يتطلع المغرب وهو يحتضن نهائيات الدورة الثالثة عشرة لكأس إفريقيالاللأمم للسيدات في كرة القدم، التي ستنطلق يوم 2 يوليوز المقبل، إلى كسب رهان التنظيم وتتويج مشاركته الثالثة في نهائيات هذا العرس القاري بإحراز أول لقب في تاريخ الكرة المغربية. وتصبو الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم، التي وفرت كل الإمكانيات والظروف الملائمة، إلى تنظيم "أفضل دورة لهذه الكأس القارية في تاريخ الكونفدرالية الإفريقية لكرة القدم". والأكيد أن اختيار المغرب لاحتضان المنافسات يعد بمثابة تتويج للمملكة على المجهودات التي بذلتها في السنوات الماضية لتطوير كرة القدم النسوية. وسيتبارى المنتخب المغربي ،الذي تنحصر تجربته في نهائيات هذا الحدث القاري في مشاركتين فقط (الإقصاء من الدور الأول سنتي 1998 و2000) ، ضمن دور المجموعات في المجموعة الأولى مع ثلاثة منتخبات لا تمتلك بدورها خبرة كبيرة في المسابقة وهي بوركينا فاسو، الحاضر لأول مرة في النهائيات وأوغندا ،الذي ستكون هذه مشاركنه الثانية ، ثم السنغال، الذي سيخوض نهائيات كأس إفريقيا للأمم للمرة الثالثة بعد دورتي 1991 و 2012. وكان مدرب لبؤات الأطلس ، اللاعب الدولي الفرنسي السابق رينالد بيدروس، قد قال عقب عملية سحب القرعة "منذ أزيد من سنة ونصف، كان هدفنا واضحا، وهو أن نقدم أداء جيدا ونسجل نتيجة إيجابية (...) ، وهي التأهل على الأقل للمربع الذهبي، وبالتالي بلوغ نهائيات كأس العالم. وأضاف "هدفنا الأول هو التأهل إلى كأس العالم، وستكون لأول مرة في تاريخ المنتخب المغربي النسوي، لذلك يجب تحقيق هذا المبتغى. بعد ذلك، إذا وصلنا إلى المربع الذهبي، فيمكننا فعل أي شيء ونعتقد أنه يمكننا الفوز بلقب كأس إفريقيا للأمم". ويذكر أن المنتخبات الأربعة التي ستخوض نصف النهاية ستتأهب بشكل مباشر إلى كأس العالم للسيدات ، المقرر في الفترة ما بين 20 يوليوز و20 شت 2023 في أستراليا ونيوزيلندا. وحتى تكون النخبة الوطنية في مستوى هذا الرهان المزدوج (تنظيم الدورة وإحراز اللقب) فقد استعدت بشكل جيد من شأنه أن يمكنها من تجاوز الدور الأول الذي توقف عنده مشوارها في الدورتين اللتين خاضت نهائيتيهما (1998 و2000)، بل والذهاب إلى آخر المشوار. ولإدراك هذا المبتغى شارك المنتخب المغربي النسوي في مجموعة من الدوريات منها الدوري الدولي الودي الذي نظمه الإتحاد المالطي لكرة القدم في فبراير الماضي ، حيث تمكن تحقيق فوزين، الأول على منتخب مالطا بهدف نظيف والثاني على منتخب مولدوفيا بنتيجة أربعة اهداف للاشىء. كما خاض مؤخرا مجموعة من المباريات الودية فاز فيها على منتخب غامبيا بستة أهداف لواحد وعلى منتخب غانا بهدفين نظيفين ثم تغلب وديا أيضا على نظيره الكونغولي بسبعة أهداف نظيفة وتعادل مع منتخب زامبيا بهدف لمثله. وانطلقت أولى دورات كأس إفريقيا للأمم لكرة القدم للسيدات سنة 1991 وكانت تجرى على شكل بطولة ذهابا وإيابا (1991 و1995) وعرفت مشاركة ثمانية منتخبات فقط. وفي 6 غشت 2015، قررت اللجنة التنفيذية للكونفدرالية الإفريقية لكرة القدم تغيير اسم المسابقة من البطولة الإفريقية