أنهت مكالمة هاتفية أجراها عبد الإله بنكيران، الأمين العام لحزب العدالة والتنمية، مع إبراهيم بوفوس، الوالي المدير العام المكلف بالشؤون الداخلية بوزارة الداخلية، اعتصام المغاربة الأربعة، الذين شاركوا في قافلة الحرية، داخل مطار محمد الخامس، إثر وصولهم على متن رحلة قادمة من تركيا حوالي الساعة الثانية عشرة بعد زوال أول أمس الخميس. وقد اعتصم هؤلاء احتجاجا على منع سلطات أمن المطار عائلاتهم والمتضامنين معهم من استقبالهم داخل المطار، واحتج بنكيران، الذي أجرى هذه المكالمة مع مسؤول وزارة الداخلية تحت أنظار ممثلي وسائل الإعلام، على إجراءات المنع، وطالبه باتخاذ تدابير عاجلة لإزالة التوتر غير المبرر الذي تسببت فيه عناصر الأمن. وفي الوقت الذي أنهى بنكيران اتصاله مع بوفوس، قام القيادي في العدالة والتنمية مصطفى الرميد بربط الاتصال بعبد القادر عمارة، برلماني الحزب العائد ضمن المجموعة المغربية، وخاطبه بالقول «السيد عمارة لقد اتفقنا على أن تخرجوا الآن» ليتقدم بعد ذلك نحو مدخل باب المطار حيث سمح له رجال الأمن، الذين كانوا يشكلون حاجزا بشريا، بالدخول رفقة رضى بنخلدون القيادي في نفس الحزب، وأثناء هذه اللحظات تقدمت بعض عائلات العائدين بمقربة من مدخل المطار، وأطلقت بعض النسوة زغاريد الفرح بعودة عناصر الوفد المغربي سالمين، في حين ردد أنصار جماعة العدل والإحسان وحشود من المتضامنين شعارات النصر والترحيب. وكان عبد القادر عمارة أول المغادرين لبهو المطار حيث رافقه قياديون من الحزب متوجهين صوب سيارته قبل أن يدلي عمارة بتصريح لوسائل الإعلام، حيث كانت علامات التأثر بادية عليه معبرا عن استيائه واستنكاره من المعاملة القاسية والوحشية التي لاقوها على أيدي قوات الاحتلال الإسرائيلي خلال الهجوم على السفينة التي كانوا على متنها. العناصر الثلاثة من قيادات العدل والإحسان ضمن وفد العائدين، وهم على التوالي عبد الصمد فتحي والمهندسان الحساني لطفي وحسن الجابري تم حملهم مباشرة بعد خروجهم من المطار على أكتف مناصري جماعتهم على إيقاع زغاريد نسوة العدل والإحسان وأقاربهم وإيقاع أنشودة «طلع البدر علينا». واحتج فتحي، الذي ألقى كلمة بهذه المناسبة، على طريقة المعاملة التي نهجتها معهم سلطات أمن المطار مانعة أهاليهم من الاقتراب من المطار ووضع سدود وحواجز أمنية حالت دون وصول هؤلاء إلى المطار، ليطلب من الحشود، التي استطاعت أن تفلت بطريقتها الخاصة من الحواجز الأمنية التي تم نصبها على طول المسالك المؤدية إلى المطار، الانتقال إلى حيث تمت محاصرة العشرات من أنصار الجماعة يتقدمهم الناطق الرسمي للجماعة فتح الله ارسلان على بعد مائتي متر من المطار، حيث توجهوا هناك عبر قافلة من السيارات. وعوض أن يقام حفل الاستقبال للثلاثة العائدين أمام مدخل المطار، أقيم حفل رمزي على شرفهم بمفترق الطرق المؤدي إلى المطار، ألقى خلاله الناطق الرسمي فتح الله ارسلان كلمة بالمناسبة، مشيرا إلى أن أعضاء الوفد الذي شارك في قافلة الحرية استطاعوا أن يحدثوا شرخا في الجسم الصهيوني، وأن مهاجمة إسرائيل للقافلة جعلتها تعيش ورطة ، واعتبر ارسلان أن وفد الجماعة الذي شارك في تلك القافلة لم يكن يمثل الجماعة فحسب وإنما كان يمثل الشعب المغربي، وانتقد أرسلان الطريقة التي تعاملت بها أجهزة الدولة مع حادثة استقبال هؤلاء العائدين، قبل أن يختم بقوله: «الأمر لا يعني حزبا معينا.. ولكن المسؤولين أبو إلا أن يحرموا أنفسهم من هذه المنة». وكانت نادية ياسين، كريمة مرشد الجماعة، أول من هتف بشعارات الاحتجاج ردا على منعها، رفقة العشرات من أنصار جماعتها من قبل عناصر الأمن من الاقتراب من مدخل مطار محمد الخامس، لكن رد فعل السلطات الأمنية إزاء هذا التصعيد المفاجئ كان هو استدعاء مزيد من التعزيزات الأمنية ووضع طابور من رجال الأمن على طول المداخل المؤدية إلى المطار، في حين كانت حناجر المتضامنين مع مغاربة قافلة الحرية تزيد حدة «هذا عار هذا عار غزة في المطار» .