يعتبر المجمع الشريف للفوسفاط مجموعة رائدة على المستوى العالمي في مجال إنتاج هذه المادة الحيوية، حيث تمكن، من خلال استراتيجية صناعية واضحة المعالم، من فرض نفسه في سوق صناعة المنتجات الفوسفاطية ذات القيمة المضافة العالي. وتعززت هذه الريادة بفضل انخراط المجموعة في مرحلة عملية صناعية جديدة، ترتكز على اعتماد برنامج استثمار طويل الأمد يهدف إلى رفع قدرة إنتاج الفوسفاط بمرتين والأسمدة بثلاث مرات، وتقليص التكاليف، والاستثمار في البحث والتطوير، وزيادة التوسع على المستوى الدولي. تمكن المجمع الشريف للفوسفاط من تنزيل استراتيجيته على أرض الواقع عبر الاستثمار في المستقبل، من خلال ثلاثة مشاريع كبرى، من ضمنها خط نقل لباب الفوسفاط وتعزيز البنيات التحتية المينائية، وتطوير قاعدة صناعية ذات مستوى عالمي، من قبيل المركب الصناعي للجرف الأصفر، الذي دشن به الملك محمد السادس، يوم الخميس المنصرم، المحطة النهائية لأنبوب نقل لباب الفوسفاط، ومصنعا جديدا لإنتاج الحامض الفوسفوري انطلاقا من لباب الفوسفاط، ومركزا للكفاءات الصناعية. وتطلب تنفيذ استراتيجية المجمع تحولا صناعيا في العمل، ليس فقط، لأدوات الإنتاج، ولكن أيضا للممارسات والعمليات الصناعية، هكذا وجد المجمع الشريف للفوسفاط، من خلال تجميع الأساليب والممارسات المطورة داخليا، فضلا عن أفضل الممارسات الدولية، الطريق نحو نظام إنتاج عالمي ومتسق خاص بالمجمع يخدم كلا من الطموح العالمي واستراتيجية التميز للمجموعة، ويرتكز على تعزيز القدرات والتحكم في التكاليف والمرونة. وفي هذا الصدد، أشرف الملك محمد السادس، بالمركب الصناعي للجرف الأصفر، على تدشين المحطة النهائية لأنبوب نقل لباب الفوسفاط التي تربط بين خريبكة والجرف الأصفر، والمصنع الأول لإنتاج الحامض الفوسفوري انطلاقا من لباب الفوسفاط، ومركز الكفاءات الصناعية، وهي بداية تنفيذ استراتيجية المجموعة على أرض الواقع، والتي ينتظر أن تكلف 145 مليار درهم حتى حدود سنة 2025، خصصت منها استثمارات بقيمة 5.45 مليار درهم (545 مليار سنتيم) لإنجاز الوحدات الجديدة التي افتتحت بالجرف الأصفر. ثورة جديدة في نقل الفوسفاط تشكل تكنولوجيا نقل لباب الفوسفاط عبر الأنابيب ثورة في مجال نقل الفوسفاط، إذ تغير في العمق سلسلة الإنتاج الصناعي للمجموعة من خلال توجيه نقل الفوسفاط نحو نظام مندمج ومتكامل للباب الفوسفاط بين الحوض المنجمي لخريبكة والموقع الصناعي للجرف الأصفر، وهو ما سيسمح بنقل 38 مليون طن من الفوسفاط سنويا من مناجم خريبكة نحو وحدات التثمين بالجرف الأصفر، وسيمكن اندماج أنشطة الاستخراج وتثمين وتحويل الفوسفاط، من مواكبة مضاعفة قدرات الإنتاج المنجمي، وسيضمن تطويرا لمرونة سلسلة تزويد وحدات إنتاج الحامض الفوسفوري، مع تقليص كلفة الفوسفاط الموجه إلى الجرف الأصفر بنسبة 45%. وستسمح عملية نقل لباب الفوسفاط عبر الأنابيب من اقتصاد 3 ملايين متر مكعب من المياه سنويا بفضل المحافظة على الرطوبة