| الجرف الأصفر / جمال بورفيسي عززت مجموعة الشريف للفوسفاط، الرائدة عالميا في مجال الفوسفاط ومشتقاته، تدابير السلامة والصحة والأمن الصناعي، بالمركب الكيماوي للجرف الأصفر، بالموازاة مع الجهود الكبيرة التي بُذلت في السنوات الأخيرة على مستوى رفع القدرات الإنتاجية لهذا العملاق الكيماوي التي تصل إلى 40 مليون طنا سنويا من الفوسفاط. البعد البيئي... أولوية قصوى أكد المهدي قباج، المسؤول عن مصلحة البيئة بالمجمع الصناعي، الذي يعتبر واحدا من أكبر المجمعات الكيماوية في العالم، أن صحة وسلامة العاملين بالمركب وهاجس الحفاظ على المحيط البيئي، توجد في صلب اهتمامات المجموعة، مشيرا إلى أنه منذ 2010 تم تطبيق برنامج بمثابة خارطة طريق للأمن الصناعي والصحة والسلامة، ومشددا على أن البعد البيئي يحظى بالأولوية في البرامج الاستثمارية للمركب. وعاين موقع Rue20، خلال زيارة ميدانية للمنصة الصناعية للجرف الأصفر، كيف يُترجم هاجس الأمن الصناعي على أرض الواقع، حيث روعي في إنجاز أنبوب نقل الفوسفاط من خريبكة إلى الجرف الأصفر، والذي عوض القطار، البعد البيئي. وقد اتخذت الإدارة كل الوسائل والشروط لضمان سلامة الأشخاص والبيئة، حيث تم تجهيز المركب بوحدة متنقلة تتوفر على أجهزة قياس التلوث، في إطار تعزيز الأجهزة الأخرى لقياس التلوث المتوفرة في كل الوحدات الإنتاجية بالمركب. " فلا تهاون في هذا المجال"، يؤكد المسؤول عن مصلحة البيئة، مضيفا أنه في حال "إذا سجلت نسبة ثلوث مرتفعة يتم التدخل فورا لاتخاذ التدابير اللازمة لمعالجة مكامن الخلل. الوعي البيئي كان دائما حاضرا بقوة لدى مجموعة المكتب الشريف للفوسفاط ، فقد سبق أن اعتمدت نظام سولفاسيد للاستثمار البيئي ،على مستوى المنصة الصناعية للجرف الأصفر وآسفي. إنها تقنية مبتكرة تساهم في تخفيض انبعاثات ثاني أوكسيد الكبريت. وهذه التقنية الجديدة التي تشكل سابقة في صناعة حامض الكبريت، استلزم غلافا استثماريا بقيمة 550 مليون درهم، وهو ما مكن من تقليص انبعاث الغازات بنسبة 98 في المائة . و يندرج برنامج سولفاسيد في إطار تفعيل طموح الريادة البيئية و الاقتصاد الدائري لمجموعة المكتب الشريف للفوسفاط ، إذ يتوقع لاحقا تنفيذ العديد من الابتكارات و مشاريع التميز البيئ. وتلائم تقنية سولفاسيد، التي تعتبر سابقة على المستوى العالمي ،عمليات إنتاج حامض الكبريت، حيث يتعلق الامر في الواقع، بإدماج نظام لغسل الغاز الإضافي، المصمم للحد من انبعاث غاز ثاني أوكسيد الكبريت، حيث يسترد النظام الغاز المنبعث من الوحدة ويعمل على تحويله إلى حامض الكبريت. أكبر منصة صناعية على المستوى القاري تعتبر المنصة الصناعية للجرف الأصفر، أضخم منصة على الصعيد القاري ، تقع على الساحل الأطلسي على بعد 80 كيلومترا جنوبالدارالبيضاء و17 كيلومترا، بالجنوب الغربي لمدينة الجديدة الواقعة على شاطئ المحيط الأطلسي. وتمتد المنصة على مساحة 1800 هكتارا، ويحيط بها سور على طول 22 كلم. تشغل المنصة 5000 موظف، إضافة إلى 10 ألف متعاقد. ويتمثل النشاط الرئيسي للمنصة في إنتاج الحامض الفوسفوري والأسمدة. وتقول أمينة جمال الدين، المسؤولة عن تدبير الوفود والزيارات بالمركب ، إن الأخير عرف توسعا منذ سنة 1986 ، من خلال إبرام شراكات، أهمها أورو مغرب فوسفور "إيمافوس" المتخصصة في إنتاج الحامض الفوسفوري، إضافة إلى اتفاقيات شراكة مع مجموعة بيرلا الهندية، قصد إنجاز مشروع مشترك لتشييد وحدة لإنتاج الحامض الفسفوري بالجرف الأصفر تبلغ طاقتها 330 ألف طن في السنة من الأندريد الفسفوري، في شهر مارس. وبموجب هذه الاتفاقية، تم إنشاء شركة هندو مغرب فسفو(إيماسيد( من طرف مجموعة الشريف للفوسفاط، غضافة إلى إبرام شراكة مع باكستان تم على إثره تأسيس شركة پاكستان مغرب فوسفاط. وتضيف أمينة أنه في سنة 2008 ، تم اعتماد استراتيجية بهدف رفع القدرات الانتاجية للمركب الصناعي، مع تقليص كلفة الإنتاج، ومن هذا المنظور تم إنشاء أنبوب لنقل الفوسفاط من خريبكة إلى الجرف الأصفر طوله 187 كلم. هناك أربع وحدات متكاملة تضمن جميع سلسلة إنتاج، من الحامض الكبريتي والفوسفوري والأسمدة، ينتج مليون طنا سنويا من الأسمدة ، ويتوفر على قدرة تخزين بسعة 200 ألف طنا. وينتج المركب 89 في المائة من حاجياته من الطاقة في أفق الوصول إلى 100 في المائة في القريب العاجل. ويعتمد المركب على تحلية ماء البحر لتلبية حاجياته المتزايدة من الماء. وتبذل المجموعة جهودا كبيرة من بلوغ 100 في المائة من المياه عبر استعمال تحلية مياه البحر. وقدتم إنشاء محطة لتحلية مياه البحر بمركب الجرف الأصفر، بهدف التقليل من الاعتماد على المصادر الطبيعية من المياه العذبة، إذ تحتاج منشآت الصناعات الفوسفاتية كميات ضخمة من المياه. ويشكل ميناء الجرف الأصفر المحاذي للمركب الكيماوي الشريان الرئيس للمركب، فمنه يتم شحن الفوسفاط ومشتقاته نحو الوجهات العالمية، ومنه تمر المواد الأولية الضرورية لإنتاج اللأسمدة. هذا الميناء ، الذي يقع على بعد 17 كم جنوب مدينة الجديدة و 120 كم جنوب غرب مدينة الدارالبيضاء يعتمد على تصدير وتوريد وتصنيع المواد المعدنية والطاقات المتنوعة. انخراط متواصل في برامج اجتماعية إن مجموعة المكتب الشريف للفوسفاط، بصفتها قاطرة للاقتصاد الوطني، تضطلع بدورها كاملا كمقاولة مواطنة. وينعكس هذا التوجه في المبادرات العديدة التي تقوم بها، وخصوصا تلك التي تروم تعزيز التنمية المحلية وإنشاء المقاولات. وأكد عبد الإله محسن، منسق مبادرات act for Comunity ، الانخراط القوي للمجموعة في العمل الاجتماعي والإنساني، بدءا من دعم تمدرس الأطفال والفتيات بالخصوص و تعزيز البنيات التحتية الأساسية، وتوفير التجهيزات في المؤسسات التعليمية وتجهيزها بالمرافق الضرورية ، إضافة إلى تجهيز المراكز الاستشفائية ودعم التعاونيات. واستحضر عبد الاله محسن، كذلك، نجاح فريق من مجموعة المكتب الشريف للفوسفاط على مستوى موقع الجرف الأصفر، خلال انتشار جائحة كوفيد 19، من تطوير منتوج منظف ومعقم لليدين ولأدوات العمل موجه للاستخدام الداخلي، وذلك في إطار التدابير المتعلقة بحماية العاملين بهذا الموقع الصناعي الهام . في سنة 1965، ومع بدء اشتغال كيماويات المغرب بأسفي، ستصبح المجموعة أيضا مصدرا لمشتقات الفوسفاط. وستمر سنة1998 إلى مرحلة جديدة بالشروع في إنتاج الحامض الفسفوري المخلص وتصديره. بالموازاة، تدخل المجموعة في شراكات متعددة مع فاعلين صناعيين في القطاع، داخل المغرب وخارجه.