دخلت ساكنة جرادة، اليوم الاثنين، في إضراب عام، تم بموجبه إغلاق عدد من المحلات التجارية والمقاهي والسوق المحلي، من أجل الضغط على السلطات المحلية والمركزية برفع التهميش عن المنطقة، وفق ما علمته "رسالة الأمة" من مصدر موثوق، الذي أكد أنه تم تشييع جنازة الضحيتين "الدعيوي جدوان والدعيوي الحسين"، أمس الاثنين، بالمقبرة المتواجدة قرب المحطة الحرارية، مشيرا إلى أن عامل المنطقة قام بمنح دعم مالي لأرملتي الفقيدين بقيمة 30 ألف درهم لكل واحدة منهما إلى جانب شقتين سكنيتين، ووصل من أجل الاشتغال بالإنعاش الوطني، فيما توصل والد الضحيتين بنفس المبلغ المالي. وأشار المصدر ذاته، إلى أن هذا الاحتجاج يأتي في إطار إغلاق منجم الفحم الحجري الذي يشغل حوالي 1500 شخص، والذي يعد المورد الوحيد للدخل ولكسب لقمة العيش بالنسبة لساكنة المنطقة، في غياب أنشطة صناعية وفلاحية، مبرزا أن سقوط ضحايا بالمنجم ليس بالأمر الجديد، وإنما كان دائما مطروحا حتى في ظل اشتغال شركات تراعي شروط السلامة الصحية للعمال، وذلك بسبب تهاوي الأتربة إلى الآبار لأسباب جغرافية ترتبط بالتعرية الناجمة عن تدفق منسوب المياه. وشكلت الكرامة الاجتماعية وتحقيق العيش الكريم، المطلب الأساسي للساكنة التي اتخذت من حادث وفاة الشقيقين المذكورين حجة للتعبير عن مطالبها الاجتماعية والاقتصادية في إطار تنمية المنطقة وإخراجها من الإكراهات التي تواجهها على المستوى العام، وتمكينها من الاستفادة من الخدمات الأساسية التي من شأنها أن تقلص من حجم البطالة المستشرية بها والتي تدفع شباب المنطقة إلى المغامرة بحياتهم في أعمال غير مقننة بحثا عن لقمة العيش. وتشكو الساكنة من انعدام إستراتيجية حقيقية لتجاوز المخلفات السوسيو- اقتصادية للمدينة ووضعها المنجمي والطاقي الذي يجعلها مركز تلوث وانبعاث للغازات الدفيئة التي تحدث أضرارا على الإنسان والمحيط البيئي الذي تتزايد مخاطره في مجال التصحر والتراجع الكبير للقطاع الغابوي والنباتي. وبالرغم من توفر المنطقة على معادن طاقية ومنجمية وتضاريس، إلا أنها، من منظور الساكنة، تظل عرضة للنهب والاستغلال العشوائي الذي يضر ببنية التضاريس التي تعرفها المدينة وزيادة آبار الموت، نظرا لظروف الاستغلال والعمل بها، الذي لا تتوفر فيه أدنى شروط العمل، على حد تعبير الساكنة. هذا، وخاض السكان مسيرة احتجاجية، أول أمس الأحد، إلى مقر العمالة، احتجاجا على وفاة الأخوين الشابين اللذين لقيا مصرعهما غرقا في أحد الآبار العشوائية للفحم بالمدينة، بعدما غمرتهما المياه التي انفجرت في البئر بشكل مفاجئ.