للسيدات إلى كأس إفريقيا للأمم للسيدات، على غرار مسابقة الذكور( كأس إفريقيا للأمم طوطال). وحظي منتخب نيجيريا بشرف نيل لقب أول دورة من كأس إفريقيا للأمم للسيدات بفوزه في النهاية على منتخب الكاميرون ذهابا 2-0 وإيابا 4-0. كما نالت نيجيريا شرف احتضان أول دورة للكأس القارية بشكلها الحالي وكان ذلك سنة 1998 وأحرز منتخبها اللقب عقب تفوقه في المباراة النهائية على منتخب غانا بهدفين دون رد. ويعد منتخب نيجيريا الوحيد الذي شارك في جميع دورات كأس إفريقيالاللأمم للسيدات منذ انطلاقها وانتزع اللقب 11 مرة من أصل 13 (1991 و1995 و1998 و2000 و2002 و2004 و2006 و2010 و2014 و2016 و2018 ، فيما ظفر منتخب غينيا الاستوائية بالدورتين الأخريين سنتي 2008 على حساب منتخب جنوب فريقيا (2-1) و2012 بتفوقه في النهاية على ذات المنتخب (4-0). وتملك أسطورة منتخب نيجيريا ،بيربيتوا نكوشا، الرقم القياسي من حيث أهداف المسابقة القارية برصيد 11 هدفا سجلتها في دورة 2010 التي احتضنتها بلادها وتوجت بلقبها، بعدما كانت حققت الإنجاز ذاته في دورتي 2004 (تسعة أهداف) و2006 (سبعة أهداف). وعرفت دورة 1998 التي نظمتها نيجيريا، تأهل المنتخب المغربي لأول مرة، غير أن مشواره توقف عند دور المجموعات حيث تعثر أمام منتخب البلد المضيف ،نيجيريا بحصة 0-8 وانهزم أمام نظيره المصري 1-4 قبل أن يتعادل في آخر مباراة عن المجموعة الأولى مع منتخب الكونغو 0-0. كما كانت المشاركة في دورة 2000 بجنوب إفريقيا غير موففقة أيضا، حيث خرج المنتخب النسوي المغربي من الدور الأول عقب انهزامه ،وهذه المرة في مباريانه الثلاث، على التوالي أمام منتخبات الكاميرون (1-4) ونيجيريا (0-6) ثم غانا (0-3). ولم تنجح المنتخبات الخمسة المصنفة ضمن العشرة الأوائل على الصعيد القاري من بلوغ نهائيات كأس إفريقيا للأمم الحالية بعدما خرج منتخب غانا ،صاحب المركز الرابع قاريا، من الإقصائيات المؤهلة للمسابقة على الرغم من أنه حل ثانيا في دورات 1998 و2002 و2006. بدوره لم يكمل منتخب كوت ديفوار، المصنف خامسا، المشوار حتى نهايته ، فضلا عن حامل لقب دورتي 2008 و2012 والمصنف سادسا، منتخب غينيا الإستوائية. أما المنتخب الجزائري ،المصنف تاسعا قاريا، والذي كان ييمني النفس بالتواجد للمرة السادسة في نهائيات العرس الإفريقي، فأقصي من الدور الحاسم على يد منتخب جنوب إفريقيا . والمصير ذاته لقيه منتخب مالي، صاحب المركز العاشر قاريا ، الذي فشل في حجز مقعد له في النهائيات. وأوقعت قرعة نهائيات بطولة إفريقيا لكرة القدم للسيدات، التي جرت عملية سحبها أبريل الماضي بالرباط، المنتخب المغربي (77 عالميا) في المجموعة الأولى إلى جانب منتخبات بوركينا فاسو (137 عالميا) والسينغال (89 عالميا) وأوغندا (157 عالميا). وضمت المجموعة الثانية منتخبات الكاميرون (52 عالميا و2 إفريقيا) وزامبيا (103 عالميا) وتونس (72 عالميا) والطوغو(115 عالميا)، فيما جمعت المجموعة الثالثة منتخبات نيجيريا ،حامل اللقب، (الأول إفريقيا و39 عالميا) وجنوب افريقيا (54 عالميا) وبوروندي (غير مصنف) وبوتسوانا (154 عالميا).