الطبيعية للفوسفاط المستخرج، كما سيكون له أثر إيجابي على البيئة، من خلال تقليص انبعاثات ثاني أوكسيد الكربون بحوالي 930 ألف طن سنويا، واقتصاد 160 ألف طن من الفيول سنويا، كما ستعزز هذه الرؤية المسؤولة بيئيا، التي تعد العمود الفقري لاستراتيجية OCP الاقتصادية، النموذج التدبيري للمجموعة. في المقابل، كلف إنجاز هذا الأنبوب غلافا استثماريا بقيمة 4.5 مليار درهم، وأقيم على مسافة 235 كيلومترا، ويعبر ثلاثة أقاليم تشمل كلا من خريبكة وسطات والجديدة، فضلا عن 23 جماعة ترابية، وتكفلت بإنجازه أزيد من 50 شركة تعاقدت مع شركة «تكفن» التركية، منها 36 شركة محلية، شغلت أزيد من 3017 مستخدما، منهم 2382 مستخدما مغربيا، ويطمح إلى تقليص تكاليف نقل الفوسفاط بنسبة 90 في المائة، والاستجابة المرنة للارتفاع المتزايد للطلب على الفوسفاط. ويحترم المشروع الجديد شروط السلامة والبيئة، التي شكلت أولوية على طول مراحل إنجاز المشروع، وذلك عبر وضع 63 مسؤولا عن الأمن على امتداد المشروع، والاستعانة بخدمات 4 أطباء، و19 ممرضا و11 سيارة إسعاف، بالإضافة إلى إجراء العديد من الافتحاصات في مجال السلامة والبيئة لضمان استجابة المشروع ومطابقته للمعايير والخصوصيات المعتمدة في المجال. محطة نهائية للاستقبال والتخزين تؤمن المحطة النهائية لأنبوب نقل الفوسفاط الاستقبال والتخزين المؤقت للباب الفوسفاط المنقول عبر الأنبوب الرئيسي من خريبكة إلى الجرف الأصفر، وتزود مجموع وحدات تثمين وتصفية وتجفيف الفوسفاط الخام الموجه نحو التصدير. وتتشكل هذه المحطة النهائية، التي تعد آخر حلقة في أنبوب نقل لباب الفوسفاط، من محطة للصعق خاصة بتخفيف ضغط لباب الفوسفاط عند وصوله، و8 أحواض للاستقبال وتخزين لباب الفوسفاط بسعة 5500 متر مكعب لكل حوض، وشبكة لتوزيع لباب الفوسفاط، تزود منصة OCP الصناعية بالجرف الأصفر، وهو ما يمنحها قدرة إجمالية للتخزين تعادل 44 ألف متر مكعب، تمنح للمجموعة مزايا تنافسية على المستوى الإنتاجي، وتمكنها من مرونة كبيرة بالسوق العالمي للفوسفاط ومشتقاته. وتمتد تجهيزات هذه المحطة النهائية على مساحة 6 هكتارات في قلب موقع المجمع الشريف للفوسفاط بالجرف الأصفر، وتشمل تجهيزاتها أيضا صهريجا لتخزين مياه الصعق، وحوضا لتلقي مياه الصعق، زيادة على قاعة لمراقبة تجهيزات التوزيع وتزويد وحدات الإنتاج في الجرف الأصفر بلباب الفوسفاط. وفي هذا الإطار، مكّن إنجاز هذه المحطة النهائية من تعبئة موارد مالية وبشرية مهمة ترجمت عبر استثمار إجمالي بقيمة 800 مليون درهم، وتوفير حوالي نصف مليون عمل- شخص طيلة مراحل تصميمها وإنجازها. مصنع جديد للحامض الفوسفوري بموازاة إنجاز مشروع أنبوب نقل الفوسفاط، افتتحت مجموعة OCP مصنعا جديدا لإنتاج الحامض الفوسفوري انطلاقا من لباب الفوسفاط الموزع على مستوى المحطة النهائية. وتصل القدرة الإنتاجية للمصنع إلى450 ألف طن من الحامض الفوسفوري سنويا، ستساهم في الرفع من إنتاج الحامض الفوسفوري بمركب