أثار "مشهد قبلة"، من فيلم "على الهامش"، لمخرجته جيهان بحار، جدلا واسعا على مواقع التواصل الاجتماعي. وتداول رواد مواقع التواصل الاجتماعي، ومجموعة من الصفحات المهتمة بأخبار الفن، والمشاهير، مؤخرا مقطع فيديو، تظهر من خلاله الفنانة هند بنجبارة، في مشهد "لقبلة حميمية"، جمعها مع بطل العمل خليل أوباعقى. وتعرضت هند بنجبارة، بسبب هذا المشهد، لانتقادات واسعة، من طرف ناشطين على منصات التواصل الاجتماعي، واصفين إياه ب"الإباحي"، و"المخل بالحياء". كما تصدر إسم "قبلة على الهامش" محركات البحث على شبكات التواصل الاجتماعي منذ انطلاق عرض الفيلم بالقاعات السينمائية، وذلك بسبب هذا المشهد، حيث أعرب عددمن المعلقين، عن استنكارهم لاستعمال مثل هذه المشاهد التي "تخدش" الحياء، ودخيلة على المشاهد السينمائية في الأفلام المغربية. وكتب ناشط: "فينما كاينة شي فنانة عاد بانت باش تبان كتر كتقبل دير مشاهد جريئة البوسان والعرا واش احسابلك هكك غتعجبينا غير مازدتي طحتي من عينيا لا حقا كنمثلو الواقع وشنو فيه هههه هاديك واقع ديالك غي نتي وامثالك". فيما عبر آخرون عن إعجابهم بفكرة الفيلم، مشيرين إلى أن الفيلم سينمائي وليس تلفزي، ولا يستحق الانتقاد، حيث دون ناشط: " انا شفت الفيلم. عجبني بزاف القصة الاخراج والتمثيل. خصوصا المبدعة هند. فيلم يستحق المشاهدة ويستاهل حملة إشهارية بحجم الإبداع لي فيه". كما أشاد أحمد ردسي صحفي ومهتم بالإنتاجات الدرامية، بأداء أبطال العمل، وكتب عبر منصة "فايسبوك" تدوينة جاء فيها: " خليل أوباعقى وهند بنجبارة.. " على الهامش " في قمة الأداء، ثنائي ينجح في طبع الفيلم بطابع الرومانسية وقصص الحب غير العادية مما يخفف من مناظر دماء الأعضاء البشرية في سوق الاتجار بالقلوب والكلي وغيرها من الأعضاء". وتابع: "مرة أخرى ينتهي الفيلم والقصة لكن وجه ياسر أو خليل أو باعقي يبقى طاغيا في الصورة وهذه المرة مع ممثلة اسمها هند بنجبارة اكتشفها جمهور السينما في دورة سابقة من المهرجان الوطني للفيلم بطنجة قبل شهرتها في " لمكتوب " على شاشة التلفزيون وذلك من خلال فيلم " رقصة الرتيلاء " لربيع الجوهري, وهاهي اليوم تقدم وجها آخر الأكيد سيبقى راسخا في فيلموغرافيتها وفي ذاكرة المشاهد السينمائي خالد أوباعقي وهند بنجبارة ثنائي كان مع أسماء أخرى مثل عزيز داداس بوجه مختلف عن المعهود من نقط قوة كاستينغ فيلم "على الهامش" تحت إدارة المخرجة جيهان البحار .. وبذلك تتواصل قصة تألق الممثلين المغاربة من أجيال وحساسيات مختلفة ، شيء لا يمكن نكرانه والتجارب المختلفة على الشاشة الكبيرة أو الصغيرة أو على الخشبة تؤكده ". بدوره أثنى الكاتب والناقد الفني والسينمائي المغربي أشرف الحساني، على الفيلم واستنكر الجدل الذي رافقه، قائلا: "إنّ العودة إلى جدل « قُبلة » الممثلة المميّزة هند بنجبارة داخل فيلم « على الهامش » للمخرجة السينمائية جيهان بحّار، يدفع المرء إلى التفكير في نوع السينما التي يُريد المجتمع وتبتغيها المؤسسات الفنّية. إنّ الجدل فارغٌ في أساس، لأنّه غير مبنيّ على علم ومعرفة بالشأن السينمائي، لكنّه يُضمر في طيّاته الطريقة التي بها ينظر المغاربة تجاه الفنّ السابع والمآسي التي تظلّ تُلاحق السينما في المغرب، رغم مجهودات كتّاب السيناريو والممثلين والمخرجين. إنّنا أمام محنةٍ مزدوجة، الأولى ترتبط بضرورة الدفع بالصناعة السينمائية إلى الأمام واختراق كافّة الحدود والسياجات التي تجعل السينما المغربية تقليدية ويشوبها نوع من التقليد الذي يُحوّلها إلى عبارة عن أداة للموعظة الأخلاقية". وأضاف: "وبالتالي، فإنّ الجدل الذي يُرافق الآن مَشهد القبلة، رغم ما يبدو عليه من هشاشةٍ وارتباك، فإنّه يُضمر سجالاً كبيراً أكبر من المجتمع نفسه. إذْ كيف يجوز لبلدٍ ناضل يساره من أجل تحرير مُخيّلة الناس ودعوتهم إلى الانخراط في الحداثة من سبعينيات القرن العشرين إلى أنْ يُصبح فيه مَشهد قبلةٍ داخل فيلمٍ سينمائي يخلق الجدل ويُحرّك الأهواء والمَشاعر". فيما ردت هند بنجبارة على الانتقادات التي طالتها، في تصريح صحفي بأن قبلتها في الفيلم لم تكن مجانية، مضيفة: "وأنا فخورة لأنني لم أرفض المشاركة فيه". ويعالج شريط "على الهامش"، وهو عمل يمزج بين الدراما والكوميديا السوداء، قضايا اجتماعية، إذ يسرد قصص شخصيات تعيش على هامش المجتمع، وتطمح لتحقيق أحلامها في مواجهة الصعاب، الى جانب تميزه الفريد بين الدراما والكوميديا لإضفاء توازن على الموضوعات القوية التي يناقشها. ويقوم بأداء الأدوار الرئيسية لهذا الفيلم، الذي يحكي ثلاث قصص حب أبطالها مهمشون، تتقاطع مصائرهم بشكل غير متوقع، ماجدولين الإدريسي، وعزيز دادس، وهند بنجبارة، وخليل أوباعقى، وفاطمة الزهراء بناصر، وعبد اللطيف شوقي، إلى جانب ثلة من خيرة الممثلين المغاربة.