تمكن المجمع الشريف للفوسفاط من أن يصير مجموعة رائدة على المستوى العالمي بفضل الاستراتيجية الصناعية التي انتهجها وجعلته يفرض نفسه كمجموعة رائدة في سوق صناعة المنتجات الفوسفاطية ذات القيمة المضافة العالية. كما ولجت المجموعة حقبة عملية صناعية جديدة مع برنامج استثمار طويل الأمد يهدف إلى توسيع قدرة إنتاج الفوسفاط والأسمدة، وتقليص التكاليف، والاستثمار في البحث والتطوير، وزيادة النطاق الدولي للمجموعة. تطلب تنفيذ استراتيجية المجمع الشريف للفوسفاط تحولا صناعيا في العمل، ليس فقط لأدوات الإنتاج، ولكن أيضا للممارسات والعمليات الصناعية، من خلال تجميع الأساليب والممارسات المطورة داخليا. فضلا عن أفضل الممارسات الدولية. وهكذا وجد المجمع الشريف للفوسفاط الطريق نحو نظام إنتاج عالمي ومتسق خاص به يخدم كلا من الطموح العالمي واستراتيجية التميز للمجموعة ويرتكز على ثلاثة مرتكزات أساسية هي تعزيز القدرات والتحكم في التكاليف والمرونة. واستطاعت المجموعة تنزيل استراتيجيتها على أرض الواقع عبر الاستثمار في المستقبل من خلال ثلاثة مشاريع كبرى، من ضمنها خط نقل لباب الفوسفاط وتعزيز البنيات التحتية المينائية، وتطوير قاعدة صناعية ذات مستوى عالمي، من قبيل المركب الصناعي للجرف الأصفر، الذي شهد تدشين المحطة النهائية لأنبوب نقل لباب الفوسفاط، ومصنع جديد لإنتاج الحامض الفوسفوري انطلاقا من لباب الفوسفاط، ومركز للكفاءات الصناعية. وتنخرط المشاريع الجديدة ضمن مخطط شمولي لتنمية القدرات الصناعية للمجمع الشريف للفوسفاط، والذي يهدف عبر تخصيص 145 مليار درهم من الاستثمارات في أفق 2025، إلى مضاعفة قدرة استخراج الفوسفاط إلى 55 مليون طن، وتحسين الإنتاجية والتقنيات الصناعية بهدف خفض التكاليف بنسب تتراوح بين 30 و40 في المائة. أنبوب نقل الفوسفاط.. اقتصاد وحفاظ على البيئة تشكل تكنولوجيا نقل لباب الفوسفاط عبر الأنابيب، ثورة في مجال نقل الفوسفاط، إذ تغير في العمق سلسلة الإنتاج الصناعي للمجموعة من خلال توجيه نقل الفوسفاط نحو نظام مندمج ومتكامل للباب الفوسفاط بين الحوض المنجمي لخريبكة والموقع الصناعي للجرف الأصفر، وهو ما سيسمح بنقل 38 مليون طن من الفوسفاط سنويا من مناجم خريبكة نحو وحدات التثمين بالجرف الأصفر، وسيمكن اندماج أنشطة الاستخراج وتثمين وتحويل الفوسفاط، من مواكبة مضاعفة قدرات الإنتاج المنجمي، وسيضمن تطويرا لمرونة سلسلة تزويد وحدات إنتاج الحامض الفوسفوري مع تقليص كلفة الفوسفاط الموجه إلى الجرف الأصفر بنسبة 45 في المائة. وستسمح عملية نقل لباب الفوسفاط عبر الأنابيب باقتصاد 3 ملايين متر مكعب من المياه سنويا بفضل المحافظة على الرطوبة الطبيعية للفوسفاط المستخرج، كما سيكون لها أثر إيجابي على البيئة، من خلال تقليص انبعاثات ثاني أوكسيد الكربون بحوالي 930 ألف طن سنويا، واقتصاد 160 ألف طن من الفيول سنويا، وتعزز هذه الرؤية المسؤولة بيئيا، التي تعد العمود الفقري لاستراتيجية المجمع الاقتصادية، النموذج التدبيري للمجموعة. بالمقابل، كلف إنجاز هذا الأنبوب غلافا استثماريا بقيمة 4.5 مليارات درهم، وأقيم على مسافة 235 كيلومترا، ويعبر ثلاثة أقاليم تشمل كلا من خريبكة وسطات والجديدة فضلا عن 23 جماعة ترابية، وتكفلت بإنجازه أزيد من 50 شركة تعاقدت مع شركة «تكفن» التركية، منها 36 شركة محلية، شغلت أزيد من 3017 مستخدما منهم 2382 مستخدما مغربيا، ويطمح إلى تقليص تكاليف نقل الفوسفاط بنسبة 90 في المائة، والاستجابة المرنة للارتفاع المتزايد للطلب على الفوسفاط. المحطة النهائية.. مزيدا من التنافسية تؤمن المحطة النهائية لأنبوب نقل الفوسفاط، الاستقبال والتخزين المؤقت للباب الفوسفاط المنقول عبر الأنبوب الرئيسي من خريبكة إلى الجرف الأصفر، وتزود مجموع وحدات تثمين وتصفية وتجفيف الفوسفاط الخام الموجه نحو التصدير. وتتشكل هذه المحطة النهائية، التي تعد آخر حلقة في أنبوب نقل لباب الفوسفاط، من محطة للصعق خاصة بتخفيف ضغط لباب الفوسفاط