خلف رحيل إلياس العماري عن الأمانة العامة لحزب الاصالة و المعاصرة زلزالاً تنظيمياً قوياً على المستوى المركزي وخفوتاً غير مسبوق لبريقه السياسي بجهة طنجةتطوانالحسيمة خصوصاً. فقد دفع التراجع الكبير للحزب الأول في المعارضة، وابتعاده عن المواطنين تنظيمياً، مباشرة بعد تنصيب حكومة ‘البيجيدي' في نسخته الثانية، عشرات المنتسبين الى البحث عن قبعة بلون آخر استعداداً للانتخابات المقبلة. مجموعة من رجال الأعمال الذين انتسبوا لحزب التراكتور قرروا النزول من ذات الجرار، في أفق البحث عن حزب آخر ذي بريق انتخابي يستطيع ابتلاعهم. هذا الإرتباك التنظيمي والتشتت الجهوي، دفع بالعديد من الوجوه الإنتخابية البارزة و التي ترشحت بإسم الجرار البحث عن مستقبلهم الإنتخابي بعيدا عن البام من خلال مخاطبة ود بعض الأحزاب التي يبدو لهم أن مستقبلها السياسي واضح أكثر من البام،و في مقدمتها حزبي التجمع الوطني للأحرار و الإستقلال. و أول هذه الوجوه الإنتخابية التي فضلت تغيير جلدها السياسي و لو بشكل غير رسمي،الحاج محمد أقبيب و عثمان ورياش اللذان ترشحا بإسم الجرار في مقاطعة طنجةالمدينة خلال الإنتخابات الجماعية الأخيرة،حيث شوهدوا خلال الشهور الأخيرة في مجموعة من أنشطة حزب الميزان،الشيء الذي ينبئ بالتحاقهم به خلال الفترة المقبلة. اسم أخر يعد من ركائز الحزب الإنتخابية بالمدينة و خاصة في منطقة بني مكادة و يتعلق الأمر بمحمد غيلان الغزواني نائب العمدة السابق الذي فضل في الفترة الأخيرة النأي بنفسه بعيدا عن دهاليز الحزب بعدما أحس بنوع من الخذلان تجاهه من قبل مجموعة من القيادات البارزة للحزب بالإقليم. ومن بين الأسماء أيضا المرشحة لمغادرة جرار الأصالة و المعاصرة وكيل لائحة الحزب بمقاطعة السواني رضوان الزين الذي ظل يشتكي دائما من تجاهل الحزب له و تهميشه في العديد من المحطات سواء التنظيمية أو الإنتخابية مما دفعه إلى التفكير في مغادرة الحزب خلال الإستحقاقات المقبلة و التوجه صوب حزب الحمامة الذي قفز منه خلال الدقيقة 90 في أخر استحقاقات جماعية. و أخر هذه الأسماء المستشار البرلماني محمد الحمامي،الرئيس السابق لأكبر مقاطعة بالمغرب و الرجل القوي بمنطقة بني مكادة حيث بدأت تنتشر بعض الأخبار عن نيته الرحيل بعدما أحس بأن طموحه السياسي خلال المرحلة المقبلة لا يمكن تحقيقه داخل البام.