تنظم كلية الآداب والعلوم الإنسانية بنمسيك، التابعة لجامعة الحسن الثاني بالدارالبيضاء، في الفترة من 22 إلى السبت 27 أبريل الجاري، الدورة 25 للمهرجان الدولي لفن الفيديو ،وذلك تحت شعار “الثورات الرقمية التي توظف الثقافة عبر الإنسانية”. وأوضحت الجهة المنظمة، خلال ندوة صحفية عقدت أمس الثلاثاء، أن الدورة 25، التي تحتفي بمرور ربع قرن لمهرجان أسس لديبلوماسية ثقافية موازية، ستشهد تقديم عدد من الأنشطة الفنية والتواصلية من عروض فنية وتكريم وماستر كلاس وورشات تكوينية. وستتوزع فقرات المهرجان على فضاءات مختلفة بالدارالبيضاء منها على الخصوص فضاء كلية الآداب والعلوم الإنسانية بنمسيك، ومسرح مولاي رشيد، والمعهد الفرنسي ومدرسة الفنون الجميلة في وسط المدينة والحي الحسني باستوديو الفنون الحية. ويستقبل المهرجان الدولي لفن الفيديو كعادته في كل سنة عددا من الفنانين والمبدعين الذين يمثلون عددا من بلدان العالم ،بالإضافة إلى ممثلي مختلف الجهات الفاعلة في مجال الصناعة الفنية ذات الهدف الثقافي، وذلك خلال فترة أسبوع من التواصل مع وبفن الفيديو، بغية جعل مدينة الدارالبيضاء عاصمة عالمية للابداع و الفن الرقمي. وفي هذا السياق، أكد عبد القادر كنكاي، رئيس مهرجان فن الفيديو، وعميد كلية الآداب والعلوم الإنسانية بنمسيك، أنه ببلوغ مهرجان فن الفيديو دورته الفضية، يكون قد ولج محطة أساسية في تاريخه، تعكس وصوله لمرحلة النضج ليصبح بالتالي مرجعا وطنيا ودوليا في التقنيات الحديثة للصورة. و أضاف كنكاي أن هذا المهرجان يفتح آفاقا متميزة للتكوين، مشيرا الى أن هناك ثمانية محترفات متخصصة في المجالات الجديدة والمتطورة في التكنولوجيات الحديثة، خصوصا فيما يتعلق بالحقيقة الافتراضية. وعن اختيار موضوع “الثورات الرقمية التي توظف الثقافة عبر الإنسانية” كشعار لهذه الدورة، أكد كنكاي، في إطار العالم الحديث، وفي المغرب على وجه الخصوص، يتعين إيلاء الاهتمام بموضوع إيجابيات وسلبيات وعواقب استعمال التكنولوجيات الجديدة في المجتمع. وشدد كنكاي على أن الدورة الحالية تحمل في طياتها العديد من الرسائل النبيلة لعل أهمها ضرورة استعمال وسائل الإعلام الاتصال بشكل صحيح وجيد لتكون مكونا من مكونات التربية والتنمية، بدل أن تكون وسيلة للهدم. من جهته، اعتبر المدير الفني للمهرجان، عبد المجيد سداتي، أن بعد بلوغه ربع قرن من التواجد على الساحة الفنية، أصبح المهرجان يحظى بسمعة دولية واسعة، لاسيما وأنه التظاهرة الوحيدة بالمغرب وأفريقيا والعالم العربي المتخصص في فن الفيديو والفنون الرقمية. وأوضح المتحدث ذاته أن جديد هذه الدورة يتمثل في التركيز على الواقع الافتراضي والواقع المعزز، وأيضا الواقع المتعدد، قائلا “إننا نراهن منذ البداية على المستقبل، وكنا دائما سابقين لزماننا، مما يفسر سبب عدم مواكبة الجمهور لهذا المهرجان في بداياته، وأصبح الآن يعي أن ما كنا نقدمه منذ عشرين سنة بدأ اليوم يظهر في الساحة الفنية”. وذكر سداتي أنه منذ خمس أو ست سنوات تم إدخال الفنون الرقمية إلى هذا المهرجان لتوسيع قاعدة الجمهور، مبرزا أنه “يمكن للشباب بفضل الهواتف الذكية التفاعل مع مجموعة من الأعمال التي سيعرضها المهرجان، وكذلك مع الواقع الافتراضي من خلال النظارات الافتراضية”. يشار الى أن مهرجان فن الفيديو، رأى النور سنة 1993، ويشكل محطة سنوية بارزة لعرض مستجدات الفنون الرقمية وفنون الفيديو على الصعيدين الوطني والدولي.