بعد انخراطه في الحرب ضد الحوثيين في اليمن ضمن ما يسمى التحالف العربي الذي تقوده السعودية لتثبيت الشرعية ببلاد اليمن و كذا بعثاته العسكرية المنتشرة في مجموعة من الدول الإفريقية ضمن بعثات السلام الأممية كشفت جريدة “لوموند” الفرنسية، أن المغرب قرر الإنخراط وفتح جبهة عسكرية جديدة في مواجهة جماعة “بوكو حرام” النيجيرية،التي أعلنت ولائها لتنظيم ‘داعش' مؤخراً. وأوردت الجريدة حسب مصادرها أن المغرب سيقدم معدات عسكرية لدولة النيجر التي تستهدفها الجماعة المتشددة التي تتمركز في شمال نيجيريا. و عن مصدر حكومي مغربي نقلت “لوموند” ، أن الملك محمد السادس وافق على دعم دولة النيجر في مواجهة الجماعة المتشددة “بوكو حرام”، من خلال تقديم معدات عسكرية وأمنية مؤهلة. ويأتي هذا بعد أسابيع من الزيارة التي قام بها كل من الوزير المنتدب في الخارجية “ناصر بوريطة” و مدير الإدارة العامة للدراسات والمستندات ياسين المنصوري،إلى نيجيريا بتكليف من الملك محمد السادس والتقوا فيها بالرئيس النيجيري ‘محمد بوخاري' الذي يعد من أكير داعمي جبهة البوليساريو. المهتمون بالجماعات الإسلامية اعتبروا أن دخول المغرب على الخط لمحاربة الجماعة النيجيرية المتشددة يأتي بعد ورود معلومات استخباراتية تتحدث عن نشاط لجماعات إرهابية ناشطة بمنطقة الساحل وافريقيا، والأراضي الليبية، وسعي أمرائها الى توحيد صفوفها والدخول تحت عباءة تنظيم “بوكو حرام” الذي تزايد نفوذه في الفترة الأخيرة بالمنطقة بعد إعلان ولائه لأبي بكر البغدادي وتنظيم ‘داعش' وبالتالي التوسع إلى شمال إفريقيا. و يتعلق الأمر بتنظيمات تنشط في شمال مالي تضم مقاتلين من تونس والجزائر والمغرب وموريتانيا والسودان، كأنصار الدين وأجناد الساحل و “الملثمون”. وعقد امراء الارهاب بالمنطقة، اجتماعا قبل ايام في منطقة غرب ليبيا، للتباحث في امر توحيد التنظيمات وفق استراتيجية، تسمح لهذه التنظيمات بالحفاظ على استقلاليتها في مناطق تواجدها، والتنسيق في ما بينها في تنفيذ عمليات نوعية في المناطق التي تكون معنية، خاصة بعد سيطرة “داعش” على الارض في مناطق مهمة بليبيا، مما يسمح للتنظيمات بالتنقل بحرية وضمان معسكرات تدريب للمقاتلين والمجندين الجدد. وأشارت تقارير أمنية، الى أن الخطر والتحديات الأمنية التي ستواجهها تونس والجزائر و المغرب في المرحلة المقبلة ، يكون مصدرها تنظيم “بوكو حرام” الذي يرغب في توسيع رقعة نشاطه، خاصة مع توفر بعض الطرق التي تسمح له بتحقيق مكاسب وتنفيذ عمليات ارهابية كبيرة، تعزز نفوذه في تنظيم “داعش” من خلال استغلال “الحراكة” الافارقة. ويرى خبراء أمنيون أن “بوكو حرام” ومنذ اعلان ولائه ل”داعش” يبحث عن منطقة نفوذ في المغرب العربي وشمال افريقيا، ليتمكن من ايجاد بوابة نحو أوروبا لتسهيل عملية نقل الافارقة الذين يرغبون في الهجرة الى أوروبا، لتحقيق مكاسب مالية واستغلالهم ايضا في مجال المعلومات وتجنيد العديد منهم.