تسبب محمد الوفا وزير الشؤون العامة والحكامة في "بلوكاج" لجلسة دستورية بمجلس النواب، حينما واجه بتهكم واستفزاز بالغين، سؤالا عاديا طرحه الأخ النائب البرلماني ياسين الراضي، عضو الفريق الدستوري، حول الزيادات في الأسعار وتأثيرها على القدرة الشرائية للمواطنين، مكا دفع فرق المعارضة (الاتحاد الدستوري، الاستقلال، الأصالة والمعاصرة، الاتحاد الاشتراكي) إلى الانسحاب من الجلسة، احتجاجا على إهانة الوفا للنائب ياسين الراضي، ومن خلاله لفريقه الدستوري وللمعارضة برمتها. وجاءت وقائع هذا "البلوكاج" حينما طالب الأخ الراضي، في تدخله الوزير الوفا، أن يقول للمغاربة، كيف يمكنه كمواطن أن يدبر أموره المعيشية، في حالة تقاضيه لأجرة لا تتجاوز الحد الأدنى للأجور 2300 درهم، هذا الطلب واجهه الوزير بغضب، حيث رد عليه بالقول "أن المغاربة يعلمون أنه لا يتقاضى الحد الأدنى للأجور، مطالبا ياسين الراضي بمشاطرة جزء من ثروته مع المغاربة. " رد الوزير الوفا، جعل الأخ شاوي بلعسال، رئيس الفريق الدستوري ينتفض في وجه الوفا، مطالبا أياه بالاعتذار، وقال "إن لم يعتذر الوزير فإننا سننسحب من هذه الجلسة"، وهي الدعوة التي استجاب لها كل نواب المعارضة، تعبيرا منهم عن تضامنهم مع الفريق الدستوري، وصاحب السؤال، حيث قرروا الانسحاب من الجلسة، إلى أن يقدم الوفا اعتذاره للنائب البرلماني ياسين الراضي ولفريقه الدستوري، ومن خلاله لكافة فرق المعارضة. وما إن نزل النائب البرلماني محمد صبحي عن الفريق الاستقلالي من كرسيه في اتجاه الباب المؤدي الى بهو المجلس، حتى وقف قبالة مقعد الوزير محمد الوفا، ليعاتبه على الرد الذي واجه به سؤال الفريق الدستوري، إلا أن الوفا، كان له جواب آخر، حيث هاجم النائب البرلماني، بعبارة ساقطة، أمام مرأى ومسمع من النواب البرلمانيين من المعارضة والأغلبية. من جهة أخرى، لا حديث داخل بهو مجلس النواب إلا على ضرورة إقالة وزير الشؤون العامة والحكامة، بعدما فاه بهذه العبارة النابية في حق ممثل للأمة داخل مؤسسة دستورية. وإلى حدود الساعة ما زالت الجلسة مرفوعة، بعدما تمسك الوزير بموقفه ورفض الاعتذار. وكان الأخ الراضي، قد أثار في سؤاله حول ارتفاع الأسعار، أن المغاربة كانوا ينتظرون من حكومة بنكيران االوفاء بوعودها التي التزمت بها خلال انتخابات 2011 لتخفيف الضغط على القوة الشرائية للمواطن المغربي، بتخفيض الأسعار، واتخاذ الإجراءات لدعم دخل المواطنين، لكن المغاربة أصيبوا بخيبة أمل كبيرة، بعدما زادت أثمنة المحروقات، في الضرائب، في الحليب، في المواد الغذائية، في النقل. وقال في هذا السياق "إن أردنا أن نبحث لهذه الحكومة عن لقب، فإن لقبها هو بطولة العالم في زيادة الأسعار"، داعيا الحكومة إلى التراجع عن مجموعة من المغالطات، التي تروجها لتمويه الشعب المغربي، من خلال التوظيف السياسي للأرقام والإحصائيات. وأضاف قائلا "المغاربة ما بقاوش كيتيقو بلغة الأرقام، فالمؤشرات عند المواطن المغربي هي القفة ديالو واش طلع ثمنها ولا هبط، والمواطن اليوم ما بقاش عندو الثقة في الشعارات ديال الحكومة ولا في الشعارات ديال الأحزاب ديالها." وأكد أن الحكومة أخلفت وعودها مع المواطن، الذي حملته الشعب ما لا طاقة له به، حيث خاطب الوفا قائلا "بالله عليك السيد الوزير بغيتك تجاوبني كمواطن عادي، وماشي كوزير واش إلى عطيناك سميك ديال 2300 درهم واش تقدر تواجه بيه هذا الغلاء لي كاين اليوم، وبغيتك تكول لينا الحق ها حنا كنسمعو. بغيت تكول حاجة أخرى راه الشعب عارف الحقيقة. "