الجرف الأصفر من جهة، وضمان مرونة عالية للإنتاج وتحسنا ملحوظا للمردودية من جهة أخرى. ويعد هذا المصنع الجديد الأول من نوعه الذي يستعمل لباب الفوسفاط المنقول عبر الأنابيب، إذ يعتمد على أحدث التكنولوجيات الخاصة بإنتاج الحامض الفوسفوري، ما يجعل أنشطته الإنتاجية تتطابق مع معايير الإنتاج النظيف والإيكولوجي. وتطلب إنجازه غلافا استثماريا بقيمة 700 مليون درهم، ويتكون من خزان لتجميع لباب الفوسفاط، وعدة وحدات لتكثيف هذا اللباب، ومفاعل، وأربع وحدات للتقطير، إلى جانب وحدات للتبريد وغسل الغاز. كما تعكس هذه الاستثمارات الصناعية للمجموعة إرادتها الهادفة إلى تحقيق التكامل مع مختلف السياسات العمومية، التي تتضمنها الاستراتيجية الوطنية للتسريع الصناعي. ويشكل المصنع الجديد لإنتاج الحامض الفوسفوري بالجرف الأصفر جزءا متكاملا ومندمجا من نظام الإنتاج المندمج والمتكامل لمجموعةOCP ، ويتوجه نحو تعويض فارق الإنتاج على مستوى ورشة إنتاج الحامض الفوسفوري خلال أشغال تكييف خطوط الفوسفوريك الحالية مع استعمال لباب الفوسفاط، ورفع قدرات إنتاج الحامض الفوسفوري والأسمدة بمنصة الجرف الأصفر. ويتميز المصنع الجديد لإنتاج الحامض الفوسفوري، على غرار تجهيزات أنبوب نقل الفوسفاط، بأدائه البيئي المتطور، إذ سيسمح تشغيله بتحقيق مجموعة OCP لاقتصاد مهم في الماء والطاقة، وتقليص انبعاثات الغاز والغبار. وسيمكن من تقليص استهلاك الطاقة بنسبة 40 في المائة مقارنة مع الخطوط القديمة للإنتاج. كما سيسمح بالاقتصاد في استعمال الموارد المائية بنسبة تزيد عن 20 في المائة، فضلا عن خفض انبعاثات الفليور إلى النصف، والوقف النهائي لانبعاثات الغبار. وعبأ تصميم وتركيب المصنع إنتاج الحامض الفوسفوري خبرات كبيرة، حيث تطلبت مرحلة الإنجاز توفير 160 ألف يوم عمل/ شخص، جميعهم من المغاربة. كما اشتغلت 22 مقاولة مغربية من أصل 25 مقاولة مناولة بورش هذا المصنع، أي ما يزيد عن حصة 80 في المائة، كما خلق عند تشغيله 55 منصب شغل مباشر. استراتيجية طموحة تنخرط المشاريع الجديدة ضمن مخطط شمولي لتنمية القدرات الصناعية للمجمع الشريف للفوسفاط، والذي يهدف عبر تخصيص 145 مليار درهم من الاستثمارات في أفق 2025، إلى مضاعفة قدرة استخراج الفوسفاط إلى 55 مليون طن، وتحسين الإنتاجية والتقنيات الصناعية بهدف خفض التكاليف بنسب تتراوح بين 30 إلى 40 في المائة. ولتوفير المادة الخام لتشغيل هذه المشاريع، يرتقب أن يبادر المجمع الشريف للفوسفاط خلال الست سنوات المقبلة إلى افتتاح ثلاثة مناجم جديدة بموقع خريبكة، بغية رفع الطاقة الاستخراجية من الفوسفاط بهذه المدينة، بحوالي 20 مليون طن إضافية في أفق 2020، لتنتقل الطاقة الاستخراجية للمكتب الشريف للفوسفاط إلى 38 مليون طن في السنة مقابل 18 مليون طن حاليا. وكان منجم الحلاسة أول هذه المناجم المنجزة، لينتج ما يقارب 6.7 مليون طن في السنة، عبر تزويده بآخر ابتكارات المجمع الشريف للفوسفاط في مجال البحث