في 2009، وقفت جامعة ألعاب القوى في صف العدائين في صراعهم مع المدير التقني آنذاك سعيد عويطة. كان عويطة يطالب العدائين بالمكوث الدائم بالمركز الوطني بالرباط، وكان العداؤون يعتبرون أن عويطة تجاوز الحدود. بالنسبة إلى عويطة فإن العداء، الذي يتلقى تداريبه، ويتقاضى أجرته الشهرية، ويستفيد من خدمات المركز، من تغطية وتطبيب وإقامة، فإنه يجب أن يكون رهن إشارة الجامعة وإدارتها التقنية، وقريبا منهما، حتى يراقبا ما يشربه وما يأكله وما يتناوله من أدوية وما يحقنه من حقن. هذا هو سبب الحرب التي شنها العداؤون على سعيد عويطة في تصريحاتهم ووقفاتهم الاحتجاجية، والتي لم تضع أوزارها إلا بعد إقالة الرجل بعد ستة أشهر من تسلم مهامه، فظل يقول، في كل مرة، إنه دفع ثمن حربه على المنشطات. كان سعيد عويطة يبدو شبه فاقد للأمل في ذلك الجيل من العدائين، باستثناء عدد محدود منهم، ضمنه عبد العاطي إيكيدر وآخرين تاهوا في الطريق لعدم قدرتهم على مجاراة عالم يتجاذبه الوكلاء وأباطرة المنشطات. لذلك كان عويطة يقول إن ألعاب القوى تحتاج الصبر والعمل مع المواهب الشابة والتنقيب عنها في البوادي والأندية والعصب والمؤسسات التعليمية لإيجاد الخلف الحقيقي، لا الخلف الذي يقوم على المنشطات وتزوير الأعمار. ولكن لا أحد صبر، فأقيل عويطة، وهاهو الجيل الحالي يتهاوى بفضائحه ويسير إلى نهايته، ولا أثر في الأفق لمن يخلفه.