أشرفت السلطات المحلية بدوار شراقة، بجماعة حجر النحل القروية بطنجة، بحضور رئيس الشؤون الداخلية لولاية جهة طنجةتطوانالحسيمة، صباح اليوم الخميس، على هدم عدد من البنايات المشكلة من الدور السكنية والأساسات المنزلية العشوائية التي هي في طور أو مكتملة التشييد، بعدما بنيت في إطار التجزيء السري من طرف مافيا العقار فوق أراضي الجموع وأراضي الدولة في ظروف مشبوهة، ودون ترخيص مسبق من لدن المصالح الجماعية المختصة في التعمير. وكان رئيس دائرة طنجة المحدثة أخيرا، مرفوقا بقائد دار الشاوي، وبدعم من أعوان السلطة المحلية وفرقة الحرس البلدي العاملة بالمنطقة، بالإضافة إلى حوالي 200 عنصرا من فرق التدخل للقوات المساعدة، وأكثر من 50 دركيا، قد تدخلوا في المنطقة المذكورة بتعليمات من والي الجهة، "محمد اليعقوبي" ، وباشروا تهديم 40 منزلا عشوائيا غير آهلين بالسكان، و17 من الاساسات التي لازالت في طور البناء، وذلك قبل الانتقال إلى مناطق أخرى مجاورة تعرف بدورها نفس الوضع الكارثي، بسبب استفحال البناء العشوائي بها في ظروف غامضة بدعم وتشجيع من جهات خفية في إطار الوعودة الانتخابية. هذا، وسجلت العملية في بدايتها مواجهة محدودة من قبل بعض الرافضين لإنزال القانون بتحريض من بعض السماسرة المستفيدين من البناء العشوائي، ومافيا التجزيء السري لأراضي الجموع، وهو ما أسفر عن توقيف أحد الأشخاص المدعو (ع.و)، بسبب تهديده القوات العمومية بعد إشهاره للسلاح الأبيض في وجه عناصرها، وقد تم تسليمه لمصالح المركز المحلي للدرك الملكي لطنجة، في انتظار تقديمه أمام النيابة العامة المختصة بتهمة العصيان ومقاومة القوات العمومية وعرقلة عملها، بعد الانتهاء من البحث معه في الموضوع، خصوصا بعدما تبين أنه مطلوب للعدالة، ويشكل مذكرة بحث وطنية لتورطه في عدة أفعال إجرامية. وكانت عدد من التقارير المنجزة والتي تم رفعها إلى ولاية الجهة بخصوص استغلال بعض الأشخاص للمناسبات الدينية والوطنية أو فترة الانتخابات لتشييد دور سكنية عشوائية بعدد من مناطق المدينة، قد حذرت من وقوع هذا السيناريو، وهو ما جعل الولاية تتدخل اليوم بكل حزم لفرض القانون وإنزال مقتضياته بكل صرامة. يذكر أنه جرت العادة أن تتشكل الأحياء العشوائية بعدد من أحياء طنجة، خصوصا الهامشية منها، بنفس الطريقة، خصوصا في مناسبات محددة بعينها (انتخابات، تظاهرات، احتجاجات، أعياد وطنية ودينية…)، ينضاف إلى كل ذلك غياب المحاسبة، والتصدي الحازم للظاهرة في حينه، وتواطؤ بعض المنتخبين المتعاقبين الفاسدين والرشوة…، كل هذا شجع من دون شك على استمرار وتكرار مثل هذه العمليات الإجرامية في حق الوطن بدعم من مافيا البناء العشوائي بالمدينة.