قبل أن يشد العداء عبد العاطي إيكيدر الرحال إلى الدوحة للمشاركة في بطولة العالم أل 13 لألعاب القوى داخل القاعة لم يفته التأكيد على ضرورة رد الاعتبار لألعاب القوى المغربية بإعادتها من جديد إلى منصة التتويج التي غابت عنها في بطولة العالم أل 12 في الهواء الطلق ببرلين الصيف الماضي . وقال إيكدر (23 سنة)، في تصريح لوكالة المغرب للأنباء ، إنه سيبذل وباقي زملائه في الفريق كل ما في وسعهم لاحتلال مراتب جد متقدمة في المسابقات التي سيخوضونها وتمثيل ألعاب القوى المغربية تمثيلا مشرفا في مونديال الدوحة . ولم يجانب إيكيدر الصواب حينما قال "إن التوقيت الذي حققته في ملتقى لايبزيغ (ألمانيا) داخل القاعة يوم 13 فبراير الماضي، وهو 3 د و 34 ث و68 /100 يؤهلني لكي أكون من بين المتوجين في دورة الدوحة ". وبعدما تصدر إيكيدر (نادي الأولمبيك المغربي) في دور نصف النهاية، يوم الجمعة الماضي، ترتيب المجموعة الثالثة وتسجيله أفضل توقيت في التصفيات وهو 3 د و37 ث و14 /100 ، كانأول أمس السبتقاب قوسين أو أدنى من الظفر بالميدالية الذهبية التي كانت من نصيب حامل اللقب في دورة بلنسية 2008 ووصيف بطل العالم في الهواء الطلق في برلين الاثيوبي ميكونين ديريسي صاحب أفضل إنجاز عالمي للسنة بزمن قدره 3د و33 ث و10 ث . ولم يخف إيكيدر طموحه في الفوز بالمعدن النفيس وتأسف كثيرا لضياع الميدالية الذهبية عازيا ذلك إلى عرقلته من طرف بعض العدائين وتأخره في الانطلاق في 400 م الأخيرة . وقال "أتمنى أن تكون هذه الميدالية التي تنضاف إلى رصيد الرياضة المغربية في التظاهرات الدولية حافزا لي من أجل تحقيق نتائج جد إيجابية في السنة الحالية والاستعداد للتتويج بالذهب في بطولة العالم 2011 ". لقد كانت بداية إيكدر مع منصات التتويج في التظاهرات الكبرى يوم 15 يوليوز 2004 في بطولة العالم للشبان في مدينة غروسيطو (إيطاليا) حيث طوق يومها عنقه بالذهب بعد فوزه بسباق 1500 م الذي ظل محمية مغربية لسنين عديدة على عهد العداءين الأسطوريين سعيد عويطة وهشام الكروج . ولم يكتف إيكدير ، وكان وقتها مازال ينتمي لفئة الفتيان، بالظفر بالمعدن الأصفر، بل أنه استطاع تسجيل رقم قياسي للبطولة بزمن قدره 3 د و 35 ث و 53/ 100 وهو توقيت مؤهل للألعاب الأولمبية في أثينا . وقال إيكدير يومها "سباق 1500 م في فئة الكبار محمية مغربية منذ حوالي عقد من الزمن لكون هشام الكروج هو سيد هذه المسافة ولي اليوم الشرف بأن أتوج بطلا عالميا للمسافة في صنف الشبان". كان طموح إيكيدر أكبر من كل العراقيل والصعاب التي اعترضته وهو على أهبة الرحيل إلى غروسيطو لخوض غمار مونديال الشباب . غير أن بداية المغامرة كانت غير سارة برفض المصالح القنصيلة الإيطالية منحه التأشيرة لتتراجع عن قرارها ليلة افتتاح البطولة ، بعد تدخل حازم للجامعة الملكية المغربية لألعاب القوى والاتحاد الدولي للعبة، فرحلة ليلية متعبة فتيه في مطار بروكسيل، ثم وصول متأخر إلى مطار روما فرحلة بالسيارة إلى غروسيطو ومنها على التو إلى حلبة السباق حيث انتزع تأشيرة التأهل للسباق النهائي . وفي يوم 15 يوليوز، كان إيكيدر على موعد مع أعلى درج في منصة التتويج الذي سينسيه كل هذه المتاعب ويكون بذلك ثالث مغربي يحرز هذا اللقب بعد عادل الكوش(1998) وياسين بن الصغير (2002). وعلى غرار العديد من العدائين الآخرين كانت بداية إيكدير مع ألعاب القوى في المدرسة وتحديدا بإعدادية القاضي عياض بورزازات مسقط رأسه . وخلال البطولة الوطنية المدرسية للعدو الريفي التي أقيمت في بني ملال عام 2002 والتي احتل فيها المركز الثاني وراء محمد مستاوي تلقفته عين بطل إفريقيا السابق في 3000م موانع عبد العزيز صاهير ، أول مغربي يبلغ الدور النهائي لسباق 1500 م في بطولة العالم داخل القاعة في اشبيلية عام 1991 ، ليتم إلحاق الإثنين بالمعهد الوطني لألعاب القوى بالرباط . ومايزال إيكدير يتذكر أول سباق خاضه في مسافة 1500م على المضمار" أول سباق شاركت فيه في 1500 كان عام 2003 على حلبة ملعب سيدي يوسف بنعلي حيث سجلت وقتها 3د و53 ث ، ثم حسنت هذا التوقيت لأنزل به إلى 3 د و 38 ث في ملتقى الرباط . وبعد تتويج إيكيدر بذهب غروسيطو وطأت قدماه منصة التتويج في أكثر من مناسبة إذ فاز على وجه الخصوص بفضية مونديال الشبان في بكين عام 2006 ، وبرونزية ألعاب البحر الأبيض المتوسط في بيسكارا (إيطاليا) عام 2009. لكن إيكدير لم يوفق في الصعود إلى منصة التتويج في الألعاب الأولمبية في بكين حيث حل في المركز الخامس ثم في بطولتي العالم في الهواء الطلق في أوساكا وبرلين حيث خرج في الأولى من الدور الأول وحل في الثانية في المركز 11. وإذا كان المنتخب المغربي قد عاد من برلين بخفي حنين وبفضيحتن ( منشطات) فإنه على الأقل أنقذ ماء وجه ألعاب القوى في مونديال الدوحة بفوز عبد العاطي إيكيدر بفضية 1500م، التي رفع بها المغرب رصيده إلى 15 ميدالية ( 5 ذهبيات و4 فضيات و6 برونزيات). ويملك المغرب أربع ميداليات في سباق 1500 ذكورا، ذهبيتان وفاز بهما هشام الكروج في دورتي 1995 في برشلونة وباريس 1997 وبرونزية أحرزها عبد القادر حشلاف في دورة برمنغهام 2001 ثم فضية عبد العاطي إيكيدر .