رغم بلوغه أعلى درجات العلم، يظل البروفيسور عبد السلام الإدريسي طموحا، مثابرا، ومتواضعا، فقد تم تصنيفه كأحد أفضل العلماء المؤثرين في العالم من قبل أرقى الجامعات. ويعود ذلك إلى أبحاثه ودراساته العديدة في شتى المجالات، حيث يشغل البروفيسور الإدريسي منصب أستاذ جامعي في كلية "نيويورك"، وهو متخصص في علم الأعصاب النمائي والمعرفي. تم اختياره ضمن قائمة جامعة ستانفورد تكريما لسعيه العلمي الذي انطلق منذ سن مبكرة في المغرب تحديدا بمدينة تاونات. في هذا الحوار، يعبر البروفيسور الإدريسي عن اعتزازه بهذا التصنيف، ويبرز لنا أحدث الدراسات التي يقوم بها حاليا. أولا، نود أن نهنئك على إنجازك البارز في إدراجك ضمن قائمة أفضل العلماء في العالم من قبل جامعة ستانفورد، هل يمكنك إخبارنا عن الأبحاث التي ساهمت فيها؟ يستند هذا التصنيف المرموق على عدة دراسات رائدة قدمها العلماء المختارون من جامعة ستانفورد، أما عن أبحاثي، فأنا أركز على دراسة تأثير مرض السكري على الزهايمر، خاصة فيما يتعلق بتأثيره على الجهاز العصبي، وقد وجدنا أن السكري يلعب دورا مهما في تسريع تطور مرض الزهايمر، كما أعمل في مجال التوحد، حيث أجرينا العديد من الدراسات الهامة، و حاليا نركز على تطوير تطبيق ذكي للهواتف المحمولة يمكن من تشخيص حالة الطفل قبل بلوغه عامه الأول، لمعرفة ما إذا كان يعاني من التوحد أم لا. كيف يتم تحديد وتصنيف العلماء في قائمة جامعة ستانفورد؟ إن التصنيف "أفضل 2بالمئة من العلماء في العالم" الصادر عن جامعة ستانفورد هو تقييم مرموق يبرز الباحثين الأكثر تأثيرا في مختلف المجالات العلمية على مستوى العالم، وقد تم إعداد هذه القائمة بالتعاون مع دار النشر إلسيفير اعتمادا على بيانات من قاعدة " Scopus "مما يجعلها أداة قيمة في تحديد القادة العلميين البارزين. حيث تهدف إلى تقديم معيار موحد يتيح التعرف على العلماء الذين أحدثوا تأثيرا ملحوظا في تخصصاتهم، كما تعتمد آلية التصنيف على مجموعة متنوعة من مؤشرات الاستشهاد، مثل مؤشر h، والتأليف المشترك، وإجمالي عدد الاستشهاد المعدل، مما يضمن تقييما شاملا ومتوازنا. كيف كان شعورك عند معرفة أنه تم إدراجك في هذه القائمة ؟ اختياري ضمن أفضل 2بالمئة من العلماء في العالم من قبل جامعة ستانفورد هو شرف عظيم لي، ولحظة تمثل عصارة سنوات من العمل الشاق والسهر والشغف المتواصل بالبحث العلمي، لكن هذا التكريم لا يخصني وحدي، بل هو انعكاس للعديد من الأشخاص الذين كانوا إلى جانبي ومدوا لي يد العون طوال هذه السنوات. وأود أن أعبر عن خالص امتناني، أولا للمدرسة العمومية في المغرب التي كان لها دور كبير في بناء أساس متين، لقد منحتني هذه المدرسة اللبنات الأولى التي ساعدتني على المضي قدما، كما أود أن أشكر كلية "ستاتن آيلاند" وجامعة مدينة نيويورك، فدعمهما كانت نقطة تحول أساسية في مسيرتي، لقد كان الأمر أبعد من مجرد توفير موارد، بل تم احتضان أفكاري وتشجيعي على التفكير والتعاون مع زملائي في مختلف التخصصات. شخصيا، أرى أن هذا التكريم هو انعكاس ليس فقط لجهودي، بل أيضا تكريم للكلية والجامعة في تعزيز الابتكار وتوسيع آفاق الفهم العلمي فنحن نصنع فرقا حقيقيا في تشكيل مستقبل العلوم. ما هي الرسالة للعلماء الشباب من خلال هذا الإنجاز؟ أوصي العلماء الشباب بالتركيز على إيصال أفكارهم بوضوح، سواء كان ذلك من خلال كتابة الأبحاث، أو تقديم العروض في المؤتمرات أو التواصل مع الجمهور، فالتواصل الفعال يجعل البحث العلمي أكثر وصولا للآخرين ويوسع من تأثيره.وأشجعهم أيضا على اكتشاف تخصصات أخرى، فالعلم هو رحلة طويلة غالبا ما يكون الشغف هو المحرك الأساسي فيها. وأوصي العلماء الشباب أيضا باكتشاف ما يشعل اهتمامهم فالشغف الممزوج بالمثابرة يمكن أن يقود إلى إنجازات ثورية حقيقية.