإمكان دراسة إجراء محادثات بين العراق وكبير مفتشي أسلحة الدمار الشامل التابع للمنظمة الدولية هانس بليكس إذا التزم العراق بمتطلبات مجلس الأمن بشأن ما يتعين بحثه. وجدد أنان ترحيبه الذي أعلنه الأسبوع الماضي برسالة الحكومة العراقية التي دعت فيها للمرة الأولى كبير المفتشين إلى زيارة بغداد وإجراء محادثات تمهيدية بشأن عودة المفتشين الدوليين. ويصر العراق على أن يحضر بليكس إلى بغداد لبحث جميع القضايا المعلقة بشأن أسلحة الدمار الشامل العراقية، ولكن بليكس قال مرارا إن قرار مجلس الأمن لعام 1999 يمنعه من تحليل بيانات الأسلحة قبل عودة المفتشين لتقويم ما حدث منذ مغادرتهم العراق في دجنبر 1998 قبل ساعات من غارات شنتها مقاتلات أميركية وبريطانية. ولم يسمح العراق للمفتشين بالعودة منذ ذلك الحين. من جهتها رفضت الإدارة الأمريكية وكبار أعضاء مجلس الشيوخ دعوة العراق الكونجرس الأمريكي إلى تفقد المواقع التي يشتبه بأنها تستخدم لتطوير أسلحة الدمار الشامل، وقالوا: إنهم يريدون أفعالاً لا أقوالاً من بغداد. وقال شون ماكورماك المتحدث باسم مجلس الأمن القومي الأمريكي الإثنين 5-8-2002: ليست هناك حاجة للنقاش. إن ما تشتد الحاجة إليه هو أن ينفذ النظام في بغداد التزاماته بنزع السلاح. وقال مكورماك: إن عمليات التفتيش ليست الهدف النهائي للضغوط الدولية على العراق، لكن الهدف هو إزالة أي قدرات عراقية على تطوير أو اكتساب أسلحة الدمار الشامل. يأتي ذلك بعد ساعات من دعوة سعدون حمادي رئيس البرلمان العراقي الكونجرس الأمريكي لإرسال وفد، قال: إنه سيكون له مطلق الحرية في الدخول إلى أي موقع يزعم أنه يطور أسلحة دمار شامل. وقال حمادي: إن الوفد ستسخر له كل التسهيلات اللازمة للبحث والتفتيش في أي مصنع أو منشأة يزعم أنها تنتج أو تنوي إنتاج أسلحة كيماوية أو بيولوجية أو نووية، وإن الوفد سيكون ضيفًا على الحكومة العراقية لمدة نحو ثلاثة أسابيع. من جانبه اتهم الديمقراطي توم داشل زعيم الأغلبية في مجلس الشيوخ العراق بالمراوغة، وقال: إن بغداد تحاول صرف الأنظار عن عدم استعدادها للوفاء بالالتزامات الدولية. وقال داشل في بيان له أن الكونجرس الأمريكي لا يطلب دعوة، إنما نطلب من العراق منح فريق مفتشي الأسلحة التابع للأمم المتحدة الحرية الكاملة بلا قيود لأداء مهمتهم. وسارع جوزيف بايدن السيناتور الديمقراطي، رئيس لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ الأمريكي إلى السخرية من العرض العراقي. وقال في بيان له: يجب على العراق أن يكف عن تكتيكات التسويف، وإذا لم يكن هناك شيء يخفيه فعليه أن يذعن لقرارات مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، وأن يسمح بدخول مفتشي الأسلحة التابعين للأمم المتحدة فورًا وبلا قيد، وهو ما يرفض أن يفعله منذ نحو أربعة أعوام. ويتهم الرئيس الأمريكي جورج بوش الرئيس العراقي صدام حسين بأنه يشكل خطرًا على المنطقة، ويؤكد أنه يبحث كل الخيارات المطروحة، وأنه سيستخدم كل الوسائل المتاحة للتعامل مع الزعيم العراقي.