عبر البطل العالمي والأولمبي السابق سعيد عويطة عن سعادته بالعودة إلى المغرب لشغل منصب المدير التقني الوطني لألعاب القوى والمساهمة في تطوير هذه الأخيرة بإعداد الخلف القادر على إحراز الميداليات خصوصا في الألعاب الأولمبية. وقال عويطة في ندوة صحافية عقدها مساء الثلاثاء بمقر الجامعة بالرباط إنه لم يتردد في تلبية نداء الوطن وقبول تعيينه مديرا تقنيا جديدا من طرف جامعة ألعاب القوى المغربية برئاسة عبد السلام أحيزون .. وأكد أنه كان دائما يتمنى العودة للعمل في المغرب وهو ما تحقق أخيرا بفضل أحيزون ومعه الجنرال دوكور دارمي حسني بنسليمان، هذا الأخير شجعه على هذه العودة. وأضاف أنه عاد للمغرب ليس لأن النتائج التي حققت سابقا كانت سيئة وإنما من أجل المساهمة في تطوير ألعاب القوى المغربية وإعادتها إلى مكانتها العالمية التي تستحقها.. وذلك من خلال مشروع جديد طموح أطلق عليه اسم مشروع «البطل الأولمبي» والذي يستهدف تكوين الفئات الصغرى المتراوحة أعمارها بين 14 و17 عاما وإعدادها لتكون الخلف القادر على الصعود إلى منصة التتويج في الألعاب الأولمبية القادمة. وأكد عويطة أن مشروعه لن يعرف النجاح إلا بتضافر جميع مكونات ألعاب القوى المغربية بدءا من الأطر التي ستشتغل معه ومرورا بالمؤسسات التعليمية التي تعد المشتل الحقيقي لتفريخ الرياضيين وانتهاء بالعصب والأندية الوطنية التي تسهر على تدريب العدائين.. وأضاف أنه إدارته التقنية ستعتمد استراتيجية محكمة للتنقيب على الأبطال وإعدادهم بطريقة علمية كما هو معمول بها على الصعيد العالمي من خلال برامج متطورة التي تعتمد في تهييء الأبطال العالميين. وأشار البطل السابق إلى أنه تلقى الضوء الأخضر من رئيس الجامعة عبد السلام أحيزون وباقي الأعضاء الجامعيين للبدء في عمله كما تلقى وعودا وضمانات بأنه سوف لن يتدخل أي أحد في صلاحياته حيث قيل له: «أنت تعمل ونحن ندعمك». وكشف سعيد عويطة على أن مشروعه الذي سيبنى على المدى البعيد والذي أصبح جاهزا بنسبة كبيرة يشبه النموذج الذي قامت به جامايكا التي أصبحت تتبوأ مكانة مرموقة على الصعيد العالمي بفضل مشروعها في تكوين أبطال سباقات السرعة والذي استطاعت من خلاله اكتساح هذا التخصص في أولمبياد بكين. وأضاف أنه إذا كانت جامايكا قد نجحت في سباقات السرعة بفضل البنية الفسيولوجية لأبطاله فالمغرب أيضا يمكنه النجاح في التخصصات التي تتوافق مع هذه البنية وهي بطبيعة الحال تخصصات العدو المتوسط والطويل. ولم يخف عويطة أن مهمته ستكون صعبة لكنه أكد أنها لن تكون مستحيلة لأنه لن يعمل لوحده بل سيشرك معه الأطر الكفأة في الميدان والتي ستتضمن طبعا الأبطال السابقين ذوي الخبرة الكبيرة. وامتدح عويطة رئيس الجامعة عبد السلام أحيزون وقال عنه إنه شخص ذكي وهو ما شجعه على العمل إلى جانبه، مشيرا إلى أنه كان يتواصل معه منذ سنتين من خلال تبادل الآراء والاقتراحات دون أن يكون الحديث عن توليه مسؤولية الإدارة التقنية. وأوضح أن الإعداد للألعاب الأولمبية يختلف تماما عن الإعداد لبطولة العالم أو الملتقيات الدولية وقال إنه يتوفر على استراتيجية واضحة في هذا الباب . وأضاف أن العمل على المدى القصير مستحيل أن يثمر نتائج جيدة عكس العمل على المديين المتوسط والبعيد المبني على كيفية صناعة البطل وفق طرق علمية متطورة ومدروسة. وأشار إلى الأطر المغربية لها باع طويل في تكوين الأبطال لكن في تخصصات معينة لكنه إذا تطلب الأمر جلب أطر أجنبية مختصة في أنواع لا نتفوق فيها حاليا فإنه لن يتردد في القيام بذلك. وشدد عويطة على عملية التواصل بين المدربين والعدائين الموجودين تحت إشرافهم، منبها إلى أن المواهب موجودة وتبقى كيفية التعامل والتواصل معها هي المحددة للنجاح في مهمة صناعة هذا البطل أو ذاك.. وتابع أن التكوين لن يطال فقط العدائين بل سيوازيه أيضا تكوين الأطر، وهنا أشار إلى أن بعض الأطر المغربية التي ربما لا يعرفها الجميع هي التي ستتكفل بعملية التكوين هذه . وعن الأخطاء التي ارتكبت في أولمبياد بكين لم يرغب عويطة الخوض كثيرا في ذلك لكنه عاد ليقول إن بعض العدائين كان بإمكانهم الصعود إلى منصة التتويج كما هو الحال بالنسبة لعبد العاطي إيكيدر فو عرف كيف يتعامل مع مسابقة 1500 متر ومريم العلوي السلسولي لو كانت خاضت سباق 1500م بدل 5 آلاف م وحتى حسناء بنحسي كان بإمكانها إحراز ميدالية أفضل من نحاسية لو أنها شاركت في سباق 1500 م الذي كان شبه فارغ من العداءات القويات على اعتبار عدم مشاركة بطلات روسيا اللواتي سقطن في اختبارات كشف المنشطات.. وعن هذه الأخيرة(المنشطات) كشف عويطة أنه سيعلن حربا ضروسا ضد متعاطي المنشطات، وقال إنه سوف لن يكتفي بقرارات الاتحاد الدولي بإيقاف العداء الذي سيضبط غشه لمدة سنتين فقط بل سيتم حرمانه من العودة إلى المنافسة نهائيا.. وأكد أن المغرب بمواهبه القوية قادر على النجاح والتألق بدون حاجة إلى الغش وتعاطي المنشطات. ووعد عويطة في ختام ندوته الشعب المغربي بالنجاح في مهمته بتضافر جهود جميع مكونات ألعاب القوى الوطنية من جامعة وأطر وعدائين وإعلام وجمهور.