بين مفترق شارعي للاياقوت و11 يناير اهتزت ساكنة هذا الحي التجاري في منتصف ليلة الأربعاء الماضي التي تصادف29 رمضان لصفارات الإنذار لسيارات الوقاية المدنية التي لا تبعد ثكنتها سوى لبعض أمتار معدودة عن الحادث ، وما أن طوق رجال الوقاية المدنية العمارة معززين بسلطات المقاطعة ، حتى شوهدت الممثلة زهيرة صديق رفقة أطفالها تهرع من داخل العمارة وهي تصرخ من هول الحادث بعد انهيار "أرضية" و"سقف" بيتها القديم الذي يوجد في الطابق الثالث المطل على سطح إحدى العمارات القديمة المتداعية للسقوط ، ما يعني أن الهول تضاعف مرتين "الأرضية التي تنام عليها والسقف التي يغطي بيتها" وقد هرع العديد من الممثلين والممثلات تضامنا مع الممثلة زهيرة صديق في محنتها التي تعيش مع أبنائها وبناتها في شقة متهالكة تعود بنايتها إلى ثلاثينيات القرن الماضي ، ولولا الألطاف السماوية لحدثت الفاجعة . عدسة عبد الله أسعد الأمر الذي أعاد خطر البنايات الآيلة للسقوط إلى واجهة الأحداث بولاية الدارالبيضاء .وحسب الإحصائيات الرسمية، فإن البنايات العتيقة بالدارالبيضاء ما زالت تحتوي على عدد كبير من الأحياء السكنية المتداعية للانهيار منها على سبيل المثال لا الحصر ، أحياء درب مولاي الشريف " كريان الجديد سابقا" ودرب السلطان والمدينة القديمة وآخرها عمارات وسط المدينة ذات الخمس طوابق وما فوق التي يعود بناؤها إلى عهد الحماية المهددة لخطر الانهيار في أي لحظة ، ووقوعها لا قدر الله سيحدث فاجعة أشد ألما وحسرة من غيرها من الكوارث لشساعة ساكنة العمارات في هذه المنطقة التجارية والإدارية نظرا لاكتظاظ السكان بها ، منها بنايات قديمة تحيلنا هندستها إلى الزمن الذهبي لفن العمارة الفرنسية ، تلك الأشكال الزخرفية والتعرجات التي علتها الأتربة والتشققات حتى غدت كالهيكل المتهدم المهجور، إذ أصبح قاطنوها يعيشون حالة من الرعب والخوف أمام توالي أشغال بناء عمارات جديدة من حولها والتساقطات المطرية وتحملها لسكان فوق طاقاتها ، خصوصا وأن بناءها مرعليه قرون وأعوام ومثالنا الحي الواقع ليلة 29 رمضان الحالي بعد انهيار سقف شقة الممثلة زهيرة صديق التي عاشت طفولتها يتيمة الأم، وسط سبعة أشقاء ذكور، إذ كانت بدايتها الأولى في جمعية مسرح النخيل بمراكش مع المرحوم مولاي أحمد بنمشيش، ثم في مجموعة المرحوم محمد بلقاس ، وخلال السنوات الأخيرة استقرت الممثلة المراكشية زهيرة صديق بمدنية الدارالبيضاء بحثا عن منافذ فنية جديدة أكثر طموحا وإصرارا. حيث بدأت مسيرتها الفنية بنجاح، واشتهرت في مسلسلي "رمانة وبرطال"، و "حديدان" ، للمخرجة فاطمة بوبكدي ، وبرزت كوجه سينمائي في فيلم "الدية" رغم أنها لم تأخذ حقها في السينما. آخر أعمالها التلفزيونية مسلسل سيتكوم "كلنا حنا جيران" في جزءه الثالث، بالإضافة إلى أعمال أخرى ستقوم بتصويرها بعد شهر رمضان.