استطاع الفيلم السينمائي المغربي "على الهامش" لمخرجته جيهان بحار أن يستحود على إعجاب الجمهور المغربي، وكذا النقاد السينمائيين الذين أثنوا على زاوية المعالجة التي اختارتها المخرجة للفليم. ويروي الفيلم ثلاث قصص حب، أبطالها مهمشون يعيشون حياتهم على هامش المجتمع المغربي، وتتقاطع المواقف بينهم بشكل غير متوقع في قالب درامي عميق. وعن سر نجاح هذا العمل السينمائي، قال كريم واكريم ناقد سينمائي: " إننا نحتاج بشدة مثل هذه النوعية من الأفلام لكي يتصالح الجمهور المغربي مع سينماه، ويعود للقاعات السينمائية كما كان في الماضي. فالقاعات السينمائية لا يمكنها أن تنهض من جديد وتعمر إلا إذا بثت أفلام محترمة فنيا عوضا عن تلك النوعية من " الأفلام الكوميدية" التي لاتنتمي للسينما بأي شكل من الأشكال. ويعتبر الناقد أن مخرجة الفيلم جيهان البحار قد استطاعت نسج فيلم ميلودرامي محترم فنيا، في غياب كلي لمثل هذه النوعية من الأفلام في السينما المغربية. ويستطرد الناقد بالإشارة إلى ملاحظة مهمة، وتتعلق بتقديم العلاقات العاطفية وقصص الحب في السينما المغربية. فهذه الأخيرة، كانت دائما تنقصها المصداقية. هذه المصداقية تظهر عند المخرجة بشكل عفوي .ف" تيمة الحب " في الفيلم، وقصة العشق التي جمعت الشخصيتين الرئيسيتين، الشاب والشابة اللذين ينتميان لطبقة المهمشين، كانت من نقط قوة الفيلم، لدرجة يمكن القول معها أن التجاوب الذي شهده من طرف الجمهور يرجع بالأساس لهذه النقطة بالذات. ويرى واكريم أن المخرجة تناولت في فيلمها قضايا اجتماعية بشكل فني مقبول، وذو حبكة ممتازة التي تظهر من خلال شخصيات من صميم الواقع ومواقف وحكايات تتشابك لتعطينا فيلما متماسكا في سرده دون أن تتعالى على الجمهور وتسقط في النخبوية. أما فيما يخص الأداء التمثيلي بالفيلم، فقد وجده الناقد جيدا عموما خصوصا فيما يخص الدورين الرئيسيين اللذين أداهما كل من هند بن جبارة وخليل أوبعقا. إضافة لأداء كل من فاطمة الزهراء بناصر وعبد اللطيف شوقي. أما فيما يتعلق بالثنائي مجدولين الإدريسي وعزيز دداس، فكانا في كثير من المشاهد يسقطان في النمطية وإعادة ماسبق لنا أن عهدناهما عليه. ورغم ذلك، مازال الجمهور الواسع يتجاوب إيجابا معهما، ويحب حضورهما مع بعض. أما فيما يتعلق بتوظيف المخرجة للجرأة، فيرى الناقد السينمائي أن مخرجة فيلم " على الهامش "، انتهجتها لكي تستقطب الجمهور الواسع. فحتى القبلة كانت في سياق الفيلم ولم تكن مقحمة.