صحافيون وحقوقيون يطالبون الدولة الفرنسية بالتدخل لإطلاق الكاتب بوعلام صنصال    صفعة جديدة لفرنسا من دولة إفريقية    روسيا تصف الوضع في حلب بالتعدي على سيادة سوريا    تواركة يهزم اتحاد طنجة بثلاثة أهداف    افتتاح فعاليات الدورة ال21 للمهرجان الدولي للفيلم بمراكش... سيعرض 71 فيلما من 32 بلدا    كوريا.. المخترع المغربي فؤاد فقيري يحرز الميدالية الذهبية بالمعرض الدولي للاختراعات بسيول    المغرب يجدد بأديس أبابا تضامنه الثابت مع الشعب الفلسطيني من أجل إقامة دولته المستقلة    المغرب يواصل إصلاحا شاملا لنظامه القضائي يكرس المبدأ الدستوري للحق في الحياة (وهبي)    "في خطوة مفاجئة".. إعفاء عبد العزيز عدنان المدير العام ل (كنوبس) بسبب تمرده على قرارات الحكومة    التحالف التقدمي:متحدون ضد العنف ضد النساء    فليك يؤكد عودة لامين جمال إلى الملاعب بعد تعافيه من الإصابة    التعاون يجمع بين وهبي ووزير مصري    بينهم 3 لاعبين مغاربة.. الفيفا تعلن عن قائمة المرشحين لجوائز الأفضل لعام 2024    أخنوش يتباحث مع الوزير الأول لساو تومي    موعد انخفاض درجات الحرارة بالمغرب    دفاع الناصري يطلب استبعاد التنصت على المكالمات والمراقبة البنكية من الملف        40 مركزا للتكفل بمرضى السيدا في المغرب    المغرب يٍخلد اليوم العالمي لمكافحة "السيدا"    استخلاص مصاريف الحج بالنسبة للمسجلين في لوائح الانتظار من 09 إلى 13 دجنبر المقبل    تفكيك شبكة لتهريب المخدرات بواسطة مسيرات أوكرانية من المغرب إلى إسبانيا    مراكش: ارتفاع ليالي المبيت السياحية ب12 في المائة عند متم شتنبر الماضي    أكادير.. بحضور وزير الصحة، التوقيع على ميثاق التزام لتقليص العدوى الجديدة المرتبطة بالسيدا والأمراض المنقولة جنسياً    أكاديمية المملكة تبحث رهانات الترجمة    "على الهامش" يواصل التألق في القاعات السينمائية في الأسبوع العاشر على التوالي    أسعار النفط تتجه لإنهاء الأسبوع على انخفاض بأكثر من 3%    معتقلو "حراك الريف" بسجن طنجة2 يشتكون من خطر يهدد صحتهم    هذا تاريخ المرحلة الثانية من استخلاص مصاريف الحج    الهدر المدرسي يتهدد التلاميذ جراء تأخر بناء أقسام هدمها "زلزال الحوز"    نقابة تجدد دعوتها لحل أزمة شركة سامير وتعزيز السيادة الطاقية        ارتفاع أسعار الذهب وسط تراجع الدولار            مهرجان أماناي الدولي للمسرح بورزازات يكشف عن أسماء لجنة التحكيم والعروض المسرحية المشاركة وعن جوائز المنافسة    موسم الهجرة نحو الفرح في زاكورة …جمال الطبيعة بنكهة الإبداع السينمائي    «آثار « للمخرجة مجيدة بنكيران يحصل على تنوية لجنة تحكيم مهرجان سينما المدينة بفاس    كلامْ.. ليْس للرَّأي النَّعامْ ! (الجزء الثالث)    المتقاعد بين الإعفاء الضريبي والرفع من المعاش    واتساب يدمج التخصيص مع إعادة التوجيه..إليكم تفاصيل الميزات الجديدة    تشاد تنهي اتفاق التعاون الدفاعي مع فرنسا    منع جماهير الرجاء من حضور مواجهة حسنية أكادير        وفاة شاب إثر تسمم غذائي في محل للأطعمة الجاهزة بأكادير    المنتخب المغربي لكرة القدم النسوية يفوز وديا على نظيره البوتسواني (3-1)    الجيش الإسرائيلي يحظر انتقال السكان اللبنانيين إلى مجموعة من القرى جنوب البلاد    الصناعات التحويلية.. ارتفاع الأثمان عند الإنتاج بنسبة 0,2%    المخرج العالمي مارتن سكورسيزي: "ناس الغيوان" أبهرتني وأصبحت مصدراً للإلهام في مشواري الفني    يوسفية برشيد يبحث عن ذاته في موقعة متكافئة أمام أولمبيك الدشيرة    روسيا تعلن إسقاط 47 مسيّرة أوكرانية    خميس الحكامة يعود إلى الدار البيضاء والرميلي: المدينة على أبواب التحول إلى "متروبولية" ضخمة    علماء يكشفون عملية تصنيع قطعة أثرية يعود تاريخها إلى 3600 عام    أين اختفت مبادئ حقوق الإنسان في قضية بوعلام صنصال.. لماذا التزمت هذه المنظمات الصمت؟    