هدد أزيد من 7000 عاملة وعامل مغربي، من حاملي رخص الشغل بمدينتي سبتة ومليلية المحتلتين ب"إغلاق ممرات الحدود الوهمية" إذا لم تتدخل حكومة عبد الإله بنكيران، وخاصة وزارة الشؤون الخارجية والتعاون، وتضغط لدى نظيرتها الإسبانية، من أجل رفع الحيف والتمييز العنصري الممارس عليهم. وقال هؤلاء العمال على لسان محمد بوجيدة، الأمين الجهوي للاتحاد المغربي للشغل بالناظور والدرويش، أمس الأربعاء خلال ندوة صحفية بالرباط، بأن "تهديدهم بغلق الحدود، جاء بعد مراسلة الحكومة، وقطاعاتها الوزارية المعنية، واستنفاذ جميع الإمكانيات القانونية والمشروعة، للمطالبة بحقوقهم الاجتماعية، "إلا أنهم لم يجدوا آذانا صاغية، لصرخاتهم." واعتبر بوجيدة، هضم حقوق هؤلاء العمال الذين قضوا أكثر من 14 سنة في العمل بالمدينتين المحتلتين " كارثة وإهانة كبيرة للمغرب"، مشيرا إلى أن مشغليهم كانوا يصرحون لدى إدارة الضمان الاجتماعي الإسباني بنصف يوم من العمل، في وقت كان هؤلاء العمال الحدوديون يشتغلون يوما كاملا، وذلك ضدا على كل قوانين العمل والمواثيق الدولية. وقال في هذا السياق إن "المواطن المغربي بهذين المدينتين لا يستفيد من التعويض عن البطالة ولا التمريض، عندما تنتهي صلاحيته يتم الرمي به خارج المدينتين، وكلما تحدثنا إلى الحكومة المغربية، تجيبنا بأن الوضع حساس"، معبرا عن استغرابه بالقول " كيف نحن لا نتكلم عن الوضع القانوني للمدينتين بل عن المغاربة الذين يعانون هناك، أي المغاربة ضحايا 14 سنة من العمل، أي عن المغربي الذي أدى 55 ألف اورو للضمان الاجتماعي ورموه خارج الحدود الوهمية." وفجر بوجيدة، قنبلة من العيار الثقيل، حينما كشف في الندوة ذاتها أن أزيد من 200 شاحنة، محملة بالرمل والحصى والآجر، تدخل يوميا إلى مدينتي سبتة ومليلية المحتلتين أمام مرأى ومسمع الجهات المختصة المغربية، متهما الحكومة بالمساهمة في "توطيد الاستعمار" في المدينتين المحتلتين بالقوة "لم نعد نفهم كيف أن الحكومة الحالية، أوالحكومات التي سبقتها، سمحت بدخول هذه الشاحنات، وهي تعلم أن المواد المحملة بها، متوجهة إلى البناء، فهي بذلك تساهم في توطيد الاستعمار." إلى ذلك، قدم أحد العمال شهادة مؤثرة عما آلت إليه أوضاعه المعيشية، بعد أكثر من 14 سنة من العمل داخل هاتين المدينتين السلبيتين، وقال ردا على سؤال ل"رسالة الأمة"، بأنه تعرض للطرد، بعد سنوات طويلة من العمل في البناء، وكانت تقتطع من أجره 25 في المائة لفائدة صندوق الضمان الاجتماعي ( حوالي 7000 درهم شهريا)، إلا أنه في أحد الأيام، وجد نفسه مرميا خارج الحدود، مهضوم الحقوق. ووفق روايته فإن العامل الطاعن في السن، يعاني من المرض ولا يجد ما يأكل ولا ثمن شراء الأدوية، وقال بعينين دامعتين "مالقيتش ما ناكل ولاباش نشري الدوا، وصحتي مشات"، موجها نداءه إلى جلالة الملك محمد السادس قصد التدخل لحماية حقوقه وحقوق زملائه من العمال المتضررين الآخرين.