استعادت ألعاب القوى الوطنية بعضا من تألقها بعد مرحلة الجفاف التي عاشتها أم الألعاب خلال السنوات الأخيرة، باستثثناء الدورة العربية بالدوحة خلال شهر دجنبر الماضي، والتي عرفت فوز المغرب بما مجموعه 24 ميدالية منها 11 ذهبية و4 فضيات و9 نحاسية، لتواصل توهجها في إسطنبول في أفق تأكيد حضورها القوي في أولمبياد لندن الصيف القادم. وأثبتت ألعاب القوى الوطنية أنها استعادت كل مؤهلاتها لانطلاقة جديدة خلال التظاهرات الدولية، لاسيما وأن المعدن النفيس غاب عن سجل هذه الرياضة في بطولات العالم داخل القاعة منذ دورة 2001 في لشبونة. وبفوز المغرب بميداليتين، يرتفع رصيد المغرب إلى 17 ميدالية، منها ست ذهبيات وخمس فضيات وست برونزيات. وأحرز ثلاثة ألقاب من أصل الستة بواسطة كل من هشام الكروج، إثنان في 1500م (1995 و1997) وواحد في 3000م (2001)، بينما فاز سعيد عويطة بلقب واحد في 3000م (1989)، وحسناء بنحسي بلقب واحد في مسافة 1500م (2001)، وعبد العاطي إيكدر أيضا في 1500م (2012). ويملك المغرب خمس ميداليات في سباق 1500م ذكورا داخل القاعة، ذهبيتان فاز بهما هشام الكروج، في دورتي 1995 في برشلونة وباريس 1997 وذهبية وفضية لإيكدر، الأولى حققها في دورة اسطنبول، والثانية في دورة الدوحة قبل عامين، وبرونزية أحرزها عبد القادر حشلاف في دورة برمنغهام2001، إلى جانب ميداليتين لدى الإناث ذهبية لحسناء بنحسي بلشبونة (2001) وفضية لمريم العلوي السلسولي (2012). وقد نجح العداؤون الستة الذين مثلوا المغرب في النسخة 14 لبطولة العالم لألعاب القوى داخل القاعة بإسطنبول، في التوقيع على مشاركة متميزة توجوها بإحراز ميداليتين واحدة ذهبية وأخرى فضية ما سيضع المغرب، دون شك ضمن أفضل عشرة بلدان في العالم. وكانت خيبة أمل الكبيرة هي عدم صعود البطل أمين لعلو إلى منصة التتويج بعدما كانت كل المؤشرات تؤكد عكس ذلك، خصوصا أن الأخير قام بموسم رائع بتحقيقه لنتائج جد إيجابية جعلت منه واحدا من أبرز المرشحين للصعود إلى منصة التتويج في مسابقة 1500م. ومما لاشك فيه أن يسهم هذا النجاح، الذي مكن المنتخب المغربي من التواجد ضمن أقوى المنتخبات العالمية في سبورة الترتيب، في إعادة تأهيل ألعاب القوى الوطنية، وهو مؤشر جيد لمستقبل هذه الرياضة التي تنتظرها العديد من الإستحقاقات المقبلة. وقد أثبتت السلسولي بفوزها أول أمس السبت بفضية 1500م عن عودتها القوية إلى مضامير ألعاب القوى بعد فترة توقيف لمدة سنتين من طرف الاتحاد الدولي لألعاب القوى، الذي كان قد أبعدها من نهاية سباق 1500م في بطولة العالم الثانية عشرة لألعاب القوى في برلين يوم 22 غشت 2009، على خلفية ثبوت تعاطيها لمادة منشطة محظورة (الإرتروبوتين)، وهي الفترة التي انتهت يوم 21 غشت الماضي. وبذلك تكون السلسولي قد بعثت برسالة إلى الجميع الذين شككوا في مؤهلاتها، أنها مازالت قادرة على العطاء وصعود منصة التتويج في الملتقيات العالمية رغم الحالة النفسية التي اجتازتها خلال مدة التوقيف، وأن تتويجها أمر منطقي بالنظر إلى سجلها منذ أن كانت في فئتي الفتيان والشبان. نفس الشيء بالنسبة لعبد العاطي إيكيدر الذي أصبح أكثر نضجا من ذي قبل ليطوي بطلك صفحة كبوات السنين الأخيرة، وليؤشر بالتالي على موسم رائع يتطلع من خلاله إلى التتويج بذهبية 1500م في دورة الألعاب الأولمبية الصيفية في لندن. خلاصة القول، أن ألعاب القوى الوطنية بالرغم من الإنجازات التي حققتها في دورة إسطنبول، إلى أنها تفتقر إلى الخلف باعتبار أن الجيل الجديد لا زال بعيدا كل البعد السير عن مجاراة الأبطال السابقين الذين نقشوا أسماءهم بماء من الذهب، ويتعلق الأمر، بعويطة، المتوكل، الكروج السكاح، بوطيب، بيدوان، بولامي...