أسماء مغربية تتألق في "يوروبا ليغ"    تلوث الهواء الناتج عن الحرائق يتسبب في 1.5 مليون وفاة سنوياً حول العالم    أهمية التطعيم ضد الأنفلونزا أثناء الحمل    حوار مع جني : لقاء !    لَنْ أقْتَلِعَ حُنْجُرَتِي وَلَوْ لِلْغِناءْ !    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



فيلم مغربي يعالج المثلية ومعاناة الأمهات العازبات يلقى الإشادة بمهرجان طنجة
نشر في هسبريس يوم 29 - 10 - 2023

في إطار فعاليات المهرجان الوطني للفيلم بطنجة في دورته ال23، احتضنت قاعة سينما روكسي العريقة عرض شريط "المحكور ماكيبكيش"، للمخرج المغربي البريطاني فيصل بوليفة، الذي ينافس هذه السنة إلى جانب مجموعة من الأعمال السينمائية ضمن فئة الفيلم الروائي الطويل.
يعالج الفيلم قصة امرأة لفظها المجتمع وابنها إلى الشارع، حيث كانت تعيش في وسط ينخره الفقر واللاوعي، فكافحت الأم بطلة الفيلم كي تظهر في خضم هذا الوسط الاجتماعي المليء بالمتناقضات بأنها الأفضل والأجمل والمرغوب فيها عند الآخر، وباتت تبحث عن حنان مفقود ظنت أنها ستجده بدون مقابل بين ذراعي رجل، لكن أحلامها ستتكسر على أولى صخور واقعٍ مرير، وسيتم اغتصابها، ثم ستحتفظ بالطفل الذي أخفت عنه هوية والده، فعاش بدوره في كذبة استمرت أعواما طويلة، حتى بلغ العشرين من عمره وانكشفت الحقيقة بكل تجلياتها.
وأمام صدمة الحياة هذه ودواماتها وهروب الأم والابن من واقع حيث الأهل والمحاسبة، سيسافران إلى مكان آخر حيث تبيع الأم جسدها كي تكسب قوت يومها، وسيفعل الابن الشيء ذاته كي يكسب قوته، وهكذا ستتعقد المشكلة أكثر ولن يستطيع الابن الخروج من الوحل الذي زاد تعقيدا.
ويسلط الفيلم بين طياته الضوء على مواضيع متعددة من صلب المجتمع، أبرزها المثلية الجنسية، الفساد، الاغتصاب، معاناة الأمهات العازبات في المجتمع والحرمان العاطفي، إضافة إلى العلاقة القوية التي تجمع بطلة العمل بطفلها، والتي تظهر بشكل كبير خاصة على مستوى قوة أداء الممثلين اللذين يجعلان الجمهور يندمج في مشاعر حياة يعيشها آلاف الأمهات العازبات وأبناؤهن في المغرب.
وكشف كريم الدباغ، منتج الفيلم، خلال المناقشة، أن المخرج فيصل بوليفة يعتمد دائما في الأفلام التي يقدمها على ممثلين هاوين، وليسوا محترفين، لذلك بدأ "الكاستينغ" ثمانية أشهر قبل الشروع في التصوير، وتجول في مدن مغربية عدة للبحث عن وجوه تقنعه على مستوى التشخيص.
وأضاف أن المخرج اشتغل لمدة شهر مع الطاقم الفني والتقني بحب وفرح وطاقة هائلة، فهو من أصول شمالية وابن البيئة الشعبية، لذلك ركز على بعض التفاصيل الدقيقة في تصوير المشاهد، موردا أن العمل هو إنتاج مشترك لأول مرة بين كل من فرنسا وبلجيكا والمغرب، وحظي بدعم من بريطانيا كذلك.
وتابع المتحدث لهسبريس على هامش مناقشة الفيلم، بأن المخرج يمتلك موهبة كبيرة في نقل القصة وسردها، وهو ما أعجبه في السيناريو خلال اطلاعه عليه، مبرزا أنه على عكس بعض الآراء، فالفيلم لا يُسوق للمثلية الجنسية، لأن الفنان لا يمكن أن يمنح قصة لا يشعر بها أو عاشها، معتبرا أن التعاطف مع الشخصيات أو العكس يعود إلى المشاهد، وهو ما يعكس جمالية الفن ويخلق النقاش.
