بعد خيبة الأمل التي خلفتها المشاركة المغربية في بطولة العالم في الهواء الطلق في دايغو (كوريا الجنوبية) الصيف الماضي٬ سجلت ألعاب القوى الوطنية٬ اليوم السبت٬ حضورها بقوة٬ بتتويج عبد العاطي إيكدير٬ بطلا للعالم لسباق1500م٬ وإحراز مريم العلوي السلسولي مركز الوصافة لذات السباق٬ ضمن النسخة 14 لبطولة العالم لألعاب القوى داخل القاعة التي تستضيفها إسطنبول من 9 إلى 11 مارس الحالي. وأثبت إيكدر بما لايدع مجالا للشك من خلال الطريقة التي خاض بها سباق اليوم أنه استعاد كل مؤهلاته وأنه أصبح أكثر نضجا من ذي قبل ليطوي صفحة كبوات السنين الأخيرة ويؤشر على موسم رائع يتطلع إلى تتويجه بذهبية 1500م في دورة الألعاب الأولمبية الصيفية في لندن. فبعد سباق عرف تنافسا حادا من بابه إلى محرابه تمكن إيكدر من تخطي أقوى منافسيه في الأمتار الأخيرة بفضل السرعة النهائية٬ التي تشكل قوته الضاربة٬ ليجتاز خط الوصول محققا توقيت 3د و34ث و10 /100٬ فيما فاز بالميدالية الفضية التركي من أصل كيني إلهام تانوي أوزبيلن (3د و34ث و76/ 100) وآلت النحاسية للإثيوبي ميكونين جيبريميدم (3د و34ث و89 /100). وهذه ثاني ميدالية لإيكدر في بطولة العالم داخل القاعة بعد فضية الدوحة عام 2010 ليرتفع رصيد المغرب في تاريخ مشاركاته في بطولة العالم داخل القاعة بذهبيته وفضية السلسولي إلى 17 ميدالية منها ست ذهبيات وخمس فضيات وست نحاسيات. وبات عبد العاطي إيكدر رابع عداء مغربي يتوج بطلا للعالم داخل القاعة بعد سعيد عويطة في 3000م (1989) وهشام الكروج في 1500م (1995 و1997) و3000م (2001) وحسناء بنحسي في 1500م (2001). وكانت تحذو إيكدر عزيمة قوية للصعود إلى أعلى درج في منصة التتويج لمحو "خيبة أملي الكبيرة في مونديال دايغو. كانت أمنيتي أن أهدي بلدي ميدالية ذهبية في هذه البطولة لاسيما وأن المعدن النفيس غاب عن سجل ألعاب القوى المغربية في بطولات العالم داخل القاعة منذ دورة 2001 في لشبونة ليعزف النشيد الوطني من جديد في قاعة أتاكوي في إسطنبول. وهكذا كان". وكانت بداية إيكدر مع منصات التتويج في التظاهرات الكبرى يوم 15 يوليوز 2004 في بطولة العالم للشبان في مدينة غروسيطو (إيطاليا) حيث طوق يومها عنقه بالذهب بعد فوزه بسباق 1500م الذي ظل محمية مغربية لسنين عديدة على عهد العداءين الأسطوريين سعيد عويطة وهشام الكروج داخل القاعة كما في الهواء الطلق. ولم يكتف إيكدير٬ وكان وقتها مازال ينتمي لفئة الفتيان٬ بالظفر بالمعدن الأصفر٬ بل أنه استطاع تسجيل رقم قياسي للبطولة بزمن قدره 3د و35ث و53/ 100 وهو توقيت مؤهل للألعاب الأولمبية في أثينا. وقال إيكدير يومها "سباق 1500م في فئة الكبار محمية مغربية منذ حوالي عقد من الزمن لكون هشام الكروج هو سيد هذه المسافة ولي اليوم الشرف بأن أتوج بطلا عالميا للمسافة في صنف الشبان". وكان بذلك ثالث مغربي يحرز هذا اللقب في فئة الشبان بعد عادل الكوش (1998) وياسين بن الصغير (2002). وبعد تتويج إيكدر بذهب غروسيطو وطأت قدماه منصة التتويج في أكثر من مناسبة إذ فاز على وجه الخصوص بفضية مونديال الشبان في بكين عام 2006٬ وبرونزية ألعاب البحر الأبيض المتوسط في بيسكارا (إيطاليا) عام 2009 ثم فضية مونديال الدوحة عام 2010. لكن إيكدير لم يوفق في الصعود إلى منصة التتويج في الألعاب