والتطوير. وتخصص استراتيجية OCP لمحور خريبكة – الجرف الأصفر، استثمارات إجمالية بقيمة 50 مليار درهم في أفق 2020، تطمح من خلالها إلى أن تجعل من الجرف الأصفر أكبر منصة كيماوية في العالم، عبر إقامة أربعة مصانع مندمجة لتصنيع الحامض الفوسفوري والأسمدة، والتي سيكلف إنجازها 22 مليار درهم، بهدف رفع الطاقة الإنتاجية للمجمع بحوالي 4 ملايين طن سنويا، أي بمعدل مليون طن لكل مصنع، إلى جانب إنجاز مستودعين عملاقين لتخزين الفوسفاط تقدر طاقتهما التخزينية ب 100 ألف طن، وتوسيع مصنع للأسمدة بقيمة 1.2 مليار درهم، وتهيئة وحدات للتخزين بقيمة 10 ملايير درهم، زيادة على توسيع البنيات التحتية المينائية بقيمة 3.3 مليار درهم. مركز الكفاءات.. OCP يفتح منظومته الصناعية في وجه المناولين والشركاء لدعم توجهها الرامي إلى تعزيز مجال التكوين، افتتحت مجموعة OCP مركزا للكفاءات الصناعية بالجرف الأصفر، يهدف إلى تنمية المهارات الصناعية، عبر توفير تكوينات لفائدة المتعاونين والملتحقين الجدد بالمجموعة والصناعيين، وأيضا لفائدة المناولين وصناعيي مركب الجرف الأصفر، وذلك في مجالات الميكانيك، وتقنيات الإلكترونيك، وعمليات إنتاج الحامض الفوسفوري، وغيرها. ويستجيب مركز الكفاءات الصناعية، الذي سيمكن من استقبال 1200 متدرب في اليوم، للمعايير الدولية على مستوى التكوين الصناعي، حيث جُهز بعدة وسائل تكنولوجية دقيقة من قبيل التعليم الإلكتروني، وورشات مجهزة، وقاعات للاختبار..). ويعد المركز الجديد، عنصرا أساسيا لتطوير مستوى الخبرات وثقافة الفعالية، الضروريتان لمواكبة التحول الصناعي الذي تشهده المجموعة، إضافة إلى تطوير منظوماتها الصناعية، كما يعزز سياسة تثمين الكفاءات، والانشغال الدائم لتقاسم المعارف ونقل الخبرات مع القارة الإفريقية، ويعزز ريادة المجموعة للسوق العالمية لصناعة الفوسفاط، والتي ترتكز أساسا على معايير الإنتاجية والمردودية، وتثمين الرأسمال اللامادي وخلق القيمة المضافة. ولدعم هذه الرؤية، حظي مركز الكفاءات الصناعية – الجرف الأصفر، الذي تطلب إنجازه غلافا يقدر بنحو 196 مليون درهم ويمتد على مساحة 3.7 هكتار، بكافة التجهيزات الضرورية لمختلف الوحدات الصناعية، وذلك وفق المعايير الدولية المعتمدة في هذا المجال. هكذا تم تجهيزه بمحاكيات، وتجهيزات للتكوين الإلكتروني، وورشات. وتهم التكوينات التي يوفرها المركز بالأخص مجالات الميكانيك، وتقنيات الإلكترونيك، وعمليات إنتاج الحامض الفوسفوري. ويسجل هذا المركز انفتاحه على المنظومة الصناعية للمجمع، حيث ترتكز المقاربة التي تبنتها هذه المنشأة، على توسيع برامجها التكوينية لتشمل مختلف الشركاء الصناعيين، الذين سيتمكنون من الاستفادة من تشارك المعارف، والخبرات، والتكنولوجيات حول مختلف أنشطة المجموعة، مما يساعد على انبثاق نسيج من المقاولات الصغرى والمتوسطة المغربية ذات القيمة المضافة العالية، وبالتالي تثبيت ثقافة التميز والتشارك التي تميز روح المجموعة.