وقال منتج العمل إنه من الممكن أن يكون المخرج واحدا من الأشخاص الذين لديهم مشاعر حبيسة في الداخل وعاش عقدة مماثلة في مرحلة من حياته، موضحا أن تلك الظاهرة موجودة في كل الدول، لكنه يوثق لبعض الممارسات التي تحدث في المغرب ويناقش المشاكل بنظرة سينمائية.
من جهتها، قالت الناقدة السينمائية شرافة شريف الحوات إنها تأثرت عند نهاية هذا الفيلم وخلصت إلى أنه جاء كتكريم لروح الراحلة عائشة الشنا، المناضلة المغربية التي فكرت في الأمهات العازبات من خلال جمعيتها بالبيضاء وكانت من السيدات اللواتي أعطين قيمة لهؤلاء الأمهات بشكل عملي وفعلي.
كما أشادت المتحدثة ذاتها بالموهبة التي تتمتع بها بطلة العمل عائشة التباع، معتبرة أنها فنانة ومبدعة تمتلك الأدوات الإبداعية في التشخيص، لأنها نجحت من خلال هذا الفيلم في إيصال كل عمق وتفاصيل الشخصية بصدق عال، وهو الأمر الذي ينطبق كذلك على البطل عيد الله حجوجي الذي قدم أداء رائعا ورهيبا.
وعن المشاهد الجريئة التي تضمنها الشريط الطويل، أبرزت الناقدة المغربية أنها تعتبر السينما فنا والفن إبداع والإبداع حرية، لذلك فهي ترفض الرقابة بأي شكل من الإشكال وتحترم الآراء، مضيفة أن الفيلم ستشاهده العائلات لكن يجب التعود على أن هذا واقع وهذه سينما.
وتابعت بأن الفيلم يحكي بفنية عالية، والمهم فيه هو ما نجح فيه المخرج بشكل رهيب، معتبرة أنه سينمائي حقيقي يمتلك الأدوات الفنية الإبداعية لإيصال فيلم تتفاعل معه القاعة، موضحة أن هذا الأخير إذا عرض في أستراليا أو في أي منطقة أخرى، سيكون هناك تفاعل وكل المجتمعات ستجد نفسها فيه.
الناقد المغربي عبد الكريم واكريم قال إن فيصل بوليفة في فيلمه "المحكور مكيبكيش" عاد ليقدم شخوصا لا يختلفون عن أولئك الذين شاهدهم الجمهور في فيلمه السابق "لين ولوسي"، رغم أن هذا الأخير تدور أحداثه في إنجلترا وبشخصيات إنجليزية، والثاني في فضاءات مغربية بشخوص مغربية.
وأضاف أنه رغم قساوة الحياة على الشخصيتين الرئيسيتين في الفيلم، إلا أنهما لا تستسلمان، بل تكافحان من أجل الحصول على حياة كريمة رغم أن الأقدار تأبى لهما ذلك، موردا أن "تيمة" الشريط من نوعية تلك الأفلام التي تغري بإنجاز فيلم ميلودرامي، لكن فيصل بوليفة ينهج مسارا مختلفا بضبط أداء ممثليه الذين يؤدون باقتصاد ملحوظ وبموسيقى تصويرية مرافقة معلقة على أحداث الفيلم، غير سابرة ومعبرة عن أحاسيس الشخصيات، أنجزتها ندى الشاذلي، تجعل المشاهد يتابع أحداث الفيلم ومصائر الشخصيات بنوع من الحيادية، قد لا تكون سلبية لكنها تمنعه من التماهي رغم كل ما تعانيه شخصية الأم وابنها الشاب.
وأشاد المتحدث ذاته بالممثلة عائشة التباع التي شخصت الدور الرئيسي للأم المنقسمة بين حبها لابنها وعشقها للحياة ومباهجها بشكل مُبهر وبحرفية الممثلات المجربات، مبرزا أنه لم يشاهد شخصية ل"عاهرة" في السينما المغربية بهذا الجمال الإنساني من قبل.
وعن الممثل الشاب عبد الله الحجوجي، قال الناقد عبد الكريم واكريم إنه جسد دور الابن التائه، الذي تعتمل بدواخله مشاعر متناقضة بعد أن يُصدم بكونه ابنا غير شرعي وبأن أمه التي يحبها ويقدسها تمتهن الدعارة، بسلاسة وصدقية يفتقدها كثير من الممثلين المغاربة، خصوصا باشتغالهم المتتالي في أعمال تلفزية.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.