الأولمبية في بكين حيث حل في المركز الخامس ثم في بطولتي العالم في الهواء الطلق في أوساكا 2007 وبرلين 2009 حيث خرج في الأولى من الدور الأول وحل في الثانية في المركز 11٬ وكان قاب قوسين أو أدنى من الصعود لمنصة التتويج في دورة دايغو الصيف الماضي لكن خانته السرعة النهائية واكتفى بالمركز الخامس. ويملك المغرب خمس ميداليات في سباق 1500م ذكورا داخل القاعة٬ ذهبيتان فاز بهما هشام الكروج في دورتي 1995 في برشلونة وباريس 1997 وذهبية وفضية لإيكدر٬ الأولى اليوم السبت في دورة اسطنبول٬ والثانية في دورة الدوحة قبل عامين٬ وبرونزية أحرزها عبد القادر حشلاف في دورة برمنغهام 2001٬ إلى جانب ميداليتين لدى الإناث ذهبية لحسناء بنحسي بلشبونة (2001) وفضية لمريم العلوي السلسولي (2012). وقد أكدت السلسولي بفوزها٬ اليوم بفضية 1500م عودتها القوية إلى مضامير ألعاب القوى بعد فترة توقيف لمدة سنتين من طرف الاتحاد الدولي لألعاب القوى الذي كان قد أبعدها من نهاية سباق 1500م في بطولة العالم الثانية عشرة لألعاب القوى في برلين يوم 22 غشت 2009 على خلفية ثبوت تعاطيها لمادة منشطة محظورة (الإرتروبوتين)٬ وهي الفترة التي انتهت يوم 21 غشت الماضي. وكانت السلسولي قد دشنت هذه العودة في شتنبر 2011 بفوزها بسباق 1500م في ملتقى رييتي (إيطاليا) المحطة الحادية عشرة في الدوري العالمي للاتحاد الدولي لألعاب القوى مسجلة توقيت 4د و1ث و4/ 100 والتي جسدتها اليوم بتتويجها وصيفة لبطلة العالم في 1500م٬ بحلولها ثانية بتوقيت 4د و7ث و78 /100. وفازت بالميدالية الذهبية الإثيوبية كانزيبي ديبابا (4د و5ث و78/ 100)٬ فيما كانت الميدالية النحاسية من نصيب التركية آسلي ساكير ألبكين (4د و8ث و74 /100). وهذه هي الميدالية الثانية للسلسولي (28 سنة) في بطولة العالم داخل القاعة بعد نحاسية 3000م في مونديال بلنسية 2008. يذكر أن من أبرز إنجازات مريم العلوي السلسولي فوزها بميداليتن فضيتين في مسافة 3000م في بطولة العالم للشبان في كينغستون عام 2002 وفي بطولة العالم داخل القاعة في بلنسية عام 2008 واحتلالها المركز الرابع في سباق 1500م في بطولة العالم في أوساكا عام 2007 . وعبر عبد القادر قادة٬ منسق اللجنة التقنية لألعاب القوى٬ عن سروره بظفر عبد العاطي إيكدير ومريم العلوي السلسولي بذهبية وفضية 1500م عن جدارة واستحقاق معتبرا تتويجهما أمرا منطقيا بالنظر إلى سجلهما منذ أن كانا في فئتي الفتيان والشبان والنتائج التي سجلاها هذه السنة . ولم يفت قادة٬ وهو في ذات الوقت مدرب إيكدر٬ التنويه بالنتيجة الطيبة التي حققها عزيز أوهادي ببلوغه الدور النهائي لسباق 60م الذي اعتبره في حد ذاته إنجازا رائعا لهذا العداء الواعد. فبعد أن تسيدت عربيا بإحرازها البطولة العربية السابعة عشرة لألعاب القوى بمدينة العين الإماراتية في أكتوبر الماضي برصيد 27 ميدالية 10 منها ذهبية و9 فضية و8 نحاسية٬ وبسطها سيطرة شبه مطلقة على منافسات دورة الألعاب العربية الثانية عشرة التي استضافتها العاصمة القطرية الدوحة في دجنبر المنصرم بحصدها 24 ميدالية منها 11 ذهبية و4 فضيات و9 نحاسية٬ هاهي ألعاب القوى المغربية تواصل اليوم في إسطنبول توهجها في أفق تأكيد حضورها القوي في منصة التتويج في أولمبياد لندن الصيف القادم (27 يوليوز - 12 غشت). و.م.ع