عند وصوله، و8 أحواض للاستقبال وتخزين لباب الفوسفاط بسعة 5500 متر مكعب لكل حوض، وشبكة لتوزيع لباب الفوسفاط، تزود منصة مجمع الفوسفاط الصناعية بالجرف الأصفر، وهو ما يمنحها قدرة إجمالية للتخزين تعادل 44 ألف متر مكعب، تمنح للمجموعة مزايا تنافسية على المستوى الإنتاجي، وتمكنها من مرونة كبيرة بالسوق العالمي للفوسفاط ومشتقاته. وتمتد تجهيزات هذه المحطة النهائية على مساحة 6 هكتارات في قلب موقع المجمع الشريف للفوسفاط بالجرف الأصفر، وتشمل تجهيزاتها أيضا صهريجا لتخزين مياه الصعق، وحوضا لتلقي مياه الصعق، زيادة على قاعة لمراقبة تجهيزات التوزيع وتزويد وحدات الإنتاج في الجرف الأصفر بلباب الفوسفاط. وفي هذا الإطار، مكن إنجاز هذه المحطة النهائية، من تعبئة موارد مالية وبشرية هامة ترجمت عبر استثمار إجمالي بقيمة 800 مليون درهم، وتوفير حوالي نصف مليون عمل- شخص طيلة مراحل تصميمها وإنجازها. مصنع الحامض الفوسفوري.. مرونة عالية للإنتاج بموازاة إنجاز مشروع أنبوب نقل الفوسفاط، افتتح المجمع مصنعا جديدا لإنتاج الحامض الفوسفوري انطلاقا من لباب الفوسفاط الموزع على مستوى المحطة النهائية. وتصل القدرة الإنتاجية للمصنع إلى450 ألف طن من الحامض الفوسفوري سنويا، ستساهم في الرفع من إنتاج الحامض الفوسفوري بمركب الجرف الأصفر من جهة، وضمان مرونة عالية للإنتاج وتحسنا ملحوظا للمردودية من جهة أخرى. ويعد هذا المصنع الجديد، الأول من نوعه الذي يستعمل لباب الفوسفاط المنقول عبر الأنابيب، ويعتمد على أحدث التكنولوجيات الخاصة بإنتاج الحامض الفوسفوري، مما يجعل أنشطته الإنتاجية تتطابق مع معايير الإنتاج النظيف والإيكولوجي. وتطلب إنجازه غلافا استثماريا بقيمة 700 مليون درهم، ويتكون من خزان لتجميع لباب الفوسفاط، وعدة وحدات لتكثيف هذا اللباب، ومفاعل، وأربع وحدات للتقطير، إلى جانب وحدات للتبريد وغسل الغاز. كما تعكس هذه الاستثمارات الصناعية للمجموعة إرادتها الهادفة إلى تحقيق التكامل مع مختلف السياسات العمومية، التي تتضمنها الاستراتيجية الوطنية للتسريع الصناعي. ويشكل المصنع الجديد لإنتاج الحامض الفوسفوري بالجرف الأصفر جزءا متكاملا ومندمجا من نظام الإنتاج المندمج والمتكامل للمجموعة، ويتوجه نحو تعويض فارق الإنتاج على مستوى ورشة إنتاج الحامض الفوسفوري خلال أشغال تكييف خطوط الفوسفوريك الحالية مع استعمال لباب الفوسفاط، ورفع قدرات إنتاج الحامض الفوسفوري والأسمدة بمنصة الجرف الأصفر. مركز الكفاءات.. نحو تنمية المهارات الصناعية لدعم توجهها الرامي إلى تعزيز مجال التكوين، افتتحت المجموعة مركزا للكفاءات الصناعية بالجرف الأصفر، يهدف إلى تنمية المهارات الصناعية، عبر توفير تكوينات لفائدة المتعاونين والملتحقين الجدد بالمجموعة والصناعيين، وأيضا لفائدة المناولين وصناعيي مركب الجرف الأصفر، وذلك في مجالات الميكانيك، وتقنيات الإلكترونيك، وعمليات إنتاج الحامض الفوسفوري، وغيرها. ويستجيب مركز الكفاءات الصناعية، الذي سيمكن من استقبال 1200 متدرب في اليوم، للمعايير الدولية على مستوى التكوين الصناعي. حيث جهز بعدة وسائل تكنولوجية دقيقة من قبيل التعليم الإلكتروني، وورشات مجهزة، وقاعات للاختبار..). ويعد المركز الجديد، عنصرا أساسيا لتطوير مستوى الخبرات وثقافة الفعالية، الضروريتين لمواكبة التحول الصناعي الذي تشهده المجموعة إضافة إلى تطوير منظوماتها الصناعية، كما يعزز سياسة تثمين الكفاءات، الانشغال الدائم لتقاسم المعارف ونقل الخبرات مع القارة الإفريقية، ويعزز ريادة المجموعة للسوق العالمية لصناعة الفوسفاط، والتي ترتكز أساسا على معايير الإنتاجية والمردودية، وتثمين الرأسمال اللامادي وخلق القيمة المضافة. ولدعم هذه الرؤية، حظي مركز الكفاءات الصناعية – الجرف الأصفر، الذي تطلب إنجازه غلاف قدرت 196 مليون درهم ويمتد على مساحة 3.7 هكتارات، بكافة التجهيزات الضرورية لمختلف الوحدات الصناعية، وذلك وفق المعايير الدولية المعتمدة في هذا المجال.