يسير الكاتب الأول للاتحاد الاشتراكي ادريس لشكر بثبات نحو الاستمرار في الزعامة لولاية ثالثة، خاصة بعد الدعم القوي الذي تلقاه من أعضاء المكتب السياسي للحزب، والتفاف فئات واسعة من المناضلين في مختلف الأجهزة الحزبية والتنظيمات الموازية للحزب، حوله. مصادر قيادية تحدثت لجريدة Rue20، عبرت عن دعمها للشكر جراء المكاسب التي حققها للحزب منذ توليه الزعامة قبل حوالي عشر سنوات، والتي تتمثل بالخصوص في وقف نزيف الانشقاقات التي عانها الحزب لفترة طويلة، وإعادة الحزب إلى صدارة المشهد السياسي والانتخابي وهو ما تكرس خلال الاستحقاقات الانتخابية لثامن شتنبر 2021. المصادر ذاتها، عبرت بصراحة عن تخوفاتها من أن يتم التفريط في المكتسبات التي تحققت، وهو ما يفسر دعوتها الكاتب الأول إلى الترشح لولاية ثالثة. ويعقد حزب الاتحاد الاشتراكي يومي الجمعة والسبت المقبلين (28و29يناير) ببوزنيقة، مؤتمره الوطني الحادي عشر برهانات سياسية وتنظيمية تتجلى في تحصين المكتسبات التي حققها في السنوات الأخيرة، خاصة فيما يتعلق بعودته القوية إلى المشهد الانتخابي، والانفتاح على الفعاليات والطاقات الموجودة في المجتمع في إطار المرونة في استقطاب الكفاءات وفاعلين جدد، بما يجعله قوة فاعلة ومؤثرة في المجتمع. وخصص حزب الاتحاد الاشتراكي 300 مليون سنتيم لعقد مؤتمره الذي يتوقع أن يحضره 1300 مؤتمر. وكشف المكتب السياسي لحزب الاتحاد الاشتراكي، في ندوة صحفية عقدها اليوم الثلاثاء بالرباط، أن عدد المؤتمرين الذين سيحضرون المؤتمر الوطني الحادي عشر سيكون في حدود 1300 مؤتر سيتم انتخابهم وفق قواعد الديمقراطية والشفافية، مبرزا أن المعيار المحدد لانتخاب المؤتمرين يستند إلى عدد الأصوات المحصل عليها في استحقاقات 8 شتنبر ، والنتائج التي حصل عليها الحزب على مستوى كل اقليم، إلى جانب المؤتمرين بالصفة( أعضاء المحلس الوطني، برلمانيون...). وأوضح المكتب السياسي أن الحزب سيتوجه نحو المؤتمر بجبهة داخلية قوية، مقللا من شأن الخلافات القائمة حول طريقة التحضير للمؤتمر والتي اثارها بعض المرشحين المنافسين لادريس لشكر. وبخصوص الدعاوى القضائية المرفوعة ضد الحزب، قال المكتب السياسي إن التحضير للمؤتمر تم ويتم وفقا للمساطر القانونية كما هو الشأن دائما بالنسبة للحزب، و" نحن في دولة الحق والقانون، وكل من يرى أو يعتبر أن ثمة خللا في التحضير من حقه أن يلجأ إلى القضاء" وأعلن المكتب السياسي أنه بالنظر إلى ظروف الأزمة الصحية السائدة في ظل استمرار انتشار كوفيد 19، لن يتم استدعاء الضيوف من داخل وخارج المغرب وسيتم الاكتفاء بتلاوة رسائل الضيوف، كما سيتم اعتماد 12 منصة جهوية( سيتم ادماج جهة العيون والداخلة في جهة واحدة وتقسيم جهة الدارالبيضاء إلى منصتين: الجديدة وبنسليمان) وبخصوص الجدل الكبير الذي اثاره موضوع الولاية الثالثة، اعلن جواد شفيق، عضو المكتب السياسي، أن الولاية الثالثة لم تحظ سوى بنقاش هامشي طيلة مسار التحضير للمؤتمر، مضيفا أن النقاش انصب حول القضايا والتحديات الجوهرية المطروحة على الحزب وعلى البلاد. واكد أن مسألة الولاية الثالثة لم تحظ باهتمام واسع سوى في الإعلام الوطني. وأشار شفيق إلى أن المقرر التنظيمي ينص على تمديد فترة اشتغال الأجهزة الحزبية التنفيذية لولاية ثالثة حتى لا تتعطل وتضمن الاستمرارية في العمل. وأفاد أن تفعيل ذلك رهين بمصادقة المؤتمر على المقرر . واستعرض شفيق المسار الإيجابي الذي عرفه الحزب في السنوات الأخيرة، والتي توجت بحصول الحزب على الرتبة الرابعة في الانتخابات التشريعية الأخيرة وهو مسار ينبغي أن يتواصل في أفق تعزيز مكانة الحزب في المشهد السياسي الوطني.