أعلنت إسرائيل، بانتشاء كبير، الإطاحة بأكبر عدو لها وهو رئيس حركة حماس المعين مؤخرا، يحيى السنوار، الذي تعتبره إسرائيل مهندس عملية طوفان الأقصى. ذلك اليوم الأسود الذي سيظل في ذاكرة إسرئيل كوصمة عار مهما قتّلت وأبادت في الغزيين. السنوار الذي اغتيل في ساحة الحرب، وليس كما روجت إسرائيل له، من كونه كان يختبئ بين المختطفين، فقد كان يقاتل كحال جميع المقاومين إلى أن دخل في اشتباك مع جنود جيش الاحتلال بتل السلطان برفح جنوبي غزة وكان يرتدي جبة عسكرية رفقة قيادي ميداني آخر. ومن شدة سعادة نتنياهو وعدم تصديقه لتصفية السنوار، هرع لإجراء اختبار الحمض النووي للتأكد من هويته، وكأن المقاومة ستنتهي بانتهاء أحد رموزها. رغم أن الدرس اللبناني يظهر أن صواريخ حزب الله لم تتوقف بمقتل حسن نصر الله الأمين العام لحزب الله. السنوار من مواليد 1962. اعتقلته إسرائيل عدة مرات وحكم عليه بأربع مؤبدات قبل أن يفرج عنه بصفقة تبادل أسرى سنة 2011 فعاد إلى نشاطه في قيادة كتائب " عز الدين القسام " الجناح العسكري لحماس" وانتخب رئيسا للحركة في قطاع غزة عام 2017، وأعيد انتخابه مرة أخرى عام 2021م. لقب ب " صائد الجواسيس "، بعد اقتراحه لتأسيس جهاز أمني بهدف تعزيز الجانب الأمني للمقاومة والمقاومين. هذا الجهاز سُمي "المجد" لالتقاط عملاء إسرائيل. لقد كان السنوار مؤمنا بضرورة القضاء على جميع أدوات الاحتلال تمهيدا لهزيمته، مُركزا على عملاء وأعوان الاحتلال الذين كانوا يتسللون في النسيج الفلسطيني، وهذا الأمر عده السنوار أخطر وأبرز أدوات الاحتلال التي يجب القضاء عليها. باستشهاد السنوار، فشل الجيش الإسرائيلي في الحصول على تلك الصورة الاستعراضية للنصر. فجاء الاغتيال محض صدفة، ليستمر السنوار في إزعاجهم حتى في موته.